طباعة هذه الصفحة
الإثنين, 15 أيلول/سبتمبر 2014

الطائفة الشيخية " الحساوية " في البصرة

  حيدر لازم
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

طائفة شيعية اسسها الشيخ احمد بن زين الدين الاحسائي , فحملت اسمها منه ( الشيخية ) اما ( الحساوية ) فنسبة الى منطقة الاحساء في الجزيرة العربية .
هاجر الشيخ احمد زين الدين الاحسائي من نجد الى العراق منتصف القرن 18م واسس فرقته الجديدة في كربلاء , والاحسائي رفض الالتزام بمبدأ الاجتهاد , واصر على التمسك بالتراث الشيعي كما هو , خاصة في العقائد واذا كانت الاراء تختلف في كونهم من الامامية الاثنى عشرية ام انهم فرقة قائمة بذاتها , فأننا يمكن ان نستشهد بنصين يمكن ان يقدما لنا صورة تقريبية عنهم .
في استفتاء للمرجع محمد سعيد الحكيم , بشأن حقيقة عقيدة الشيخية , قال : " اما الجانب العقائدي فيتردد على الالسن نسبة بعض الامور لهم لا تناسب ماسبق بيانه من عقائد الامامية , وعامتهم لا يعرفون شيئاً عن عقائدهم وخاصتهم لا يجهرون بما عندهم " واضاف " لا يتيسر لنا تحديد معالم عقيدتهم من هذا الصمت والانكماش والاعتزال وهم بذلك يتحملون مسؤولية الانشقاق والفرقة " .
وتقرأ في الموقع الرسمي للطائفة (( www.awhad.com ((في صفحةالفتاوى : ان " الشيخية ليست فرقة من فرق الامامية الاثنى عشرية , وليس هناك فرق بينها وبين الشيعة الامامية , بل هي خط التشيع الواضح " .
وبين هذين الكلامين , بون شاسع , لكن المشهور ان لهم اراء تخالف الشيعة الامامية الاثنى عشرية , كما انهم لا يقلدون اي مرجع من مراجع الشيعة المعروفين , ولهم في التقليد رأي هو انه : " لا يجوز لمن كان كامل العقيدة ان يقلد مرجعاً ناقص العقيدة او يصلي خلف امام ناقص العقيدة , اي من كان يعتقد بطهارة دم الامام , وان عمله حضوري لا يجوز له ان يقلد خلف من لايرى ذلك " , تفسير هذا الكلام ان الشيخية يعتقدون انهم كاملو العقيدة وان سواهم من الشيعة ناقصو العقيدة , وانهم يرون ان دم الامام طـــاهر , وان علمه حضوري اي ليس " حصولي " وهو يعلم ما كان وما يكون الى يوم القيامة .
فضلاً على اراء لهم تخالف الامامية الاثني عشرية .
مثل ان الامام المهدي يولد ولادة , ويقولون بفلسفات اشراقية غنوصية .
ويلاحظ انهم يدفنون موتاهم في كربلاء , دون النجف .
في العراق , فأن الشيخية موجودون في البصرة وكربلاء , ولهم وجود محدود في قرى بناحية الوجيهية بديالى .
لكن وجودهم المؤثر هو في البصرة , ويسمونهم هناك ( اولاد عامر ) وهم ثالث المكونات الطائفية في المدينة من حيث العدد , اذ يقدر عددهم بأكثر من 250 الف , يسكنون في الاغلب بمركز المدينة , ولهم وجود في قضاء المدينة شمال غرب البصرة , وفي البصرة زعمائهم ومرجعيتهم المتمثلة بالسيد علي الموسوي , الذي هو مرجعهم دون سواه والمرجعية عندهم وراثة .
تفيد المعلومات التاريخية الى ان وجودهم في البصرة يمتد الى اكثر من 200 عام , وانهم غرسوا اكثر ما في البصرة من نخيل .
يتميزون بالهدوء وعدم الانغماس في المجادلات والنزاعات الطائفية , وعلاقتهم بأهل السنة في البصرة علاقة تعايش ومودة , وكان لهم من قبل الاحتلال علاقة جيدة بالدولة , ولعل السبب سوء علاقتهم بايران والايرانيين , وهو عداء يمكن ان تجده في الكويت وفي البحرين ايضاً , بين الشيخية الذين يعدون من الشيعة العرب وبين ((العيم)) اي العجم , وربما بلغ التنافر بينهم الى درجة ان لا ترى شيخياً يصلي خلف شيخ ايراني , والعكس صحيح .
وبرغم كثافتهم العددية , فأنهم غير ممثلين في العملية السياسية , وليس لهم وجود مؤثر في الوظائف المهمة في المدينة , بل تعرضوا الى الأذى والاستهداف من قبل المليشيات الطائفية , خصوصاً مليشيات جيش المهدي , ومن قبل من يطلق عليهم اسم " المعدان " وهم الطارئون على المجتمع البصري و المهاجرون من العمارة والناصرية , وقد تكررت الاعتداءات عليهم , بالقتل والتهديد , و بالقاء المنشورات في مناطق وجودهم , والتي تطلب منهم العودة الى " السعودية " كما اطلق صاروخ على ( جامع الموسوي الكبير ) في منطقة الجزائر وسط البصرة , وهو جامعهم الرئيس , الامر الذي جعل السيد علي الموسوي يوجههم بحمل السلاح والدفاع عن انفسهم , فخرجوا في 10 تموز 2006 بمظاهرة سار فيها الالاف من ابناء الطائفة , انطلقت من جامع الموسوي في منطقة " السمير " , الى جامع الموسوي الكبير , واغلقوا وسط المدينة والقسم الغربي منها .
ومع تهميشهم وابعادهم واستهدافهم , فأنهم عملو بفعالية على محاولة الاسهام في بسط الامن في البصرة وبادر السيد عبد العالي بن السيد علي الموسوي مرجع الطائفية , بالدعوة الى تأسيس ( مجلس اسناد القانون ) عام 2007 ودعا اليه اغلب الاحزاب والحركات السياسية في البصرة لتكون ممثلة فيه .
كما انهم جمعوا الاحزاب السياسية في جامع الموسوي , في مؤتمر اسفر عن كتابة وثيقة شرف , بمنع الاعتداءات , وحفظ الامن في المدينة .
يتميز الشيخية في البصرة بالتلاحم فيما بينهم , واقامة علاقات طبيعية حسنة مع الجميع , وبالولاء والتوقير المطلقين لرئيس الطائفة , فهم يحكمونه في اي امر يكون بينهم ولا يعطونه ظهورهم عند الخروج من مجلسه , بل يدخلون حبواً , ويخرجون بنفس الطريقة ووجوههم اليه .

الدخول للتعليق