الجمعة, 03 شباط/فبراير 2017

الرابطة المندائية من أين ؟ والى أين ؟

  هيئة التحرير

يقول كونفوشيوس : "ان قلب الحكيم كالمرآة ، ينبغي ان يعكس كل الأشياء ، دون أن يفسد شيء" . من المؤسف عليه ، ان بعض من اخوتنا واخواتنا نسوا او تناسوا الأسباب الرئيسية التي ادت الى خفوت وركود عمل الرابطة في التجربتين الاولى والثانية والتي كانتا بايعاز وتشجيع من قِبل نخبة طيبة من كتابنا وفنانينا المبدعين ، كان الهدف من كلتا التجربتين احتضان الطاقات الخلاقة بكافة اطيافها باعتبارها واجهة حقيقية للثقافة الأصيلة ، ولغرض كسر الجمود الحاصل والعمل بصورة جدية على رفع المستوى الثقافي ، ووضع اللبنة الأولى في بناء صرح ثقافي متين يضم جميع المثقفين المتواجدين على الساحة المندائية .
ان تجارب ودروس الحياة كثيرة منها نتعلم ومنها نُعلم ، اذاً ما فائدة الثقافة من غير إستيعاب الفكر النير والدرس المفيد من تجارب الحياة ، كي نستطيع ان نُميز بين الصالح والطالح وبين الخطا والصواب . ان نسلك طريق التواضع وان نضع لمسة حضارية وان نطبع بصمة حقيقية بثقافة جديدة رائدة ، كي يدرك الجيل المندائي الغيور ان بالارداة والتصميم هما الدافع الحقيقي للسير بالاتجاه الصحيح نحو الخطوة الاولى على طريق النجاح ، وكما يقول روبرت شولر : " توقع العقبات ، لكن لا تسمح لها بمنعك من التقدم ".
كانت العيون ترنو الى السماء بالدعاء يوم إعلان الرابطة المندائية للثقافة والفنون ، والى مدينة اوترخت الهولندية الجميلة بالثناء ، التعاون مع البيت المندائي والفدرالية الرائعة بالوفاء ، بعد ان تكللت اعمال المؤتمر بالنجاح ، إنطلقت فيه الرابطة الفتية الى فضاء ارحب واشمل ، لتحقق ما تصبوا اليه شريحة واسعة من رموز الفكر والثقافة والفنون ومؤآزريهم ومحبيهم ، والاحتفاء بهذا الانجاز الكبير ولهذا الحلم الجميل ومنذ أمدٍ بعيد ، مِن اجل الحفاظ على تراثنا الفكري والمعرفي الديني والثقافي واللغوي من الخفوت والاندثار في هذه الزحمة الفكرية التي تشهدها الساحة العالمية اليوم .
لقد قدمَ ويقدم ابناء الطائفة الكرام لهذا الوليد ، الدعم المادي والمعنوي والرعاية التامة ، وبمباركة رئيس الطائفة الموقر فضيلة الريش امه ستار جبار حلو ورجال ديننا المتنورين ومكتب السكرتارية المتمثل بشخص سكرتيرها العام المهندس حيدر يعقوب يوسف ومسؤولي المؤسسات والجمعيات المندائية كافة ورموزها المحترمين ، من خلال مؤتمرها التأسيسي الأول ورسم خطوطها العريضة النظام الداخلي المقرر والتوصيات التي اقرت في المؤتمر بالاغلبية ، وشاء لها ان تكون ضمن التشكيلات العاملة وتحت راية اتحاد الجمعيات المندائية في دول المهجر بالتصويت الحر الديمقراطي المباشر.
ان الحرص على ثقافة الطائفة ومن ثمَ الحفاظ على تراها الديني والمجتمعي ، ليس بالخُطب الرنانة ولا بالكلام المعسول ولا بتأسيس تجمعات جديدة تضر بالواقع الثقافي العام وتعمل على تشتته واضعافة من اجل مصالج انية او تغذية صراعات جانبية لا فائدة منها ، او لنوايا مبيته سلفاً ، بل بالعمل المثمر البناء وبالتعاون والتفاهم والتسامح مع التحلي بخصلة الصبر ، سِمات مهمة في كل مفصل من مفاصل الحياة وحاجة ملحة لإدامة فعالية او نشاط او توجه عقلاني مهما كان نوعه ، لذا فان التاكيد الدائم على التآصر الثقافي المجتمعي عصب اي عمل ناجح ، خوفا من الوقوع في الخطأ القاتل ، كما في القول : "من الممكن السماح بورود بعض الاخطاء ، لكن لا يمكن السماح بإرتكاب الخطيئة ً، بحيث لم يبقى شيء يجمعنا سوى كلمة "المندائية" .
