• Default
  • Title
  • Date
  • فاضل فرج خالد
    المزيد
    الثامن من شباط الاسود   **************************************************** في ذاكرتي ان بدايات عام
  • حامد خيري الحيدر
    المزيد
      خلال دراستي الجامعية في قسم الآثار/ كلية الآداب قبل
  • علي كاظم الربيعي
    المزيد
    لعيبي خلف الاميريدجله (يمينها) واهمها هور السنيه وهور عودة واسماء
  • عربي الخميسي
    المزيد
    في مثل هذا اليوم حدثت نقلة نوعيه غيرت طبيعة الحكم
الأحد, 26 أيار 2019

مملكة ميسان وآثار الحضارة المندائية

  سِنان سامْي الشيخ عَبد الشيخ جادِر
تقييم هذا الموضوع
(1 صوت )

لقد تناولنا في مقالة سابقة مدعّمة بالمصادر التأريخية كيف أن الصابئة المندائيين هم الخلف الفعلي للبابليين والسومريين من قبلهم (مصدر1). 

Missam-Kingdom2

Missam-Kingdom3لم تكُن الحضارة السومرية أول حضارة للبشرية فقط وإنما كانت حضارة عظيمة، ووصلت إلى حد كبير في العلم والأدب، ولهذا فعِند سقوطها وتمزيق مُدنها أستولت الأقوام الأخرى على إنجازاتهم التأريخية وأدبهم، حيث يقول عالم السومريات صموئيل نوح كريمر بعد إنهيار الحضارة السومرية: فقد أخذ الأكديون والآشوريون والبابليون هذه الأعمال الأدبية بكاملها تقريبا. وترجم الحثيون والحوريون والكنعانيون بعضا منها إلى لغاتهم الخاصة، وقلدوها بلا شك تقليدا واسعا. وتأثرت صيغة الأعمال الأدبية العبرانية ومحتواها، بل حتى أعمال قدماء الإغريق تأثرت إلى حد ما تأثرا عميقا بالأعمال الأدبية السومرية (مصدر2)، حتى أنَّ كتاب العهد القديم ليس إلا إقتباس مُباشر للأدب السومري وخليفته البابلي (مصدر3).
وكان لهذه الحضارات العظيمة والتي بقيت إنجازاتها محط إعجاب العالم لغاية الآن، كانت لها قوة إقتصادية وتجارية كبيرة, ساعدها موقعها على رأس سواحل الخليج العربي, حيثُ أنّ مياه الخليج العربي كانت تصل إلى جنوب مدينة بابل وحدود مدينة ميسان في حدود الألف الثالث ق.م (كما مُبين في الصورة أعلاه مصدر 5 ص), وبعدها تستمر السفن التجارية القادمة من الخليج بالإبحار في نهري دجلة والفرات حتى تصل إلى غرب وشمال العراق وتقترب من البحر الأبيض المتوسط وجنوب أوروبا وهي بهذا كانت تُمثل طريق السفر الأمثل للبضائع والتجارة (مصدر4).
ولكن وبسبب ترسبات مياه نهري دجلة والفرات، تراجع الخليج من سواحل بابل ومدينة ميسان الحالية تدريجياً حتى وضعها الحالي (مصدر5&5.5).
ميسان كانت تُسمّى (خاراكس) أو الكرخ وتعني بالآرامية المدينة المسوّرة، وكان سُكانُها من المندائيين رُغم وجود ديانات أخرى (مصدر6&7), وفي نفس المصدر كان قد وصفها وفد الزعيم الصيني بان جاو الذي زارها سنة 97 ميلادية، حيثُ قال عنها بأنها مُحاطة بالماء من كُل جانب وتكثُر فيها الأسود والجمال والنعام وكانت مركزاً تجارياً رئيسياً على الخليج العربي, وتوجد العديد من المصادر المندائية تُبين أنّ تجمعات الناصورائيين كانت موجودة في ميسان, كما في قصة ماني حيثُ أخذه أبوه إلى ميسان وعُمره أربعة سنوات ليتم تكريسه من قبل رجال الدين الصابئة المندائيين في ميسان (مصدر11).
ولكن لو طرحنا سؤالاً منطقياً وهو أين هي الآثار المندائية المُتبقية ولماذا لم توثق بنفس الكُثرة التي وثقوا بها الأقوام الأخرى التي سكنت العراق، وربما يكون الجواب هو أحد الأسباب التالية أو جميعها معاً
1. لقد بدأت اللغة الآرامية الشرقية (المندائية) قبل الميلاد ببضع مئات من السنين، بينما كانت السومرية ثم الأكدية هي الشائعة في ميسان ويُرجح بأنهم قد بقوا يتداولون بها حتى وقت متأخر، ولهذا فعلى الباحثين عن الآثار المندائية إعتبار مرجع البحث هو اللغة السومرية والأكدية وليست المندائية. كما ويجب البحث عن جوهر الفلسفة المندائية وليس رموزها الحديثة مثل الدرافشا (والذي كان شعاراً ليهيا يوهانا), وحتى كتاب الكنزا ربا حيثُ أنه رُبما لم يكُن قد تم تجميعه بكتاب واحد، وإنما بدواوين مُنفصلة أو بنصوص غير مُباشرة، وهذا لأن التدوين المندائي للمندائيين قد بدأ بعد بدء الخطر التبشيري ضدهم في بداية الميلاد، وذلك لأن عملية التدوين هي غير مُستحبة لرجال الدين كونها تسمح بكشف الأسرار والتعاليم المندائية السرّية، والتي كانت تُنقل شفوياً ضمن السُلالات الدينية المندائية.
2. أن مُعظم الديانات التبشيرية المُهيمنة لم تكُن تسمح (ولاتزال لا تسمح) بنشر أي مُكتشفات للديانة التوحيدية الأولى، والتي أخذوا منها الكثير وذلك لما له من تأثير سلبي مُباشر عليهم وعلى قصصهم الدينية.
3. أن مُعظم الأماكن الآثارية في ميسان غير مُكتشفة، حيثُ يوجد أكثر من 3600 موقع أثري لم يُكتشف بعد (مصدر8).

