طباعة هذه الصفحة
الإثنين, 14 تشرين1/أكتوير 2013

ثقافة الحوار

  عزيز عربي ساجت
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

 هناك دلائل كثيرة تؤكد ضعف أدوات الحوار في ثقافتنا وتلاشي كوادرنا وغياب مبادىء التعددية المنفتحة ، وسيطرة الرؤية الأحادية المغلقة ، فنحن نفتقد أدنى قواعد الحوار، ولا نقبل النقد الموضوعي البناء ، مما ادى الى ابتعاد اعداد كبيرة من كتابنا ومبدعينا عن الساحة الثقافية .

ما ان يبدأ الحوار بيننا حتى نراه يتحول تلقائياَ الى صراخ ومهاترة ، ورفض للرأي الاخر ومعاداته ، بالنفي تارة وبالعدوان اللفظي تارة اخرى ، ونشعر بجرح غائر عندما نتعرض للنقد ، وتتسارع ثورة الغضب والانفعال ، ويتخطى هذا القصور في ثقافة الحوار من الافراد والجماعات ليصل الى المنظمات المدنية العاملة .

فلو امتلكنا الحد الادنى من التعقل لكنا اقل تفككاً واقل تباعداً واكثر تلاحماً وتوافقاً في الدفاع عن مصالحنا وهي السمو بطائفتنا وديننا كأمة متحابة متراصة امام العدو وامام الصديق .

يعزى بالتأكيد هذا القصور في الرؤيا وفي ثقافة الحوار الى الحقائق الذهنية التربوية الموروثة عن العهود البائدة ، والى فشل المشروع الذي نطمح اليه في النهضة الفكرية وفي التنويرالعام ، وبروز الأتجاهات المتعنته الذي يفسر ذلك بظاهرة انخفاض القدرة على قبول الرأي الاخر ، والاخفاق في تطوير الحوار المنتج ، وبلورة عناصر الاتفاق والتوافق وعزلها عن مواضع الخلاف والاختلاف ، والبناء على ماهو مشترك وتطويره وتقليص مساحة الاختلاف ، وابداع اّليات فكرية لاحتوائها ومعالجتها ، فقبول فكرة الاخر من كلا الطرفين ومناقشتها بدلاَ من رفضها ، واشاعة التفكير العلمي المستنير الذي يستند الى تعدد الافكار والاراء واحترامها وبروح رياضية ، دون التقيد بمصدر وحيد ، في تكوين الرأي او الفكرة هو المدخل الرئيسي لثقافة الحوار البناء ، وتيمناَ بالمقولة اليونانية القديمة التي تقول : ( الحوار يولد العقول ) ، مع تقديري .

 

الدخول للتعليق