بافان فوريه الخالد
لا يستطيع دارس تأريخ الموسيقى الأوروبية إلا التوقف عند اسم الفرنسي غابرييل فوريه 1845-1924، ربما بسبب مقطوعة واحدة قصيرة أضحت من التراث الموسيقي الخالد، رغم تأليفه الكثير من الأعمال الجميلة الأخرى، وتأثر أجيال الموسيقيين الفرنسيين التالية به. هذه المقطوعة هي رقصة بافان في سلم فا دييز الصغير لا يتجاوز زمنها 6-7 دقائق، ألفها في ثمانينات القرن التاسع عشر بعدة صيغ. فالصيغة الأساسية كانت للبيانو وكورس الغناء، ثم وزعها لأوركسترا صغيرة، وللأوركسترا والكورس.
أصبح فوريه مديراً لكونسرفاتوار باريس (المعهد العالي للموسيقى)، بعد أن كان يكسب قوته من تدريس الموسيقى والعزف على الأورغن في كنيسة مادلين الفخمة القريبة من ساحة الكونكورد في باريس. لكن رئاسة الكونسرفاتوار جائت على حساب عمله كمؤلف موسيقي بسبب ضيق الوقت، فكان يترك باريس في العطل الصيفية إلى الأرياف ويتفرغ للتأليف.
والبافان هو رقصة بطيئة وقورة بإيقاع ثنائي اشتهرت في بداية عصر الباروك في إيطاليا، لربما جاء اسمها من مدينة بادوا، أو من كلمة ايطالية – اسبانيا تعني الطاووس في إشارة إلى الحركات البطيئة للرقص الشبيهة بمشية الطاووس. وكان للموسيقي الانكليزي جون دولاند 1536- 1626 مقطوعة بافان شهيرة جداً، عنوانها بافان الدمعات السبع للعود، غناها مغني البوب الانكليزي المعاصر ستنغ قبل بضعة سنوات على العود مع عازف العود ادوين كارامازوف.
أما بافان فوريه فقد دخل صناعة السينما والاعلان والموسيقى الحديثة المعاصرة. عزفه أو غناه أشهر الموسيقيين والمغنين مثل جوشوا بل على الكمان والسوبرانو رينيه فلمنغ والممثلة المغنية باربرا سترايساند (1975) وغيرهم.
×××××××××××
أترككم مع صفاء ونقاء بافان فوريه
http://www.youtube.com/watch?v=9QtT48Ex4ao