لذا فان الرابطة ستكون بخير اذا اعتمدت في عملها على لوائحها القانونية مع نقطة جوهرية مهمة هي احترام حرية الكلمة في التعبير باحترام حدوده المشروعة مع الالتزام بقررات مؤتمرها الاول ونظامها الداخلي المقرر والمعلن . ولا ضير اذا وجدت اقلية معارضة واخرى اغلبية بسيطة موافقة او راضية على توجهها الحالي ، لحين موعد انعقاد مؤتمرالرابطة القادم كل سنتين ، في اعادة الحسابات والترتيبات اللازمة وباسلوب حر ديمقراطي وحضاري ، في تشخيص السلبيات في عمل الرابطة خلال هذه الفترة ومعالجتها في المرحلة اللاحقة .
لا نتمنى ان تكون مرحلة التحول التاريخي الجارية الآن في مسار الثقافة المندائية ، مرحلة صراع ودمار وهلاك ، ان النشاط والتدوين الثقافي والفني بقنوات متنوعة منها العمل على اصدار نشرة شهرية او فصلية ثقافية ، مكمل لموقع فيس بوك الرابطة ، والذي تديره نخبة مثقفة واعية حريصة ، ومؤسسة او دار توزيع ونشر مركزية مندائية ، مع ايجاد ارضية صالحة للتنافس والابداع في مسابقات سنوية تخدم ميدان الثقافة ، مع التفرد بادارة فعالياتها الأدبية والثقافية العامة وبعنوانها ، تشجيع الطاقات المبدعة من اعضاء الهيئة العامة للرابطة في المجال الثقافي واظهارها للواجهة من خلال عقد اللقاءات الخاصة ، لتعبر كل هذه الأمور لو اخدت في محمل الجد عن ديناميكة الرابطة وحركتها ولو كانت بنسبة بسيطة للتطوير والتقدم تمثل خطوة الى الامام.
نريد لها ان تكون مرحلة شمولية عامة تحتضن الجميع تحت سقف الإبداع والتنوير ، هما الأساس وهما المعيار الحقيقي للتمايز بالفكر وبالاسلوب الرصين والفائدة ، لا البحث عن الضرر في الطرح او الكتابة والتدوين "والتعبير واحترام حدوده المشروعة منسجما مع التوجهات العامة لطائفة الصابئة المندائيين من خلال مؤسساتها العاملة . نريد نصوصا ثقافية رصينة ، وفناً ومسرحا اصيلا معبراً ".
اقلامنا هي شموعنا المضيئة في الطريق الصحيح بالفكر الحر والكلمة الناضجة المفيدة وخط الحرف المعبر ورسم الفرشاة عن صدق النوايا وقول الحق والبحث عن الحقيقة بمهنية واخلاقية عالية .
الرابطة المندائية للثقافة والفنون ، ليست حكراً على أحد ولا لفئة دون اخرى ولا لمجموعة دون اخرى ، إنها مُلك الجميع ، "ان الصدمات تصنع المعجزات ، والمحن تصنع الرجال" ، وان اختيار الأقلية الفاعلة افضل من الأكثرية الصامتة او النائمة .
الألقاب ليست ذات أهمية بقدر أهمية العمل الجاد المثمر البنّاء ، وتقديم كل ما هو جديد ومفيد ، يخدم مسار الثقافة والآداب والفنون بشكل عام ، لا علينا اليوم ايقاظ جراح الماضي ، بل ان نتطلع الى المستقبل بكل ثقة وتفاؤل واطمئنان دون ملل وعدم الإستهانة بقدرات الآخرين ، لان الثقافة والفن تؤمان كلاهما مرآة الروح والجمال ومنهما يولد الإبداع والتنوير .
رغم كل العقبات والكبوات ، ورغم وجود الأصوات المغردة خارج السرب من هنا اوهناك ، ستبقى الرابطة قوية بصّناعها الميامين المضحين ، وستبقى راية خفاقة وتستمر عِلما وفنا وثقافة باهرة ، ترتشف من عبيرها الأجيال القادمة الفكر والعلم والمعرفة وتنهل من معينها المحبة والتواضع والروح الطيبة والوفاء .
دمتم بخير .

اين تقضل انعقاد مؤتمر الأتحاد القادم

اوربا - 51.9%
كندا او امريكا - 14.8%
استراليا - 18.5%
العراق - 14.8%

Total votes: 27
The voting for this poll has ended on: أيلول/سبتمبر 27, 2016