4. أن وجود الثروة النفطية الهائلة في هذه البُقعة يمنع إعطاء الأهمية للمواقع الأثرية، ولكي لا تؤثر على الحقول النفطية التي تحفُر وتُدمّر الأرض وآثارها (مصدر9).
5. نحن نتحدّث عن مهد الحضارات في بلد الحضارات، وحيثُ أنّ الحُقب التأريخية المُختلفة تكون فوق بعضها البعض ولعشرات الأمتار تحت الأرض، وهذا طبعاً يستدعي مهارات وإمكانات تنقيبيه هائلة لا تتوفر الآن ولم تكُن مُتوفرة سابقاً. هذا فيلم توضيحي قديم أُعدَّ من قبل المتحف البريطاني ومُتحف اللوفر وجامعة أوكسفورد, عن التنقيب في المُدن السومرية يُبين الطبقات الحضارية المُتعاقبة وكيف أنّها فوق بعضها البعض (مصدر10).

المصادر للجزء الأول
1
https://www.facebook.com/sinan.jader/posts/10217408180664398

2
https://qudaih24.com/…/…/السومريون-تاريخهم-حضارتهم-وخصائصهم/

https://kitabat.com/…/من-سومر-إلى-التوراة-الحضارة-السومرية…/

4 العلاقات العراقية المصرية في العصور القديمة, محمد صبحي عبد الله, ص17
5
الصلات الحضارية بين العراق والخليج العربي, قصي التركي, ص49
5.5
https://www.thinglink.com/scene/570213211761016832

6 موسوعة المدن والمواقع في العراق – الجزء الثاني. بشير يوسف فرنسيس، ص881
http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=547475&r=0

http://www.alnoor.se/article.asp?id=319286

http://www.diwanalarab.com/spip.php?article31860

10   https://www.youtube.com/watch?v=wz8L0J3_OEo

11  http://www.syriacstudies.com/2017/11/30/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B5%D9%88%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-3/?fbclid=IwAR2_reRfyygCWiYzp8zQog8nd65WwxH8iYvKWc5IJwaeiLrtI0HWPHzeTNY


