طباعة هذه الصفحة
الأربعاء, 28 أيار 2014

استوقَفني مظفر النواب - في قصتين قصيرتين جداً

  جمال حكمت عبيد
تقييم هذا الموضوع
(1 صوت )

قصة قصيرة (استوقَفني مظفر النواب )
في قصتين قصيرتين جداً


1
((شيء من التأريخ))


كان طوال الوقت مستغرقاً في ذكرياته المريرة ...منذ أن طَبَعت قدماه أرض الغرفة الحجرية الموحشة ، في سجنٍ... لم يعرف موقعه على خارطة وطنه!!.
يتلمس بأصابعه كل شبر في جدرانها...يتتبع حروف الدم المدوّنة والمحفورة فيها ...عسى أن يجد سبباً لإعتقاله ...
حتى صرخ بقول النواب:
(وطني علمني...علمني أن حروف التأريخ مزورة حين تكون بدون دماء).


2
(سُجناء)

امتزجت وجوههم الشاحبة بلزوجة أحزانهم وفرحة الأفراج عنهم.. يهرشون أجسامهم الهزيلة...يدلفون نحو باحة السجن الترابية.
جذبت عيناه زينة الفرح المعلّقة على بناية السجن ..
. شَكّ عَليهِ الأمر... إن ثورة ما قد قامت؟؛
لكن الصورة الناصبة فوق البناء جعلته يتراجع .
صدى صوت:
- عاش الملك، عاش الأمير...
- يأمرهم بأن يسألون الله أن يُطيل عُمرَ مَلِكهم، والأمير الصغير الذي حرّرهم في يوم خِتانه.
- ترحمَ المساكين على غُلفة الأمير وعلى أنفسهم..
- دعَوْا إلى الله أن يرزق المَلِك اولاداً... حتى تفرَغ السجون.
تسارع في خطواته نحو باب الخروج...
مهمهماً بصوت خفيض:
ماذا سيحل بنا لو كان الأمير بنتا ؟؟.
واستوقفه قول النواب:
(مدينة يكذب من فيها على شفاههم ...ليس لها شفاء)

الدخول للتعليق