• Default
  • Title
  • Date
الخميس, 30 آب/أغسطس 2018

قارا قراييف

  ثائر صالح

يعتبر قارا ابوالفز اوغلو قراييف (1918 – 1982) واحد من أهم المؤلفين الموسيقيين الآزريين في القرن العشرين الى جانب الرائد عُزير حجي بيوف ونيازي حجي باييف (1912 – 1984) وفكرت أميروف (1922 - 1984).
درس قراييف الموسيقى في كونسرفاتوار باكو (تأسس سنة 1920 بجهود حجي بيوف)، ألف في سن العشرين كانتاتا "اغنية القلب" وقدمت سنة 1938على مسرح البولشوي بحضور ستالين، عندها كان قراييف طالبا في كونسرفاتوار موسكو، حيث أصبح تلميذاً ومن ثم صديقاً لشوستاكوفيتش. عاد الى باكو وعمل مدرسا في كونسرفاتوار باكو، وحصل في العام 1945 على جائزة ستالين بالاشتراك مع المؤلف الآزري جودت حجييف بعد تأليفهما اوبرا بعنوان "وطن". ألف عمله القصيدة السيمفونية ليلى والمجنون وقدمه في 1948، وهو عمل جلب له جائزة ستالين للمرة الثانية. ملحمة ليلى والمجنون (بالآزرية: داستان ليلى ومجنون) هي من الأعمال الأدبية الشهيرة في آذربيجان التي كتبها الشاعر والكاتب والمفكر محمد بن سليمان المشهور باسم فضولي (1494 – 1556) وهو من من عشيرة البيات، والملحمة هي ترجمة لقصيدة ليلى ومجنون التي كتبها الشاعر الفارسي الكبير نظامي (1141 - 1209). من بين الأعمال الاخرى التي استلهمت قصة قيس وليلى ما كتبه المؤلف الآذربيجاني عُزير بَي عبد الحسين اوغلو حجي بيوف (1885 – 1948) وأسماه "مقام أوبرا" وهو خلطة غريبة: أوبرا لكن باستعمال الغناء التقليدي الآزري المستند الى المقام، لها افتتاحية وبعض الفواصل الاوبرالية الموسيقية. قدم هذا العمل مبكراً في باكو سنة 1908، وبذلك يعتبره الآزريين أول اوبرا في العالم الاسلامي.
أصبح قراييف عميداً لكونسرفاتوار باكو بعد وفاة مؤسسه حجي بيوف سنة 1948. ألف عمله الشهير الثاني وهو باليه الجميلات السبع سنة 1952 التي استندت الى قصيدة شهيرة لنظامي، ألحقه بباليه اخرى سنة 1958 بعنوان طريق الرعد موضوعها قصة حب بين معلم أفريقي وفتاة بيضاء في جنوب أفريقيا (حاز العمل جائزة لنين سنة 1967). توفي قراييف في موسكو سنة 1982، ودفن في باكو بعد أن ألف أكثر من 110 عمل موسيقي بضمنها اوبرات وباليهات وسيمفونيات وموسيقى الحجرة وأعمال للبيانو وأغاني وموسيقى الأفلام. أسهم في الحياة الموسيقية في الاتحاد السوفيتي عبر نشاطه في اتحاد المؤلفين الموسيقيين السوفيت وأصبح سكرتيراً للاتحاد بين 1954 – 1973، وكان عضواً في اللجنة المسؤولة عن منح جائزة لينين الرفيعة (بين 1954 – 1982).
ازدهرت الفنون الموسيقية حسب التقاليد الأوروبية في باكو وآذربيجان منذ فترة مبكرة بتأثير السيطرة الروسية القيصرية في القرن التاسع عشر، فشهدت باكو أول عرض للأوبرا في 1889. جرى تنظيم التعليم الموسيقي بشطريه الشرقي والغربي خلال الحكم السوفيتي، وأسهم موسيقيون سوفيت كبار من وزن راينهولد غلِيير (1875 – 1956) في بناء مؤسسة التربية الموسيقية وفق اصول علمية صحيحة.
ويعتبر كونسرفاتوار باكو من المراكز التعليمية المهمة التي تخرج منها عدد من الموسيقيين المعروفين ومنهم الفنان العراقي الملحن كوكب حمزة الى جانب الموسيقيين الأزريين الكبار.
××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××
آزاد علييف يقود الاوركسترا الوطنية الليثوانية:
https://www.youtube.com/watch?v=ZCQ-ReSMYkI

https://www.youtube.com/watch?v=MQp0I6R9Yjg&t=2s

 

في رحاب الموسيقى

Thaier Salih

 

مقالة أسبوعية (كل سبت)
بقلم ثائر صالح

 

شرعت في كانون الأول 2010 بكتابة مقالات اسبوعية عن المقطوعات الموسيقية التي أحبها، والتي أود أن يشاركني متعة الاستماع اليها أصدقائي ومعارفي متذوقي الموسيقى والمجموعة المندائية على الانترنت الياهو الذين أرسلت اليهم هذه الكتابات القصيرة بهيئة رسالة بالبريد الألكتروني. ثم اتفقت مع صحيفة المدى البغدادية على نشرها كزاوية اسبوعية في صفحة ثقافة، فأصبحت لي زاوية صغيرة فيها بعنوان موسيقى السبت منذ خريف 2011.

ولا أخفي سروري لهذه الفسحة في النشر والتوسع في نشر هذه الكتابات القصيرة المتنوعة، إذ أعتبر هذا مجهوداً بسيطاً أُسهم به في إشاعة مفاهيم الجمال ومقاومة انتشار القبح والسطحية والفن الركيك مقابل تراجع مساحة الفن الرصين في كل المنطقة العربية. وقد سعيت إلى أن تكون هذه الكتابات واضحة وبسيطة، وتحوي أقل قدر من المصطلحات الموسيقية التخصصية التي حاولت شرحها بطريقة مبسطة ومفهومة. وقد استعملت في كتاباتي التسجيلات الموسيقية الموجودة على الانترنت، وبنيت هذه الكتابات حول الأعمال الموسيقية المتميزة.

قراءة المزيد