مملكة ميسان المندائية (الجزء الثاني)

هذه المقالة مُكمّلة للمقالة التي سبقتها (مصدر1) والتي قُلنا فيها ” أنّ على الباحثين عن آثار الصابئة المندائيين المادّية والفلسفية اعتبار مرجع البحث هو في اللغة السومرية والأكدية وليست المندائية. كما ويجب البحث عن جوهر الفلسفة الدينية المندائية, لأن التدوين المندائي للمندائيين قد بدأ بعد بدء الخطر التبشيري ضدهم في بداية الميلاد, وليس قبل ذلك التأريخ خوفاً من كشف الأسرار والتعاليم المندائية السرّية”
حيثُ تعتمد الفلسفة الدينية المندائية على تشفير الأسرار الربانية للمعرفة الناصورائية “الكَلِماتُ الخَفيَّةُ مَخفيَّةٌ ومَصونةٌ في أسفارِها” كنزا ربا اليمين ص59, خوفاً من وقوعها عند الأشخاص الخطأ “لاتُلْقِ القولَ الكبيرَ في المياهِ العَكِرة, ولاتُعطِ التَّألُّقَ والمعرفةَ والتسبيحَ والقولَ الخفيَّ إلى النّاقصينَ والكَفَرة ” الكنزا ربا اليمين ص268
لقد عمد المؤرخون المنتمون إلى الديانات المُسيطرة على طمس الشواهد لأي نتاج ديني- فلسفي أو معرفي أو أدبي عن فكرة معرفة وتوحيد الخالق لدى الديانة الموحّدة الأولى التي سبقتهم إليها وهي المندائية, حيثُ أنّهم كانوا ولايزالون يُشيرون إلى المندائيين بالتسمية اليونانية: الغنوصية (مصدر2) وهذه التسمية لم تأتي من فراغ وإنما هي لأجل دمجهم مع جميع الفرق الأخرى التي تأثرت أو أنشقّت عن المندائيين بعد الميلاد, وآخرها كانت الديانة المانوية في القرن الثالث الميلادي (مصدر3) وبالتالي لكي يتم اعتبار المندائية وكأنها هي المانوية وقد أتت بعد الميلاد بقرون, بل وحتى يُمكّنهم ذلك من تصنيفها بأنها فرقة مُنشقّة عن المسيحية, وليست دين خاص ومنفصل وقبل المسيحية بكثير!!!
لقد قامت الديانات التبشيرية ، وعلى مر العصور بتدمير جميع النتاج المعرفي والأدبي للصابئة المندائيين في جميع الأماكن وخاصة بما تبقى من معقلهم في مملكة ميسان (مصدر4) بعد تدميرها على يد الساسانيين سنة 222 ميلادية, وكذلك للفلاسفة والمُفكرين القُدماء في بلاد وادي الرافدين مهد الحضارات القديمة (مصدر5), ومن ثم استغلّ اليهود هذا الموضوع وربطوا جميع الخيوط الدينية والمعرفية بهم فقط (مصدر6).
في أحيانٍ قليلة نَجَت بعض من تلك النصوص الجميلة والتي تُشير إلى أفكار الفلسفة المندائية, أو ما أنشق عنها وكوّنَ الفِرق الأخرى المُقلّدة لها مثل المانوية والزردشتية, وكان بعض من القساوسة المسيحيين في العصور القديمة يُخفونها خوفاً عليها من التدمير المُمنهج المُتّبع من قبل الكنيسة. وفي أحيان أخرى كانت بعض هذه الأعمال المُكتشفة حديثاً تقع في أيدي العلمانيين الذين يرون فيها كنوزاً ثقافية ولا يُبالون بسُخط الكنيسة, ولكنهم وفي جميع الأحوال لا ينسبوها للصابئة المندائيين وإنما (للغنوصيين) وطبعاً لا يقولون أبداً أنها كُتِبت قبل الميلاد وإنما يُصنفونها بعد الميلاد وحتى ولو بسنوات!!!
نحنُ كمندائيين يكون واجباً علينا البحث عن هذه الكنوز التي تركها لنا أجدادُنا, والذين ضحوا بحياتهم في سبيل الحفاض على هذه الفلسفة القيّمة والتي تحمل في ثناياها أسرار وتعاليم الحي الأزلي للناصورائيين الصالحين.


