طباعة هذه الصفحة
الأربعاء, 18 شباط/فبراير 2015

أصلنا واحد

  المرحوم أكرم مهدي خضر النشمي
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

ان اساس الاشياء هو شئ واحد فلا تخلق الاشياء جميعها متكونه وساقطه منه ، السماء في دفعه واحده , او ان الجبال والانهار تتكون بقدره خارجه عن اطار الطبيعه..., انها تمر بمراحل التكوين والتطور الطبيعي المتناسق والمتحور وضمن سلسله من التغييرات الضروريه ,والتي يتطلبها التكييف البايولوجي والبيئي ,ويلعب الوعي والتغيير الجيني والظروف المحيطه الدور الاساسي في صياغتها ضمن مراحل زمنيه متعدده ,انها سوف لن تقف عند حدود نهائيه او ان تاخذ قالب جامد او ان يكون لها شكل نهائي , انها سوف تتغير و يتشكل منها كيانات ولكل كيان وحده ذاتيه ثم يتم التحوير والتطوير والتغيير وهو الذي يخلق تكوينات وتشكيلات متعدده هجينيه, تختلف ظاهريا ولكنها تعود الى نفس الاصل او الاساس وهذا يشمل جميع مكونات الحياه ومايحيط بها من لغه وقوميات واديان وامم ودول وشعوب,
ان المجتمعات تكونت من مجتمع واحد ولكنها تعددت نتيجه ضرورات حياتيه من ترحال وتنقل وسفر للبحث عن ظروف اقتصاديه و مناخيه افضل ,ان رغبه الانسان الفضوليه في الاستكشاف والتحدي بالاضافه الى الحاجه و للوصول الى الاحسن والاوفر والأمن ساعد على تشكيل مجتمعات متعدده تتشابه في الشكل العام ولكنها تختلف في الاسلوب و الطريقه , ان المجتمع الاساسي او الاولي تكون نتيجه دورات تراكميه متغيره على شكل ضرورات متسلسله من العلاقات الاجتماعيه والاقتصاديه متاثره بالبيئه جعلت من كل فرد بحاجه الى الاخر يحميه ويشاركه ويحتمي به ,ان هذه التكوينات او المجتمعات او الامم تكونت على مراحل تاريخيه وزمنيه متباعده جدا ومن اساس ومصدر واحد ولكن لايمكننا من تاكيدها او عندنا الدليل على حدوثها ,نستطيع اثباتها عن طريق حاله واحده وهي التشابه الكبير في كل جزيئات التكوين الخارجي والجيني والاسلوب والتفكير و طريقه التفاهم والتعبير ووجود العاطفه والشعور وتشابه المظهر العام لتكويننا , فلايوجد اختلاف جوهري مابين الشعب الصيني او الشعب العراقي الا اختلافات بسيطه فرضتها الطبيعه وضروره البقاء وخضعت لكثير من العوامل التي تحيط بكل منهما, لاتوجد اختلافات مابين البشر كما هي الحال لو كانت مع اقوام اتت من خارج كوكب الارض ولو حدث ذلك لكان الاختلاف واضح وبصوره لاتقبل الجدل
ان الشعب الامريكي تكون من مجموعه من المهاجرين فهل يمكننا ان نطلق عليه شعب ذو اساس او اصل؟ بالتاكيد لا وهذا ينطبق على جميع الشعوب والاقوام والتي تتحكم في تكوينها وتهجينها عوامل كثيره منها الهجره والغزوات والتداخل والترحال والتصاهر ...الخ ان نظريه اصل الاقوام يجب ان تستند على نظريه الاصل الواحد والذي يعود الجنس البشري الى اصل واحد من اجل وحده الهدف الانساني العام وينتهي الفرز والفصل على اساس الاصل ,كذلك الحال في اصل اللغات والقوميات والتنوعات البشريه ,فلو اخذنا اللغه واساسها فان الشئ المؤكد والذي اثبتته الاكتشافات هو ان اللغه تطورت على مراحل متعدده ابتداءا من تشكيل الاصوات وتجميعها على شكل تعابير عن حاجه , ومن اللغه وبسبب التغيير والضروره والاندماج تكونت اللهجات والتي سوف تقود الى تكوين لغات مستقله مع مرور الزمن ,ان الرسموم التي سبقت الكتابه والتي بدات على مايطلعنا به التاريخ على ان بدايتها كانت على شكل رسوم واشارات تعبيريه او كتابات مسماريه مالبثت حتى تطورت الى احرف تم تجميعها اعتباطيا في البدايه واكاديميا لاحقا ,ومن اللغات نشات ثقافات وقوميات متعدده فلاتوجد ثقافه محدده او قوميه مستقله ظهرت من نفسها وبنت كيانها المستقل بقدراتها الذاتيه
ولايوجد دين مستقل بذاته ونشا باراده خارجه عن وعي الانسان وحاجته, ان الدافع الاساسي للنشوء هو الحاجه للشئ , ان الانسان بحاجه الى الدين والله وليس حاجه الله للانسان ومن هذه النظره الفلسفيه نستطيع ان نستنتج بان الله والدين هما من صنيعه الانسان ولتحقيقق حاجاته الماديه والروحيه ولايوجد اي تبرير اخر ينسجم وعقل الانسان الحاضر, لاتوجد هناك اوليه لاي دين وليس له الحق في احتكار الاصل وتشويه الحقيقه ونسب القدسيه له او انه صاحب الحق في التنزيل الالهي عليه او الادعاء بان هناك شعوب مختاره وامم متميزه عن البقيه ,ان الاديان تطورت مع تطور الزمن ونمو العقل البشري فبعد ان كانت عباده الاصنام والكواكب والملوك اصبحت العباده الان لقوى خارجه عن الوعي ولانستطيع من نفيها او الغائها لانها بعيده عن الجدل المادي ولانمتلك اي بديل عنها , ومن الاديان نتجت المذاهب والفرق وهي تفرعات لها اسبابها وغايتها واهدافها ومبادئها وهو ان اساس نشوئها لم يكن اعتباطيا ولكن ضروره جاءت كي تحقق حاجه عاطفيه ,ولايجب ان يكون تحقيق هذه العاطفه على حساب فئه اخرى ويتم اضطهاد الثانيه للاولى وتستعمل حجه في الفرز وفي التباين في توزيع الثروات واعتلاء المناصب , ان اساس الاختلافات البشريه هو الصراع الاقتصادي وصراع الحاجه وبسبب الجشع المادي وطبيعه الانسان الاحتكاريه في التملك فاننا سوف نرى اتساع الهوه بين المعتقدات والاديان والمذاهب ,انها تختلف بالشكل ولكنها تتفق في المضمون,ان هدفها مادي وسياسي وليس اختلاف روحي وهذه طبيعه الصراع الذي يجب ان ينتهي وينتهي معه الفرز ويتم الغاء احتكار العقل والاصل. ,

الدخول للتعليق