• Default
  • Title
  • Date
السبت, 01 تموز/يوليو 2017

الشاعر سوادي واجد جبير " الجزء الاول "

  سعدي جبار مكلف
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

لا يختلف اثنان ان الشاعر الشعبي المندائي سوادي واجد جبير يعد من المع شعراء الطائفة على الاطلاق واحد نوابغ عصر ازدهار الشعر العامي في التراث المندائي والذي انتشر في مدينة المجر فقد كان مدرسة كبيرة واسعة وفيرة في هذا النوع من الشعر وله طريقة خاصة في نظمه والابداع فيه والمحاكات الفورية والتجاوب مع الحدث والارتجال وعلى الرغم من فطريتها وعفويتها وبديهيتها وقد جمع في اسلوبه بين اللغة الدارجة في منطقته واللغة العامية المنتشرة في تلك الاماكن وقد ربط الاحداث التاريخية باسلوب شعري بسيط يصل بكل سهولة ويسر الى المتلقي وسرعة الانتشار والنقل ويعتبر اسلوبه في هذا الادب العامي اسلوبا مميزا في ايصال مايريد ان يقوله للمستمع .

الشاعر سوادي واجد چبير المسودني :-
ولد عام 1870 وتوفي سنه 1945 في المجر الكبير العمارة وكان يمارس مهنة النجارة عاش في المجر وكان فقير الحال قضى عمره كادحاً متعباً وكان يتمتع بشاعرية ساخرة كما كان يعرف القراءة والكتابة وقد علم نفسه
بنفسه في وقت لم يكن التعليم شائعاً وكان الناس يخشون لسانه وقصائده وكان الشعر في تلك الحقبة الزمنية له اعتبار كبير ويطرح في الدواوين والمضايف
وكانت اقواله تنتشر بين الناس بسرعة لما تملكه من لغة بسيطة ومعاناة من الفقر و العوز و الشكوى يعتبر الشاعر سوادي احد الشعراء المتميزين بين شعراء المندائي وعلى مر الزمن جاءت بدايته في مستهل القرن الثامن عشر وهو شاب وقد قال الشعر بلغة دارجة محلية سهلة مفهومة وعلى سلم ايقاعي قد يكون غنائي في بعض الاحيان وهو واحد من الفاعلين النشطين على الساحة المندائية في ذلك الزمان حيث تخشاه الناس وتبتعد عنه وقد قال كثير من القصائد من حيث الكم و النوع فقد ورد اسمه في كل ناحيه وصوب ويعد من اهم الشعراء في ايحاء وبناء وقول القصيدة الساخرة الناقدة بدون منازع وكانت قصائده تعبر عن قصص متكاملة في شكوى الحال و البئس و الشقاء لشرح مفردات السيرة الاجتماعية والاقتصادية لبعض الاشخاص او الجماعة او الطائفة وقد كشف في قصائده كثير من المستوى والعرف السائد في ذلك الوقت واغلب قصائده تعبير عاطفي او اجتماعي او هجاء وهو يعبر بشعر منطقي ومأخوذ به في تلك الايام لذا جاءت قصائده مسيرة شجاعه لشخصيته الفقيره ان الشاعر بهذا الاسلوب قد حول الشكوى الى ايحاء وتعبير بكل معانيه وكشف الحقائق وبسطها امام الناس والعشيرة وان كانت تلك القصائد تحتوي الشتم و الذم لبعض الناس والشيوخ ولكن من خلال قصائده يكشف الشاعر سوادي ان هؤلاء الشيوخ والحكمام وبعض الناس أثمون ضالمون قسات ينشرون الظلم والطغيان بحق البشر .
