• Default
  • Title
  • Date
الإثنين, 21 كانون1/ديسمبر 2015

السيمفونية العاطفية

  ثائر صالح

آخر سيمفونية كاملة كتبها تشايكوفسكي (1840 – 1893) أحد أعظم الموسيقيين الروس على مر القرون. أتم تأليفها في آب 1893، قبل بضعة أشهر من وفاته، وقدمت بقيادته في سنتبطرسبورغ يوم 28 تشرين الأول، قبل تسعة أيام من وفاته. وقد أعتبر الكثير من الباحثين أن هذه السيمفونية السادسة كانت بمثابة توديع قبل الانتحار (وهي الفرضية الرائجة عن سبب وفاة المؤلف)، رغم وفاته خلال انتشار وباء الكوليرا. فقد ألف هذه السيفمونية في فترة شعور بالنشاط والايجابية، ويبدو أنه كان متحمساً جداً إثر نجاح العرض الأول لها. وأبلغ ناشره بأنه فخور جداً بنفسه لتمكنه من تأليف مثل هذا العمل الرائع. من كل هذا نستنتج أنه لم يكن يفكر في الانتحار قط، بل على العكس، كان يود العيش طويلاً لتأليف أعمال مثل السيمفونية العاطفية، حسبما قال لأخيه وأصدقائهما في الاسبوع الأخير من حياته.

تشير القرائن إلى أن السيمفونية هي من صنف الموسيقى البرنامجية، وقد أجاب تشيكوفسكي بالايجاب عن سؤال ريمسكي كورساكوف عن البرنامجية في هذا العمل، لكنه لم يفصح عن القصة التي تصورها السيمفونية. وكان تشايكوفسكي يفكر في تسميتها سيمفونية برنامجية لكنه عدل عن ذلك لئلا يدخل الناس في عملية البحث عن مكنونات وتفاصيل القصة التي أرد المؤلف تصويرها. على العموم، يستشف الباحثون من هذا العمل قصة الحياة والموت وارتباطهما بالقدر، بالتوزيع التالي: الحركة الاولى تصور العاطفة والثقة بالنفس والحيوية، الحركة الثانية الحب، والثالثة الخيبة، والأخيرة الزوال والموت (ويشير الى ذلك توجيه morendo الايطالي للعازفين، بمعنى موت الصوت تدريجياً في موقع شديد العتمة من ناحية التلوين الموسيقي). في هذه السيمفونية نسمع نتفاً من مختلف أنواع الموسيقى، من المارشات والفالتسات والموسيقى الاحتفالية، ما يثير الانطباع بأن هذه كلها توحي بتتابع شريط الذكريات على فراش الموت.

فاليري غرغييف مع فرقة فيينا الفيلهارمونية:

https://www.youtube.com/watch?v=9hW9u-Jw7r4

 

إلى لقاءات قادمة

 

في رحاب الموسيقى

Thaier Salih

 

مقالة أسبوعية (كل سبت)
بقلم ثائر صالح

 

شرعت في كانون الأول 2010 بكتابة مقالات اسبوعية عن المقطوعات الموسيقية التي أحبها، والتي أود أن يشاركني متعة الاستماع اليها أصدقائي ومعارفي متذوقي الموسيقى والمجموعة المندائية على الانترنت الياهو الذين أرسلت اليهم هذه الكتابات القصيرة بهيئة رسالة بالبريد الألكتروني. ثم اتفقت مع صحيفة المدى البغدادية على نشرها كزاوية اسبوعية في صفحة ثقافة، فأصبحت لي زاوية صغيرة فيها بعنوان موسيقى السبت منذ خريف 2011.

ولا أخفي سروري لهذه الفسحة في النشر والتوسع في نشر هذه الكتابات القصيرة المتنوعة، إذ أعتبر هذا مجهوداً بسيطاً أُسهم به في إشاعة مفاهيم الجمال ومقاومة انتشار القبح والسطحية والفن الركيك مقابل تراجع مساحة الفن الرصين في كل المنطقة العربية. وقد سعيت إلى أن تكون هذه الكتابات واضحة وبسيطة، وتحوي أقل قدر من المصطلحات الموسيقية التخصصية التي حاولت شرحها بطريقة مبسطة ومفهومة. وقد استعملت في كتاباتي التسجيلات الموسيقية الموجودة على الانترنت، وبنيت هذه الكتابات حول الأعمال الموسيقية المتميزة.

قراءة المزيد