طباعة هذه الصفحة
السبت, 01 نيسان/أبريل 2017

حلم ومرآة...

  جمال حكمت عبيد
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

عندما سمعني اتحدث عن العودة قال لي :
ذكّرْتني بصديقي "عزرا" اليهودي يوم قال لي: هجرتُ الوطن مع اهلي وانا طفل صغير، ظلّت امي تبكي بيتنا وجيراننا ودربونة طفولتي وهي على امل العودة ..أما أبي ظل يحكي عن جلسات الأصدقاء على نهر دجلة والسمك المسكوف .بحسرة وابتسامة اجتمعتا بوجهه ويتوعد بموعد آخر.
ماتت أمي ولم تحقق حلم العودة الى بيتنا ، تبعها ابي وهو في حلم جلساته...أبي لم يكن يدري ان المكان الذي كان يحدثني عنه وضعت فيه غرفة متهالكة خربة كتب عليها"قف ..سيطرة للتفتيش " .جنودها استغلوا سياجا صغيرا مطل على دجلة نشروا عليه غسيلهم ولحفهم ليطردوا رائحة السكائر منها ..وبقيت انا وحدي انظر في مرآتي ولم اعد أرى فيها سوى نقطة صغيرة للوطن .

الدخول للتعليق