كما وحقق شاعرنا بدون قصد او تمعن ديباجة وبساط شعري من اروع تراث المندائي القديم وذاع صيته وشهرته فأن اسلوبه انيق وحلاوته سميكة يختار الكلمات بصورة متقنة وبحرقة و ألم فقد قال في التداعي الاخلاقي المندائي والفساد و الريبة والتهجم من خلال كلمات تعبيرية هادفة واضحت المعاني ومتزامنة التوقيت ان قصائده مرتبة بعناية وبلغة مفهومه على السامع فكان شاعرنا بحق شاعر وقته ويومه وساعته .شاعر مبدع واسع المعرفة والاطلاع كثير الانتاج صاحب بديهية شعرية فورية غنية المعاني والسبك الابداعي الساخر كلماته سهلة قوية المعاني سهلة الالفاض لها وقع السياط على السامع . لقد كان شاعرنا يجابه الخطأ بقول الشعر وكذلك يهجي كل الظواهر المغلوطة وكأن شعره سيف قاطع فاصل يدين به كل الاخطاء التي حدثت ان القصيدة وحروفها جعل منها السلاح الوحيد الذي يجابه الايام القاسية والفقر والعوز .وأغلب أشعاره يطغي عليها طابع السخرية والضحك والاستهزاء والهجاء القاسي المقصود او الغير مقصود ولنبدأ بدراسة وتحليل كل غرض من الاغراض التي كتب فيها الشاعر :
1 – السخرية : في الادب فن مهم ينم عن ألم دفين ويشف عن وجع خفي
يريد اللجوء اليه ليداوي ألمه في الضد ويشفي نفسه بالنقيض ومن هنا كان ألألم الذي يشعر به الشاعر وعدم قدرته على الغاء اسباب هذا ألألم هو الدافع وراء السخرية التي يصطنعها وتتطلب السخرية التلاعب بمقاييس الاشياء تضخيما او تصغيرا يتم خلال معايير فنية ملمعة من قبل الشاعر وهي تعرض نقد لاذع في جو من الفكاهة والامتاع والضحك والسخرية واحيانا التجريح المتعمد في اظهار بعض الصفات ، غير ان أسلوب السخرية يختلف من مكان الى آخر ويتغير تبع الزمان والمكان والاشخاص ويتفاوت من شاعر الى اخر فالادب الساخر يعكس لنا اوجاع الشاعر او المواطن والحالة السياسية والاجتماعية والثقافية الموجودة وكذلك الفقر والعوز ويقدمها بقالب يرسم البسمة على الوجوه ان بعض الشعراء يلجأ الى السخرية للحصول على حقوق مستلبة ومنهم يرى فيها طريقا مناسبا لتنبيه الظالمين الاشرار والحد من ظاهرة معينه سلبية دون المخاطرة بأنفسهم وأخرون يرون فيها أسلوبا للتعويض عما فقده من جمال او الفقر المادي او المكانه الاجتماعية او عمل غير قادر على عمله وأدائه وقد تكون طريقة لكسب العيش والحصول على مردود مادي معين من اشخاص يخافون لسان الشاعر لذا تكون السخرية من الاساليب الاكثر افصاحا مقارنة بغيرها من الاساليب والاغراض ونلاحظ ان الشاعر سوادي غير قادر على صيد حيوان الواوي ( ابو أرويشد ) والاستفادة ما ديا من بيع جلده والحصول على المال كما يفعل اهله واقاربه وناسه بسبب ضعف بصره وعدم امكانية قيامه بعملية صيد تلك الحيوانات نلاحظ انه يهاجم جميع رجال الطائفة الذين يقومون بعملية الصيد ومنتفعين من اثمان جلودها ووصف تلك العملية في قصيدة مشهورة وتم اشراك عدد من الشعراء معه وقد سخر من ناسه ورجال طائفته وحتى اهله والمقربون اليه لنتأمل هذه القصيدة :
اشرد يبو رويشد شوف لك نيه
