• Default
  • Title
  • Date
  • عوني سلمان الخشن
    المزيد
    في لحظات من الخوف والقلق زاد من شدتها احمرار لون
  • بقلم. نعيم عربي ساجت
    المزيد
    اليوم هـو الجمعـة ، عــطـلة ( نـضال ) عـن الـعمل ، الشَّمـسُ تـتأَلـقُ في
  • صلاح جبار عوفي
    المزيد
      رنَّ جرسُ الدار..! تسابقت الصبایا الثلاث ( شھد ، تمارا ، مایا
  • فارس السليم
    المزيد
    في ليلة ممطرة شديدة البرودة والصواعق تنشر الرعب في نفوس
الأحد, 23 آذار/مارس 2014

الليلـةُ عـــيــــد

  فاروق عبدالجبار عبدالامام
تقييم هذا الموضوع
(1 صوت )

الليلـةُ عـــيــــد

 

خُيّل لوحيد إنه نائمٌ ، أو شِبهُ نائم ؛ بل أنه لم يكن يعرف على وجه الدِّقـــة أكان نائمــــــــــاً أم لا ! لكن خُيّل إليه أنه كان يجلسُ صامتاً  لا يفكّرُ بشيءٍ معين ؛ فلقد كان ينظر في الفراغِ الممتدِ أمامَ ناظريّه،ويكاد الدمعُ يقفزُ من مقلتيه ساخناَ ، لكنه كان يعتقد  إنَّ قوة خفيّة تمنع تلك الدموع من الإنحدار والسقوط على وجنيّه ، وبدأ يتساءلُ مع نفسه ، أهو الكبرياءُ ،... أهو تحجّرُ غُـدةِ الدَّمع ، أم هنالك شيئٌ  خفيٌّ يمنعُ تلك الدمعاتُ من السقوط ، ورداً على تساؤله ، قال لنفسه  : المسألة ليست الكبرياءُ أبداً ؛ فلطالما بكيتُ مئات المرات  حين  أتذكر الأحبّة الذين تشتتوا في مختلف بقاع العالمِ ،المعروفِ منها وغير المعروف ، وأردف بعد برهة   : البارحة فقط ، بكيتُ بمرارة  لموقفٍ عـنَّ  لي في خاطري ، إضافة إلى ذلك ، فليس هو بالتأكيد تحجّـرُ غـدةِ الدمع ؛ فلأقـلَّ خاطرةٍ مريرةٍ أو مشاهدةِ طفـلٍ يُعاني ، أو سيدةٍ قد نكّلَ بها الدهر ؛ حتى تبدأ تلك الغدّة اللعينة بفرز عصارتِها  مدرارا، وكأنها لن تتدخرَ شيئاً للمستقبل !  وعاد يُسائلُ روحه : أيمكن أن يكونَ اليأسُ الذي يُحيط بي ، ويُغلّـفُ روحي هو مصدرُ هذا القلق المُبهم الذي يجعلني لا أكترث إن بكيتُ ، أو إنتحبتُ بصوتٍ يجعل الموتى  يقومون من مساكنهم  ! لكني أريد أن أبكيَّ ، وأبللَ وجهي ؛ لعل الدَّمعَ يُخففُ حرارةَ حُـزني ، وهذا يكفي !  

 

 في غَمرة هذا الصراع الداخلي ، وإذا بصوتِ أُمّـه الحنون  يسمعُه منادياً ، قاصداً إياه : قـُـم  أيها الحالم ؛ فلقد أذن الصبحُ بالمجيء ، وهاهوالفجرُ يدّقُ أبوابَ الليل ؛ ليفتح  للنهار ، قـُم ....! ، لقد كان يسمعُ صوتَ أمّـه بوضوحٍ تام ، وكأنها تناديه من الغرفة المجاورة .

 

-  حسنٌ يا أمّـي سأنهض   ! . أنهضُ ، أقومُ   !  وهل أنا نائمٌ أم أني أحلم ، لا، لا لستُ بالحالم ، ولست كذلك بالنائم  ؛ فأني أسمعُ صوت أُمي الحبيبة  بمنتهى الوضوح  وهو يأتيَني من الحجرة المجاورة ،أيُّ حجـرةٍ وأيُّ غُـرفـةٍ ثانيةٍ أو ثالثةٍ  في هـذه الشقـة الضيّقة الرطبـة ِ ، والتي تكادُ لا تتسعُ لسريرٍ واحدٍ لشخصٍ واحـدٍ ، لا لا ، لابـدَّ أني لم أكن أحلم ؛ لأني سمعتُ صوتَ أُمّـي بوضوح وهي تطلبُ من إبنهـا أن ينهض ، نعم أنا اُبنُها  وهي أمّـي ، إذن لا بـد أني أحلم   ...  أيعقل هـذا .. نعم  يبدو الأمرُ معقولا ! لكن.....