مملكة ميسان واللؤلؤة (الجزء الثالث)
ترنيمة اللؤلؤة: وُجدَ هذا النَصْ الديني الجميل والفريد بالسريانية واليونانية (مصدر 7&8 الترجمة العربية والإنكليزية), ولكن تبقى لُغته الحقيقية غير مُحددة وهي رُبما تكون الآرامية الشرقية (المندائية) وذلك لأن اللغة السريانية (الآرامية الغربية) ليست هي لغة النصْ الأصلي ولكنها مُشابهة نوعاً ما, وبسبب التشابه مع الفلسفة المندائية.
يتعجب المحللون التأريخيون في عصرنا الحالي من ذكر أسم ميسان بجانب بابل العظيمة, وحيث أن شواهد الحضارة في مملكة ميسان لم يتبق منها شيئاً بعد تدميرها من قبل الساسانيين عام 222 ميلادية, ولكن قبل ذلك التأريخ كانت معقل الناصورائيين والمندائيين (مصدر4) وبعد ذلك أكملت الحملات الدينية العسكرية للأقوام اللاحقة الخِناق على المندائيين وطاردتهم حتى هرب الناصورائيون منهم إلى الأهوار وتعايشوا هناك بسلام وسرّية وهدوء.
نحن هنا سوف نكتفي بسرد التشابه بين هذا النصْ والفلسفة المندائية الدينية, وذلك لأن جميع البحوث الخاصة بأصل هذا النصْ كانت قد أعدّت من قبل القساوسة المسيحيين نفسهم وبالتالي لانعوّل على حياديتها تجاه تبعية النصْ وتحليله.
يَذكُر النصْ مدينتي بابل وميسان بل ويُعطي الأهمّية لميسان بأنها المكان الذي ينطلقُ منهُ الأمير (المُخلّص) في رحلته الخطِرة في سبيل جلب الكنز وهو اللؤلؤة والتي بقيت في مصر. حيثُ ترمز ميسان إلى مكان التعبُد والتدين ومدينة بابل إلى الطقوس الوثنية التي تُقدِس الكواكب السبعة ومصر إلى بلاد عقيدة الموتى والتي تُريد الخلود الأبدي في الدُنيا الفانية.

• المقطع الأول (الترجمة العربية التقريبية في الصورة)
حيثُ يتحدّث المقطع الأول في ترنيمة اللؤلؤة عن تربية البطل الذي نشأ في مملكة أبيه في الشرق وقد كانَ سعيداً مبتهجاً, وحيثُ يُشبِّه القِيَم والتعاليم التي تربى عليها بالذهب والفضة والأحجار الكريمة.
وفي الكنزا ربا نجد العديد من المقاطع التي تتحدث عن تكليف الملائكة بالمهام الخطرة (وخاصة الملاك هيبل زيوا وبثاهيل) والذين كانوا تربوا سعداء في مملكة الأنوار.
” من ضياءِ أبي الزَّخرِ أتيتُ .. قالَ لي قُم يابٌنَيَّ لِتَبدأَ رحلَتَكَ الخَطِرَة” الكنزا ربا اليمين ص290

