• Default
  • Title
  • Date
السبت, 26 تشرين1/أكتوير 2013

بافان فوريه الخالد

  ثائر صالح

 

 

بافان فوريه الخالد

 

لا يستطيع دارس تأريخ الموسيقى الأوروبية إلا التوقف عند اسم الفرنسي غابرييل فوريه 1845-1924، ربما بسبب مقطوعة واحدة قصيرة أضحت من التراث الموسيقي الخالد، رغم تأليفه الكثير من الأعمال الجميلة الأخرى، وتأثر أجيال الموسيقيين الفرنسيين التالية به. هذه المقطوعة هي رقصة بافان في سلم فا دييز الصغير لا يتجاوز زمنها 6-7 دقائق، ألفها في ثمانينات القرن التاسع عشر بعدة صيغ. فالصيغة الأساسية كانت للبيانو وكورس الغناء، ثم وزعها لأوركسترا صغيرة، وللأوركسترا والكورس.

أصبح فوريه مديراً لكونسرفاتوار باريس (المعهد العالي للموسيقى)، بعد أن كان يكسب قوته من تدريس الموسيقى والعزف على الأورغن في كنيسة مادلين الفخمة القريبة من ساحة الكونكورد في باريس. لكن رئاسة الكونسرفاتوار جائت على حساب عمله كمؤلف موسيقي بسبب ضيق الوقت، فكان يترك باريس في العطل الصيفية إلى الأرياف ويتفرغ للتأليف.

والبافان هو رقصة بطيئة وقورة بإيقاع ثنائي اشتهرت في بداية عصر الباروك في إيطاليا، لربما جاء اسمها من مدينة بادوا، أو من كلمة ايطالية – اسبانيا تعني الطاووس في إشارة إلى الحركات البطيئة للرقص الشبيهة بمشية الطاووس. وكان للموسيقي الانكليزي جون دولاند 1536- 1626 مقطوعة بافان شهيرة جداً، عنوانها بافان الدمعات السبع للعود، غناها مغني البوب الانكليزي المعاصر ستنغ قبل بضعة سنوات على العود مع عازف العود ادوين كارامازوف.

أما بافان فوريه فقد دخل صناعة السينما والاعلان والموسيقى الحديثة المعاصرة. عزفه أو غناه أشهر الموسيقيين والمغنين مثل جوشوا بل على الكمان والسوبرانو رينيه فلمنغ والممثلة المغنية باربرا سترايساند (1975) وغيرهم.

 

×××××××××××

 

أترككم مع صفاء ونقاء بافان فوريه

http://www.youtube.com/watch?v=9QtT48Ex4ao

 

في رحاب الموسيقى

Thaier Salih

 

مقالة أسبوعية (كل سبت)
بقلم ثائر صالح

 

شرعت في كانون الأول 2010 بكتابة مقالات اسبوعية عن المقطوعات الموسيقية التي أحبها، والتي أود أن يشاركني متعة الاستماع اليها أصدقائي ومعارفي متذوقي الموسيقى والمجموعة المندائية على الانترنت الياهو الذين أرسلت اليهم هذه الكتابات القصيرة بهيئة رسالة بالبريد الألكتروني. ثم اتفقت مع صحيفة المدى البغدادية على نشرها كزاوية اسبوعية في صفحة ثقافة، فأصبحت لي زاوية صغيرة فيها بعنوان موسيقى السبت منذ خريف 2011.

ولا أخفي سروري لهذه الفسحة في النشر والتوسع في نشر هذه الكتابات القصيرة المتنوعة، إذ أعتبر هذا مجهوداً بسيطاً أُسهم به في إشاعة مفاهيم الجمال ومقاومة انتشار القبح والسطحية والفن الركيك مقابل تراجع مساحة الفن الرصين في كل المنطقة العربية. وقد سعيت إلى أن تكون هذه الكتابات واضحة وبسيطة، وتحوي أقل قدر من المصطلحات الموسيقية التخصصية التي حاولت شرحها بطريقة مبسطة ومفهومة. وقد استعملت في كتاباتي التسجيلات الموسيقية الموجودة على الانترنت، وبنيت هذه الكتابات حول الأعمال الموسيقية المتميزة.

قراءة المزيد