طباعة هذه الصفحة
الأحد, 09 شباط/فبراير 2014

نفس الذئاب

  همام عبد الغني
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

كُتبت بعد الضربة الكيمياوية في الغوطة الشرقية في سوريا

يا غوطةَ الشامِ , أشباهٌ مآسينا
نفسُ المخالبِ والأنيابِ تُدمينا
نفسُ الذئابِ ,عوتْ واستكلبتْ وعدتْ
وجرَّعتْ وطني سماً وغسلينا
من قبلِ خمسينَ عاماً حطَّ في وطني
طاعونُهم , فأحالَ العرسَ تأبينا -1
من قبلِ خمسينَ عاماً ضجَّ في وطني
نعيقُهم , فاستفاقَ الموتُ مجنونا
وراحَ يعصفُ إعصاراً يفورُ دماً
ويزرعُ الأرضَ أشباحاً , شياطينا
كأنما حلَّ يومُ الحشرِ , مرجلُهمْ
يغلي , ويقفُ للدنيا براكينا
لم يبقِ طفلاً ولا شيخاً ولا شجراً
أو غادةً تملأُ الدنيا رياحينا
لم يبقِ زرعاً ولا ضرعاً ولا ثمراً
ولا صلاةً ولا صوماً ولا دينا
ولا ضريحَ وليِّ يُستجارُ بهِ
أو ظِلَ مأذنةٍ تُأوي المصلينا
إلا , وأطبقَ عاليها بسافلها
وراحَ يرقصُ فوقَ النارِ مفتونا
نيرونُ أحرقَ روما , وهو مبتهجٌ
فصارَ كلُ عتاةِ الأرضِ نيرونا
لقد بُلينا بنفسِ الداءِ , يا وجعَ
الأجيالِ , هل فرختْ أحقادُهم فينا ؟
سَلي " حلبچةَ " يوم اغتالَ عفتَها
جزارُ "رائحةِ التفاحِ " ملعونا -2
هل بسملتْ قبلَ ان تلقى نهايتها ؟
هل ودعتْ أهلَها والماءَ والتينا ؟
وهل شكا طفلُها المظلومُ من عطشٍ ؟
هل جاعَ منفرداً يبكي ويُبكينا ؟
يصيحُ "ماما " ولكنَّ الصدى قدرٌ
قاسٍ يعاندُ طفلاً ماتَ محزونا
يا غوطةَ الشامِ , عشناها مضاعفةً
تلك المآسي , فما يشقيكِ يشقينا
عادوا الينا وحوشاً , بعد ما سقطوا
وطالَ غدرُهمو حتى الجوارينا

1-اشارة الى جريمة 8 شباط 1963
2- رائحة التفاح اشارة الى الضربة الكيماوية في حلبچة في شمال العراق

الدخول للتعليق