• Default
  • Title
  • Date
الأحد, 01 أيلول/سبتمبر 2013

الموسيقيون في الولايات المتحدة

  ثائر صالح

 تراودني منذ فترة فكرة الكتابة عن الموسيقى في الولايات المتحدة الأمريكية. فهي امتداد للموسيقى الأوروبية، لكنها أقل شهرة، كما أنها غير معروفة لدينا. جلب الأوروبيون موسيقاهم معهم، فجرى التأليف الموسيقي في المسار الأوروبي. كما هاجر إلى أمريكا عدد من الموسيقيين مثل الألماني غوتليب غراوبنر (1767-1836) الذي أسس الجمعية الفيلهارمونية في بوسطن، فأسهموا في إغناء الفنون الموسيقية هناك.

اشتهر الموسيقي الأمريكي صمويل باربر عالمياً بفضل عمله المسمى آداجيو للوتريات، وهو الحركة البطيئة من رباعيته الوترية عمل رقم 11. والآداجيو تعبير باللغة الايطالية للاشارة إلى سرعة العمل الموسيقي، وهو هنا يعني بسرعة بطيئة، بسرعة مريحة. ولد باربر سنة 1910 في بنسلفانيا، وأظهر ميلاً للموسيقى منذ صغره بتأثير امه عازفة البيانو وخالته مغنية الاوبرا وزوج خالته مؤلف الأغاني. اشتهر منذ شبابه كمؤلف موسيقي واعد، وقدم أعماله أشهر الموسيقيين. ألف عمله آداجيو للوتريات سنة 1936 وقدمه أشهر قائد اوركسترا في الولايات المتحدة وقتها، الإيطالي آرتورو توسكانيني سنة 1938 بنجاح كبير. وقدمها توسكانيني في رحلاته إلى الخارج، في أمريكا الجنوبية وأوروبا، كما قدمها بعد بضعة سنوات قائد الاوركسترا الفذ المجري يوجين أورماندي مع اوركسترا فيلادلفيا في قاعة كارنيجي بنيويورك. استعملت هذه المقطوعة في البث الإذاعي بكثرة لشحنتها العاطفية ومسحتها الحزينة، خاصة لمرافقة الأحداث المؤسفة مثل إعلان وفاة أو تشييع الشخصيات الهامة، فعزفت عند إعلان موت الرؤساء روزفلت وكندي ومراسيم تشييع آينشتاين وأميرة موناكو غريس كلي.

 

أداجيو الوتريات، أشهر أعمال صامويل باربر:

http://www.youtube.com/watch?v=BGMwNe9WWmE (Preview) 

الحركة الأولى من الرباعية الأصلية: 

http://www.youtube.com/watch?v=pwvXX6LyiDU (Preview) 

 إلى اللقاء الأسبوع المقبل مع المزيد من الجواهر الموسيقية الفريدة

 

في رحاب الموسيقى

Thaier Salih

 

مقالة أسبوعية (كل سبت)
بقلم ثائر صالح

 

شرعت في كانون الأول 2010 بكتابة مقالات اسبوعية عن المقطوعات الموسيقية التي أحبها، والتي أود أن يشاركني متعة الاستماع اليها أصدقائي ومعارفي متذوقي الموسيقى والمجموعة المندائية على الانترنت الياهو الذين أرسلت اليهم هذه الكتابات القصيرة بهيئة رسالة بالبريد الألكتروني. ثم اتفقت مع صحيفة المدى البغدادية على نشرها كزاوية اسبوعية في صفحة ثقافة، فأصبحت لي زاوية صغيرة فيها بعنوان موسيقى السبت منذ خريف 2011.

ولا أخفي سروري لهذه الفسحة في النشر والتوسع في نشر هذه الكتابات القصيرة المتنوعة، إذ أعتبر هذا مجهوداً بسيطاً أُسهم به في إشاعة مفاهيم الجمال ومقاومة انتشار القبح والسطحية والفن الركيك مقابل تراجع مساحة الفن الرصين في كل المنطقة العربية. وقد سعيت إلى أن تكون هذه الكتابات واضحة وبسيطة، وتحوي أقل قدر من المصطلحات الموسيقية التخصصية التي حاولت شرحها بطريقة مبسطة ومفهومة. وقد استعملت في كتاباتي التسجيلات الموسيقية الموجودة على الانترنت، وبنيت هذه الكتابات حول الأعمال الموسيقية المتميزة.

قراءة المزيد