• Default
  • Title
  • Date
  • فاضل فرج خالد
    المزيد
    الثامن من شباط الاسود   **************************************************** في ذاكرتي ان بدايات عام
  • حامد خيري الحيدر
    المزيد
      خلال دراستي الجامعية في قسم الآثار/ كلية الآداب قبل
  • علي كاظم الربيعي
    المزيد
    لعيبي خلف الاميريدجله (يمينها) واهمها هور السنيه وهور عودة واسماء
  • عربي الخميسي
    المزيد
    في مثل هذا اليوم حدثت نقلة نوعيه غيرت طبيعة الحكم
السبت, 25 آذار/مارس 2017

الواوي وبشوش الصّبة

  سعدي جبار مكلف
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

عاش المندائيون قرب الانهار وعلى مقربة من الاهوار لضرورة دينية او بسبب اتقانهم حرفة صناعة المشاحيف وصيانتها والسبب الاول هو ألأهم وان معظمهم من سكنت المناطق التي تجاور الانهار والسواقي التي يكون فيها الماء متحرك اي المد والجزر وكانت حياتهم بسيطة مسالمة بعيدة عن كل المشاكل التي تحدث ولا يحاولون اثارات أية مشكلة كانت ولهم علاقات طيبة مع جيرانهم ومكتفين باقامة شعائرهم الدينية وتكاد ان تكون بشكل غير علني او معروفة من قبل الجيران وبسرية تامة لمعظم مراسيمهم الدينية ومن خلال حياتهم اليومية المباشرة مع الماء نلاحظ ان اغلب العوائل تقوم بتناول لحم الطيور وبصورة مستمرة سواء في المناسبات الدينية او الايام العادية لذلك نلاحظ ان اغلب العوائل المندائية تقوم بتربية طيور البش والبط والدجاج وغيرها ولما كانت بيوتهم غالبا ماتكون محاطة بالنخيل والاشجار وكثيفة الزواية نلاحظ ان حيوان الواوي كثير ما يسرق هذه الطيور ليلا او حتى في النهار لذلك نشأت عداوة كبيرة بين المندائي وهذا الحيوان ومن هنا انشد الشعراء كثير من القصائد يصفون فيها هذه المشكلة الكبيرة ، ان هذا النوع من الشعر شكوى علنية ليس فقط ضد هذا الحيوان وسرقته للطيور وانما شكوى من ظلم المجتمع العشائري المتسلط على رقابهم ، شكوى من سائر المجتمع الذي يحارب هذه الفئة المسالمة الضعيفة لنبدا بما قاله احد الشعراء في صراع واوي مع المندائي وسرقة طيورهم ...
ألك روح اليواوي وتوصل الدكان
ولك روح التبوگ أبشوش أبن شنان
مرته كاضه الفاس وهو لازم الفاعوس
يگلهه جلده كله أفلوس
حس لا تسمع الجيران
ألك روح اليواوي وتوصل الدكان
أما الشاعر سوادي واجد جثيركان قد دعى أبن أخته نعمة بن حسحوس الى الغداء فقد أشترى ثلاثة طيور بش للوليمة وفي الليل هجم الواوي على الطيور وسرق الذكر وأفترسه فحزن الشاعر وقال ..
أنهجم بيتك يواوي أشوصلك لينه
خوفت الذكر ماعت مصارينه
خوفت الذكر موعت شحم البيه
ياملعون عضك من فخذ رجليه
نتوله الواوي ياهو اليحميه
احنه اولاد الابيض ولك ناسينه
ناسينه يواوي لو لزمنه الفوس
وأبن شنان فلش راسك أبفاعوس
ماتدري الغده أمخصص لبن حسحوس
عضتك صارت سبب ها الاثرت بيه
وقد شكل هذا الحيوان مشاكل كثيرة لجميع المندائيين في سرقة طيورهم فكتب شعرائهم وصفا للاحداث وقد يحتوي قسما منه على كتابات ساخرة أخذت جزء من التراث المندائي في الشعر القديم ولكنه يحتوي على صور شعرية وصفية رائعة المعاني توصل الى القارئ بسهولة ويسر وقد صبوا نار غضبهم ورفضهم لتلك الحياة تحت رحمة نظام الاقطاع العشائري القاسي الذي عاشوا فيه بذل وخوف وقلق تحت سيطرة ما لا يستحقون الحيأةوعندما أصبح جلد هذا الحيوان غالي الثمن أصبح صيده وبيعه تجارة رابحة بسببين الاول التخلص منه ومن سرقة طيورهم والحفاظ عليها والثاني أصبح لبيع الجلد مردود مادي وهنا قال الشعراء ..
اشرد يبو أروشد شوفلك نيه
كل أذراع من جلدك بربيه ..
قال الشاعر منصور درپاش ..
عمچ ياسليمة ماخذ النهران
كل واوي اليمر يركض وره عريان
أنه ياسليمة عيب أرد فشلان
لجيبلچ واوي من الحبنتيه
وهن أنشد سوادي ...
أشرد يبو أرويشد شوفلك ديرة
كل أذراع من جلدك أبنص ليرة
شفت مرزوگ يصلخ صوفته شهيرا
حصينية أثنين چاتفهن بالثنيه
أجابه الشاعر سلوم ...
أمن يبو اروشد جازت التجار
خلافك كل فقير أبعيشته محتار
سوادي خاب حظه ورافگ الشعار
ومكحل أعيونه وكاض عوجيه
وهنا قال منصور درباش ...
منك يبو أروشد راحت الحيله
اليشوفك يگول كضولي أبو جعيله
بعد عيني يسالم چلب أبذيله
يگله أشلون اهدك بيك خرجيه
اما الشاعر رابع بن زغير فقال ....
آنه بشوري سوادي يذب الفاس
يگطع الصجم بيده ويلزم المگراص
آله بالواوي شطفه وفتيل وقندرة والباس
وزخمه وزبون وثمن خاچيه
هكذا كانوا المندائيون يتمردون على الواقع الاجتماعي والتعبير عن طريق التهكم والهجاء وأحيانا القسوة والتهجم على أهلهم وناسهم وحتى أقرب الناس لهم ، نلاحظ في قصيدة غانم العيداني حول نفس موضوع الواوي والتحدي فيها نوع من الشجاعة والبسالة وصرخة المظلوم وقد كتبت هذه القصيدة عام 1938ويقول فيها مخاطبا أهله وعشيرته وناسه ...
أريد أنخه عمامي أنگوم حربيه
نگض أسلاحنه ونگطع الواويه
نگض أسلاحنه ونركض فرد ركضه
وكل واوي اليجينه أنگوم وأنكضه
كسر هاي الثنيه وديچنه عضه
ومتوسف تراني أبن الهراتيه
متوسف تراني ديچ أبو عنفيش
أكل لحمه تراهووظال بس الريش
على هاذي العيله بعد عيب أنعيش
گولو لبو ارويشد ايشوفله نيه
وهنا يجيبه الواوي بتحدي ...
أعوي أعله الرصاص أضيع بالدخان
فن واحد يجيني..موش بس السان
وكلمن دش ثنيتي ..أگطع چلاويه
وسنتناول هذه القصيدة بالكامل عند الحديث عن الشاعر غانم العيداني لاحقا ...

سيدني استراليا
اواسط اذار 2017

الدخول للتعليق