• المقطع الثاني
يتحدّث عن ترك البطل لرداءه المتلألئ وعباءته والذي يرمز إلى نفسه المثالية (الدموثا – مصدر9) والتي تبقى في العالم المثالي (مشوني كشطا), ثُمَّ يسجلون العهد على قلبه وهو وَسمَه الذي وُسِمَ به خوفاً من أن ينسى, وطبعاً يكون الوَسم للحي العظيم هو أهم شيء للمندائي. ثم يُكلفوه بأن يذهب إلى مصر (بلاد عقيدة الموتى) ولكي يجلب اللؤلؤة (النشمثة) التي يحرسها التنين والموجودة في وسط البحر, والتنين هو شهوات الجسد والعالم الفاني. والبحر هُنا يرمز للظلام وفي المندائية هو بحر كشاش الذي يجب على النفس عبوره لكي تصل إلى عالم الأنوار, ثُم يذهب البطل ومعه أخواه (مساعداه) لأن الإخوة في عالم مشوني كشطا هُم أخوة الكشطا (الحق والعهد) وليسوا أخوة الجسد, ولأنه كان صغيراً جداً.
وكذلك نجد نَصْ مُشابه في هبوط المُخلص, هيبل زيوا أو واهب الضياء (اليمين ص91) الأبن الذي أكرموه بأن عدّلوه وقوموه وأعطاه أبوه (مندااد هيي) رداءه الخاص, ثُم أرسلوه في مُهمته الخَطِرة إلى أكوان الظلام ومعه مُساعِداه, ثُم يَخرُج برحلته الخطرة من عالم النور إلى عالم الظلام.
” كنزَ الحياةِ الذي يؤخَذُ من هنا .. ويُلبسونَهُ كساءَ اللَّحمِ والدَّم .. لباس العالَمِ الفاني” اليمين ص66


• المقطع الثالث
يتحدّث عن الإنطلاق من ميسان (وهي مدينة المندائيين – مصدر4) مكان أجتماع تُجار المشرق, أي أنه أنطلق من المدينة التي تربى فيها دينياً عندما لَبِسَ الجسد الفاني, ثُم ذهب إلى بابل وبعد ذلك إلى مصر حيثُ سَكَنَ بجوار جحر التنين مُنتظراً لفرصة أن ينام التنين ولكي يأخذ اللؤلؤة. حتى تعرّف على شاب من جنسه (له نفس المُعتقد) لأنه جعل هذا الشاب يُساعده في مطلبه وهو الحصول على اللؤلؤة من التنين.
• المقطع الرابع
ثُمّ كان البطل قد حذّرَ صديقه من مُعاشرة القذرين خوفاً من أن يتعلّم منهم, ولكنه في الأخير لَبِسَ مثل ثيابهم, أي أنه حاول أن يتشبّه بهم خارجياً لكي لايُحاربوه ويوقظوا التنين ضدّه, وهذا رُبما كان انه قد غيّر مُعتقده ظاهرياً ولكنهم عرفوا ذلك وخدعوه وأغروه أن يأكُل طعامهم, أي أنهم جعلوه يفعل أفعالهم السيئة والفاحشة, حتى نسي أصله وذلك لأن التواصل مع ذاته المثالية في عالم مشوني كشطا قد أنقطع لأنه لم يعُد صالِحاً فسقَطَ في النوم العميق ونسي مُهمّته ولؤلؤته, وأصبح يعيش مثله مثل الناس هناك, ولكن أبوه قد عَلِمَ بحاله فجَمَعَ نبلاء مملكته ووضع خُطّة لإنقاذه من ضلاله ولكي لايبقى في بلاد الموت التي لا يصعدون منها لبلد النور.
” الآنَ سَيتَغلَّبُ عليَّ الخاطِئون .. سَيُعلِّمونَني ممّا يَعلَمون, ويُكلِّمونَني كما يَتَكلَّمون, فَيُنسُونَني مَن أكون .. وسَأهبِطُ إلى الأعماقِ التي إليها يَهبِطون .. يغوصون فلا يَصعَدون” اليسار ص45
” أقَّمتُ في ثوبِ الظّلام .. فجعلتُ نفسي جزءاً من الظلام .. وحزنتُ في ثوبِ الباطلِ والآثام ” اليسار ص113
” ستصعّدُ نشماثا الناصورائيّين, الَّذين لم يأكلوا أكلَ الفاسدين, ولاكانوا عابثين ولافاسقين ” اليمين ص272

• المقطع الخامس
ثُمّ كتبوا له رسالة ذكروه بها بأصله وبلؤلؤته وبعباءته (دموثا) ووضعوا أسمائهم جميعاً عليها وختمها أبوه الملك بيده اليُمنى لكي لا يستطيع الأشرار الإستيلاء عليها, وهم هُنا أولاد بابل الذين كانوا يعبدون الكواكب السبعة رمز الشر.

