• Default
  • Title
  • Date
  • عوني سلمان الخشن
    المزيد
    في لحظات من الخوف والقلق زاد من شدتها احمرار لون
  • بقلم. نعيم عربي ساجت
    المزيد
    اليوم هـو الجمعـة ، عــطـلة ( نـضال ) عـن الـعمل ، الشَّمـسُ تـتأَلـقُ في
  • صلاح جبار عوفي
    المزيد
      رنَّ جرسُ الدار..! تسابقت الصبایا الثلاث ( شھد ، تمارا ، مایا
  • فارس السليم
    المزيد
    في ليلة ممطرة شديدة البرودة والصواعق تنشر الرعب في نفوس
الأحد, 06 كانون1/ديسمبر 2020

الطابوقة

  عوني سلمان الخشن
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

في لحظات من الخوف والقلق زاد من شدتها احمرار لون وجهي وحرارته وشدة الصداع كرر المضمد في وحدة طواريء مستشفى المقدادية العام الضغط على كرة جهاز قياس الضغط ولكنه فشل وللمرة الثالثة من معرفة مقدار ضغط دمي، واخيرا قال ان الجهاز عاطل وليس من بديل له في هذه الوحدة فأكتفى الطبيب بأعطائي حقنة مدرة للأدرار وعدت بيتي متعبا.

هناك في غرفة امتلأت الى اخرها بالمرضى وعدد من الاجهزة القديمة المتهالكة ،جلس الى منضدة رجل بصدرية بيضاء وبيده قلم يكتب على اوراق صغيرة امامه بلغة انجليزية مليئة بالاغلاط الاملائية لا يحل رموزها الا هو ويعتقد وهو يؤدي دور الطبيب وقد امتلأ غرورا بأنه شخص ما يحتاجه هؤلاء المرضى من مفردات وتمارين وخطوات للعلاج ،ذلك الرجل هو المعالج الوحيد في وحدة العلاج الطبيعي في مستشفى المقدادية العام . جاء دوري وكنت اعاني من دوار والام في الفقرات العنقية فأجلسني على كرسي وطوق عنقي بحزام من النسيج الاسود الذي تحول لونه الى البياض وتهرأ بعضا من نسيجه بفعل عرق المرضى الذين تناوبوا على استخدامه ثم رفع العتلة فضغط الحزام على رقبتي وشدها الى الاعلى وكاد ان يخنقني او يشنقني وعندما صرخت طمأنني وقال ان ذلك بفعل (الطابوقه )التي وضعت بدل الثقل النظامي الذي انكسر وليس من بديل له ،وبمزيد من الثقة قال لكننا لا يمكن ان نتوقف عن العمل ،فقلت بارك الله فيكم وشكرا ولا زلت والى الان وبعد عشرين عاما اعاني من مرض جلدي بسبب ذلك الحزام و طابوقته العجيبة ،والشكر موصول الى الاستاذ الدكتور الذي جعل من سلم عيادته والكائنة في الطابق الثاني بمثابة جهاز فحص القلب تحت الاجهاد حيث يطلب من مرضاه بالنزول الى ارض الشارع والصعود ثانية الى العيادة مع الاعادة من خلال ذلك السلم الكونكريتي القائم الزاوية والناعم الملمس بفعل الاسمنت المسقول الذي انشأ منه والنتيجة حسب حالة المريض واحيانا تضاف للمريض كسورا او كدمات من خلال انزلاقه من ذلك السلم اللعين .

في المقدادية وفي مكان مهجور ليس له مصدر للنور الطبيعي سوى بابه الرئيسي ،حولته الظروف الانفجارية التي تلت عام 2003 من مكان لقضاء حاجة اصحاب المحلات المجاورة في السوق المجاور الى محلات و دكاكين ببدلات ايجار عالية وجعلت مالكها (الحاج) لا يصدق وهو يرى الوان الملابس النسائية تزهو وهي معلقة على الجدران على الرغم ان رزق هذه المحلات يشبه ما يسقط من افتراس الوحوش و الكواسر لفرائسها لتستفيد منه مخلوقات اخرى اضعف واقل حيلة.

هنا في هذا السوق وانا جالس في محلي للصياغة (افزع )عندما يتكلم (سين) بصوته الجهوري المرعب، وبالمقابل بالكاد استطيع ان اميز ما يقوله (صاد) بصوته الابح والاثنان من عائلة واحدة. وعندما يسألني بعض الاصدقاء عنهما يكون جوابي كجواب (برنادشو) عندما سأل عن الفرق بين الرأسماليه والاشتراكية فأشار الى لحيته الكثة الطويلة و رأسه الاصلع وقال (كالفرق بين رأسي و لحيتي )غزارة في الانتاج وسوء في التوزيع ، وكنت في كل مرة اسمعهما انظر الى مصباح النفط المتوهج فاضحك واخفف عن نفسي ما اعانيه من انقطاع الكهرباء وحرارة المصباح وقلة الرزق .

اربعة احداث اجتمعن في ثلاثة اماكن وبينهم على مدى اثنتا عشر عاما قضيتها في هذا القضاء عشرات بل مئات الاحداث الحلوة والمرة وعشرات الاصدقاء لم تستطع جميعها ان تتفوق او تساوي او توازي حدثا واحدا حتى لو كان صغيرا من (ديوانيتي) التي ولدت وترعرعت فيها وكل ذلك حدث في بلدي فكيف اقارن احداثا في بلد الغربة بعيدا عني بالجغرافية والثقافة واللغة و الشعور.

الدخول للتعليق

مسابقة القصة القصيرة جداً

فارس السليم - حال الدنيا - 2.4%
إلهام زكي خابط - حبات اللؤلؤ - 4.9%
عزيز عربي ساجت - اليمامة - 0%
جمال حكمت عبيد - لمسة إصبع - 17.1%
فاروق عبد الجبار - موسيقى - 56.1%
هيثم نافل والي - الراقص - 19.5%
د. نصير عطا - حادثة تحصل يومياً - 0%

Total votes: 41
The voting for this poll has ended on: حزيران/يونيو 15, 2014