قصة واقعية
في بداية النصف الثاني من سبعينات القرن الماضي زرت الصين ضمن وفد هندسي ، وكان يرافقنا مترجم صيني يجيد اللغة الإنكليزية اسمه صن يانغ صن ، شاب بسيط طيب متواضع ، لاحظنا ان حذاءه الأسود متهرئ ويعالجه بمزيد من الدهان ليخفي شيئاً من عيوب حذاءه القديم ، لهذا قررت ان اشتري له حذاء جديد من أسواق الصداقة الحرة ، فسألته عن قياس حذاءه ، فقال لماذا؟
قلت لي صديق اريد ان اشتري له حذاء وأظن ان قياسك قريب من قياسه ، فاجاب الرجل قياسي ٤٣ ، وهكذا اشتريت الحذاء وأثناء جلوسنا في الكافتيريا للاستراحة ، قلت له أيها الصديق صن احب ان اقدم لك هدية وأرجو قبولها ، فقال وما نوع الهدية ؟ فقلت هذا الحذاء وأرجو ان لاتخجلني ، قال انا اقبل هذه الهدية ولكن انا حر بالتصرف بها ، فقلت له انا موافق يا صن .
وهكذا حمل صن الحذاء الجديد ونحن نتجول في سوق شعبي فلاحظ صن ان هناك شاب صيني جالس على الرصيف في السوق ولديه رقية يحاول بيعها للمارة على شكل اشياف ، وقد لف رجلية بخرق من القماش لكونه لايملك حذاء ليلبسه ، فتقدم اليه صن واعطاه الحذاء الجديد وربت على كتفه وابتسم في وجه ، اثار تصرف صن هذا استغرابنا ودهشتنا .
لماذا فعلت ذلك يا صن !؟ .
قال ان هذا احق مني بهذا الحذاء الجديد .
فعرفنا ان شعباً بهذه الأخلاق النبيلة وهذه التربية الوطنية الجميلة سيكون له شأناً كبيراً بين شعوب العالم حتماً ، وهذا الذي صار بعد حفنة من السنين .