 

- أما زلتَ نائمـــاً ياوحيــد ... ، هيّـا إنهضْ ، إنهضْ ، إنهضْ ؛ لنبرخَ ونرشم ولنذبحَ هذه البطّـة التي إدخرناها  لمثلِ هذا اليوم ، ولتكن كما كنت دائمـاً ( إشكندا ) لي  .و ...(هل  تذبحُ النساء ومتى كان ذلك ؟ لا أتذكّر أمراً كهذ ) تساؤلٌ إخترقَ رأسَ وحيد  ! نعم نعم  ،أنا إشكنـدا واليومُ عيد ...وبعد قليل سيقوم أبي بعمل اللوفاني لأمّي،  ولجميع الأحبّةِ الذين غادرونا بأجسادهم ؛  فأبـي يحتفظُ بملوايشهم جميعـــــاً ....لكنَّ أبي أخبرني بأن اللوفاني لا يصلحُّ على البـط ..... هنالك شيئٌ غريبٌ يحدث لي حتمـــاً  ؛ فأبي قد غادرنا قبل اُمّـي ، وكلاهما ما عادا على وجـه الأرض ... ؛ لذا سأعملُ أنـا  لهما اللوفاني  هما الإثنين ، مهــــلاً مهـــلاً أين سأقوم بعمل هذا الطقس ، وأنـا في هذه الغُربةِ اللعينة  ، وفي هذه الغرفةِ الألعن  ،حيث لا توجد لـديَّ رسته ولستُ بالنظيف ، ولا يوجد من يُعيدُ  صباغتي ، ومن سيكون لي إشكندا  والماء الجاري أين أجـده في هذا الصقيع ! ،وعاد يقول لنفسه : لا تهتم...لا تهتم  ؛ فالماءُ الجاري أمـرُه هيّـن ؛ فمـاءُ الحنفيّـةِ  سيكفيك مشقّـة الذهاب لجلبِ الماءِ من النَّهر ، والإشكندا ما عاد يهمُّ في حالة الضرورة ....                         - لكن كيف أذبح ، وأين أذبح  ؟

 

في  هــذه الشقّـــــــة   !   لا لا سيُخبرُ الجيرانُ دارَ البلديّـة وبعـدها إمّا السجنُ أو الغرامة أو كلاهما معــــا ( لا أعرف  أين ومتى سمعت بهذه الجملـة  - أو كلاهما معــــا – لكنها تعني وبلا شكٍ أني سأحبس وأدفع غرامة ماليّــــة .... ها ها  هـا  وكيف يدفعُ من لا يملكُ نقـــــداً ، وتذكّـر وحيد هنا أمـراً كان قد نسيه منذُ  زمنٍ بعيد (ساعد الجابي بأصغر نقـدٍ كاف )  كانت تلك عبارة مكتوبة داخل باصات نقل الرُّكّاب في بغداد وكانت تلك الباصات الحمراء ،ذات طابقين والمُحصّل او كما كان يعرف بالجابي  يدور بين الرُّكّاب ؛ لتحصيلِ ثمن تذكرة الركوب والبالغة وقت ذاك الخمسة عشر فلسـاً ، في الدرجة الاولى ذات المقاعد الجلديّة  القهوائيّة اللون  وعشرة فلوس في الكراسي الخشبيّة ... ماهذا الهُراء ، نعم ، نعم أمٌر غيرُ معقولٍ  هذا الذي  يمـرُّ بي الآن  ؛ فإمّـا أن أكون محمومـاً أو سأجّـنُ من هذهِ الغُربـــةِ اللعينة   و ..ووجد وحيدُ  نفسَه  وحيداً لم يغادر شقته الضيقة او غرفته الشقة.....لكنه عرف  إن العيدَ غـــــــــــــــــــــداً

 

                               

الدخول للتعليق

مسابقة القصة القصيرة جداً

فارس السليم - حال الدنيا - 2.4%
إلهام زكي خابط - حبات اللؤلؤ - 4.9%
عزيز عربي ساجت - اليمامة - 0%
جمال حكمت عبيد - لمسة إصبع - 17.1%
فاروق عبد الجبار - موسيقى - 56.1%
هيثم نافل والي - الراقص - 19.5%
د. نصير عطا - حادثة تحصل يومياً - 0%

Total votes: 41
The voting for this poll has ended on: حزيران/يونيو 15, 2014