طباعة هذه الصفحة
السبت, 12 تشرين1/أكتوير 2013

صوت أمرأة خانها الزمان

  فهيم عيسى السليم
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

إرحل ودعني نصفَ ضائعْ

إني شبعت من المواجعْ

إرحل وخذ أغراضك التسعين وأترك شوقَ بصمات الأصابعْ

على النهود ،على الكؤوس ،على الهوى ينساب من كل المنابعْ

ولا تَراجُعْ، لا تلتفت فأنا أقولُ ولا تَراجُعْ

إرحل على عجلٍ فإن اليومَ أمسٌ مات من قضِّ المضاجعْ

إرحلْ ففي كل الزوايا والدروب وفي الشوارعْ

من باع ماءَ الوجه من أجل المطامعْ

فلكم سهرتُ وكم سهدت وكم أموتُ وليتَ لي في العشقِ شافعْ

أنا إذ أراكَ أرى الزمان بغدرهِ والعمرُ ضائعْ

العمرُ ضائعْ

يغتالُني عهرُ الحياة وليس لي إلا المواجعْ

لا تلتفت كي لا ترى ضعفَ المدامعْ

ضعفَ التي كانت إذا قالوا تهبُّ ،تثورُ وتنثني تبقى تدافعْ

أنا إذ أإنُّ ،أإنُّ في صمتِ المرابعْ

ماذا أقولُ؟ أنا التي مرت على ليلات عمري كل أشكال المطالعْ

أقمارُها ظلت تضيئ ظلامَ روحِك تنتخي كيما تحيلَ الصخرَ لامعْ

يا بؤس ذاك الصخر أسودُ من عذابات الفضائعْ

يا أيها الرجلُ المخادِعْ

أنا لن ألوم سوى الزمان وعشقيَ الفاني وأوهامَ المراضِعْ

قد علّمَتْني أن من يبرأُ من كل المقاذِعْ

رافعَ الرأسِ مهيباً عاليَ الهمة فارعْ

أبيضَ القلب أميناً غيرَ طامعْ

علّمتني أن هاتيك الطبائعْ

هي للإنسان شافعْ

إنما أنت ببطن الشر قابعْ

أنه ليس وداعاً، إنه رد الودائعْ

وسيبقى عَلَمي

رافعَ الرأس مهيباً عاليَ الهمة فارعْ

وسيبقى الكونُ رائعْ

الدخول للتعليق