• Default
  • Title
  • Date
السبت, 25 أيار 2013

في رحاب الموسيقى

 

شرعت في كانون الأول 1910 بكتابة مقالات اسبوعية عن المقطوعات الموسيقية التي أحبها، والتي أود أن يشاركني متعة الاستماع اليها أصدقائي ومعارفي متذوقي الموسيقى والمجموعة المندائية على الانترنت الياهو الذين أرسلت اليهم هذه الكتابات القصيرة بهيئة رسالة بالبريد الألكتروني. ثم اتفقت مع صحيفة المدى البغدادية على نشرها كزاوية اسبوعية في صفحة ثقافة، فأصبحت لي زاوية صغيرة فيها بعنوان موسيقى السبت منذ خريف 2011.

ولا أخفي سروري لهذه الفسحة في النشر والتوسع في نشر هذه الكتابات القصيرة المتنوعة، إذ أعتبر هذا مجهوداً بسيطاً أُسهم به في إشاعة مفاهيم الجمال ومقاومة انتشار القبح والسطحية والفن الركيك مقابل تراجع مساحة الفن الرصين في كل المنطقة العربية. وقد سعيت إلى أن تكون هذه الكتابات واضحة وبسيطة، وتحوي أقل قدر من المصطلحات الموسيقية التخصصية التي حاولت شرحها بطريقة مبسطة ومفهومة. وقد استعملت في كتاباتي التسجيلات الموسيقية الموجودة على الانترنت، وبنيت هذه الكتابات حول الأعمال الموسيقية المتميزة.

والموسيقى التي أتناولها ليست أوروبية بالضرورة، فقد تناولت بالتحليل كذلك بعض الظواهر الموسيقية الشرقية (التركية والعربية) وموسيقى بعض الشعوب، كما تطرقت بإيجاز إلى العلاقة بين الموسيقى العربية والأوروبية. وتحدثت عن بعض الفنانين المعاصرين المتميزين من الأوروبيين والمشرقيين، وأوليت عناية خاصة بموضوع الموسيقى والمرأة، فهناك العشرات والمئات من المؤلفات الموسيقيات اللائي اهملن عمداً لا لضعف أعمالهن، بل لكونهن نسوة لا غير. مؤلفات عظيمات منسيات فاقت أعمالهن جودة أعمال الكثير من الموسيقيين المشهورين من الرجال، وبعشرات المرات. فمن الاجحاف إهمال موسيقية مثل فاني مندلسون أو كلارا شومان.

المادة الأساسية في الموسيقى هي الصوت: وهو ظاهرة فيزيائية تحدث عند اهتزاز الأجسام فيصدر من اهتزازها أمواج لها تردد معين تستطيع الاذن البشرية تمييزه وسماعه. ويتراوح تردد الأصوات التي يسمعها الانسان بين 20 و20000 هرتس (ذبذبة في الثانية). والموسيقى ظاهرة ذات بعدين، بعدها الأول تردد الصوت (عالي أو واطئ)، وبعدها الثاني هو الزمن، أو المدة التي يستغرقها هذا التردد المعين. بالتالي الموسيقى هي سلسلة من أصوات تختلف في التردد تصدر في فترة زمنية محددة.
والموسيقى مثل اللغة التي تعتمد هي الاخرى على الأصوات. لهذا لا نعجب لو نعلم أن المراكز المسؤولة عن التعامل مع الظواهر اللغوية في الدماغ البشري هي نفس المناطق المسؤولة عن الحس الموسيقي والتمتع بها. ولعل هذه الحقيقة تفسر لنا مدى الترابط العجيب بين الشعر والموسيقى.

في التذوق الموسيقي هناك بعض الاساسيات الموسيقية التي لا غنى عن معرفتها. فالمعرفة البسيطة عن السلم الموسيقي والمراكز النغمية مثلاً أمر ضروري. وهذه المراكز هي النغمة الأساس، النغمتان التامتان، الرابعة والخامسة، وتسمى الخامسة كذلك بالمسيطرة، لتأثيرها القوي وسيطرتها النغمية. تلي هذه في الأهمية النغمتان الثالثتان، الصغيرة والكبيرة، وقد برزت أهميتهما في مرحلة لاحقة من تطور الموسيقى. وتبرز كذلك النغمة السابعة في السلم (وهي النغمة المؤدية إلى الجواب). وعندما نؤدي مثلاً النغمة الأساس والثالثة (الصغيرة أو الكبيرة)، والخامسة، في وقت واحد، ستحصل على ما يسمى بلغة أهل الموسيقى الترياد Triad، وهو حجر الزاوية في البناء الهارموني.

كل أنواع الموسيقى في العالم تخضع لهذه الاسس النظرية الموسيقية. فحتى المقام بأقسامه (التحرير والميانة والتسليم) يخضع لهذه الاسس، فالمقام يبدأ بالنغمة الأساس، ومنها ينتقل المركز النغمي على سبيل المثال إلى النغمة الخامسة (المسيطرة)، ويجري التسليم بالعودة إلى النغمة الأساس أو الصعود إلى طبقة الجواب. ولا بأس من التعرف على مبادئ التآلف الموسيقي (الهارموني) والانسجام أو التنافر بين الأصوات، والاطلاع على الأشكال الموسيقية، وكذلك على الأدوات الموسيقية. لكني لم أتطرق في كتاباتي إلى نظرية الموسيقى إلا عرضاً، إذ لم يكن هذا هدفي، فهناك بعض الكتب المتخصصة التي تقدم النظرية بشكل علمي وصحيح. 

في رحاب الموسيقى

Thaier Salih

 

مقالة أسبوعية (كل سبت)
بقلم ثائر صالح

 

شرعت في كانون الأول 2010 بكتابة مقالات اسبوعية عن المقطوعات الموسيقية التي أحبها، والتي أود أن يشاركني متعة الاستماع اليها أصدقائي ومعارفي متذوقي الموسيقى والمجموعة المندائية على الانترنت الياهو الذين أرسلت اليهم هذه الكتابات القصيرة بهيئة رسالة بالبريد الألكتروني. ثم اتفقت مع صحيفة المدى البغدادية على نشرها كزاوية اسبوعية في صفحة ثقافة، فأصبحت لي زاوية صغيرة فيها بعنوان موسيقى السبت منذ خريف 2011.

ولا أخفي سروري لهذه الفسحة في النشر والتوسع في نشر هذه الكتابات القصيرة المتنوعة، إذ أعتبر هذا مجهوداً بسيطاً أُسهم به في إشاعة مفاهيم الجمال ومقاومة انتشار القبح والسطحية والفن الركيك مقابل تراجع مساحة الفن الرصين في كل المنطقة العربية. وقد سعيت إلى أن تكون هذه الكتابات واضحة وبسيطة، وتحوي أقل قدر من المصطلحات الموسيقية التخصصية التي حاولت شرحها بطريقة مبسطة ومفهومة. وقد استعملت في كتاباتي التسجيلات الموسيقية الموجودة على الانترنت، وبنيت هذه الكتابات حول الأعمال الموسيقية المتميزة.

قراءة المزيد