• المقطع السادس
وفي هذا المقطع تطير الرسالة على شكل النسر (وهو رسول الحي) وتأتي إلى البطل وتتحول إلى كلام يتطابق مع الكلام الذي كانَ قد طُبِعَ على قلبه عندما كان في بيت أبيه وهو وسمَه الذي وُسِمَ به, فيستيقظ من سُباته ويأخُذ اللؤلؤة من التنين بعد أن يستخدم كلماته التي أتت من بلاد أبيه وهي التسابيح.
” قال لي..فتعالَ معَ الرَّسولِ الّذي إليك جاء..لماذا تبقى داخلَ المعمورة .. لِمَ تَترُكُ ثوبَكَ الطّاهِر وتلبسُ ثيابَ العصيان .. أنشقَّ قلبي نصفَين, وملأَ دمعي العينَين .. هل يوجدُ من ينزعُ ثوبَهُ الطَّاهرَ, ويلبسُ ثيابَ الخاطئين؟” اليمين ص287
” أرسلَ إليَّ رسولَهُ الأمين, فانتزَعَني من الخاطئين ” اليسار ص34
” هَلُمِّي .. هَلُمِّي أيَّتُها اللؤلؤةُ التي من كنزِ الحيِّ أُخِذَتْ ” اليسار ص131
” أيَّ سلاحٍ تبتغين, أمضى من السِّلاحِ الَّذي تَحملين؟ (21) مَعكِ النّاصورائيّة, الكلماتُ الصَّادقةُ الحيَّة” اليسار ص46

• المقطع السابع والثامن
ثُمَّ يصِفُ كيفَ أنه يخلع الثياب الغير نظيفة التي كان يرتديها ثياب الخطيئة ويعود ليرتدي ثيابه الطاهرة اللامعة بعد أن تقوده رسالة أبيه وتُساعده في ُسفره في رحلة العودة ويَصِل إلى ميسان, ليرتدي الثوب اللامع (الرستة) أي أنه يعود ليُصبِحَ تقياً وصالحاً

• المقطع التاسع والعاشر
يَصِف كيف أنه مُتلهف للقاء عباءته التي فارقها ولكنه يجد نفسه فيها وأنها مُتطابقة معه ويجدُ كنوزه التي كان قد تركها عندما سافر وهو صغير أي أنه يتحد معَ الدموثا. ويفهَم بأن حياتهُ كان مُقَدراً لها أن تجري بهذا الشكل سَلَفاً
ثُمَّ يعودُ إلى ضياء أبيه (حيثُ أنَّ كلمة زيوا وهي الضياء بالمندائية نجد بأنهم حاولوا أن يُترجمونها إلى كلمة جلالة)
” أيَّتُها اللؤلؤةُ الطّاَهرةُ التي من كنوزِ الحيِّ أُخِذَتْ .. وإلى كنوزِ الحيِّ عادَتْ .. طارَتْ نشمثا بأجنحةِ أدْعيَتِها وصَلَواتِها .. ووَصَلتْ إلى بابِ بيت هَيي .. فأتى المُخَلِّصُ لمُلاقاتِها كان الأكليلُ البَهيجُ في يَدَيه, والرِّداءُ على ذراعَيْه” اليسار ص52
” خارجٌ أنا للقاءِ شَبيهي
وخارجٌ شَبيهي للِقائي
حَنا عليَّ, وحَنَوتُ عَليه
كأنَّني عائدٌ من السَّبيِ إليه ” اليسار ص99


المصادر للجزء الثاني والثالث
1.
https://www.facebook.com/sinan.jader/posts/10217574996754696
2.
كتاب ميزوبوتاميا 5000 سنة من التدين العراقي, سليم مطر. ص19
3.

المانوية البابلية.. أساس التصوف العراقي
4.
كتاب ماني والمانوية, ترجمة زكار. ص55
5.
6.
https://saaid.net/daeyat/zainab/260.htm
7.
http://m.ahewar.org/s.asp?aid=582853&r=0&cid=0&u=&i=0&q=
8.
https://mufakerhur.org/ترتيلة-الروح-اللؤلؤة-الرافدينية-في-ا/
9.
http://mandaean.dk/node/24043

الدخول للتعليق