وكل ذراع من جلدك بربيه
******
اشرد يابو رويشد شوف لك مطفار
وهل عملو بيك الصبه عمل ما صار
جلدك غالي وهل طلبته التجار
من العشره يصعدونه على الميه
******
يكلي خصر ب الجوار شفت ثنين
من الصبه وگالو غصب مطلوبين
ابن درباش اعرفه وذاك مدري منين
من يرمي ایتنخه غلام ربيه
******
فضه تبچي وتعتب على التاوه
اتگول لو یا باطلين اخذولي اجداوه
تجار الجلود ربيج وشناوه
فليفل وگشيش رجل بدليه
صايود ابو كويز بالك لا تمر بيه
يكضه كضوض بيده جنه مربيه
واحد چاتفه و واحد صلخ رجليه
غير الضامه بوسطة البرديه
******
خمسة من بيت جوده راحوا الشدود
يقاول ريسهم منصور يطّي اسنود
حمل دانگ اسعيدون كله جلود
ودانك ارشودي ذب بيه خمسمية
******
مهلچ يا اكريمه شمالچ تلومين
وصارت سولتي كله رمس بالطين
من دون الجماعه اطبج اثنين اثنين
يحصل صيد ما تحصل حلاليه
فرد عليه منصور بن درباش قائلاً :
عمچ يا سليمه ما خذ النهاران
وكل واوي اليمر يركض وراء عريان
انا يا سليمه عيب ارد فشلان
ولا جيبنلچ واوي من الحبنتيه
******
فرده سوادي
اشرد يا ابو رويشد شوف لك ديره
وكل ذراع من جلدك بنص ليرا
شفت سلوم يصلخ شوفته شهيرا
احصينيه اثنين چاتفهمن بالثنيه
******
فرد عليه سلوم
أمن يا ابو رويشد جازت التجار
اخلافك كل فقير بعيشته محتار
سوادي خاب حظه ورافك الشعار
ومكحل عيونه وكاض عوچيه
******
ورد عليه منصور بن درباش ايضاً
منك يا بو رويشد راحت الحيله
اليشوفك يگول كضولي ابو جعيله
بعد عيني يا سالم چلب بذيله
يگله آ شلون اهدك بيك خرجيه
******
وقال رابع بن صغير مخاطباً سوادي
انا بشوري سوادي يذب الفاس
يگطع الصجم بيده ويلزم المگراص
اله بالواوي شطفه وفتيل وقندره والباس
وزخمه وزبون وثمن خاجيه
******
ومن الشعر الشعبي في نفس الموضوع وهو بيع جلود الحيوانات وخاصةً الثعالب فقال احدهم بعد ان شاهد احد اقاربه عارض في السوق جلد واحد من الواویه بعد ان كان هذه الحيوان يسرق طيور الرجل الموضوعه في الدكان فقال
الك روح اليواوي وتوصل الدكان
ولك روح التبوگ ا بشوش ابن شنان
ادوايه لازمه الفاس
رجلها كاض الفاعوس
تگله جلده كله آ فلوس
حس لا تسمع الجيران
الك روح الیواوی وتوصل الدكان
بينما الشاعر اسوادي معروف بفقر حاله والعوز بصورة دائمة ولكنه عزيز النفس كريم يجود لضيفه بالعطاء ومن صفاته الكرم وفي احدى المرات كان يقوم دعوة عشاء الى احد اقرباءه فأشترى طيور البش وفي الليل هجم الواوي واكل ذكر البش وهنا حزن سوادي وانشد يقول قصيدة لا تخلو من السخرية والضحك وهي نوع من الشكوى بسبب الفقر يقول :
أنهجم بيتك يواوي أشوصلك لينه
خوفت الذكر ماعن مصارينه
خوفت الذكر موعت شحم البيه
يا ملعون عضك من فخذ رجليه
نتوّله على الواوي و ياهو اليحميه
وأحنه اولاد الابيض ولك ناسينه
ناسينه يواوي لو لزمنه الفوس
وابن شنان فلش راسك أبفاعوس
ماتدري عشه أمخصص لبن حسحوس
عضتك صارت سبب هالاثرت بينه

الدخول للتعليق