• Default
  • Title
  • Date
  • عوني سلمان الخشن
    المزيد
    في لحظات من الخوف والقلق زاد من شدتها احمرار لون
  • بقلم. نعيم عربي ساجت
    المزيد
    اليوم هـو الجمعـة ، عــطـلة ( نـضال ) عـن الـعمل ، الشَّمـسُ تـتأَلـقُ في
  • صلاح جبار عوفي
    المزيد
      رنَّ جرسُ الدار..! تسابقت الصبایا الثلاث ( شھد ، تمارا ، مایا
  • فارس السليم
    المزيد
    في ليلة ممطرة شديدة البرودة والصواعق تنشر الرعب في نفوس
الجمعة, 15 تشرين2/نوفمبر 2013

لمحة حول كتابة القـصـة القصيرة

  نعيم ساجت
تقييم هذا الموضوع
(2 عدد الأصوات)

 

إن الكاتب القصصي الناجح يستلهمُ مادته في الكتابة من حياة الناس اليومية بالتأكيد ، ولكن هذا لايعني أن كل ما يحدث امامنا يومياً يصلح 

 

أن يكون قصةً . ولكن كاتب القصة القصيرة او الاقصوصة وهي " قصة قصيرة جداً " يستطيع بما يمتلكه من احساس خاص أن يقتنص حالة خاصة

 

من واقع حياة الناس او حياته هو ليعبرمن خلالها عن امورٍ شتى في ذهنه ، وتكون الصور التي يرسمها كتابةً " رمزيةً وايحائيةً "تشيرُ الى قضية معينة مستترة في القصة القصيرة او الاقصوصة ، ليس بصورة فوتوغرافية  مكشوفة او تقريرية لاتحرك فكر القارئ وخياله ، بل هي لابد ان تكون مزيجاً من الواقع وخيال الكاتب . اي بهذا المعنى تكون القصة القصيرة بنوعيها فناً يبوحُ به الكاتب الفنان عما في داخله وخياله من افكار وانفعالات نتيجة انعكاسات الواقع عليهِ، ويجعل معه القارئ يفكر ويحلق بخياله عبر احداث القصة التي لابد ان تكون نتيجة لذلك مقنعة ومشَوِّقَةً له تماماً .

 

ان القاص عندما يصور الاحداث وشخصياتها فإنه يراها من خلال تجاربه هو في الحياة وكذلك لتجارب حصلت لناس آخرين عاش معهم في المجتمع الذي هوفيه . والشخصيات غالباً تكون ايجابية اي إنها اذا كانت تعاني من واقع سيئ مؤلم فإنها تسعى وتعمل من اجل تغيير واقع معاناتها ، واحياناً توجد في القصة شخصية سلبية فهي تعيش تحت وطأة المعاناة ولكنها لاتدري ماذا تفعل وتظل تحلم بالخلاص من معاناتها واحياناً تكون ذات نهاية مأساوية . . ان كاتب القصة بنوعيها ، لابد ان يكون مرهف الاحساس فهو يبحث عن الدوافع وراء الاحداث التي تصيب الانسان في حياته معه هو اومع الاخرين من حوله . وكذلك يكون ذو خيالٍ واسع ومتمكناً من اللغة قواعداً واملاءً ، ويمتلك ثروة من المفردات اللغوية الادبية التي تمكنه بسهولة من السرد والوصف سواءً في لقطات الاحداث او وصف الشخصيات او في حوارها ، وتكون طريقة الكاتب الناجح في تحليل الشخصيات وسرد الحوادث والمشاهد " الابتعاد عن الاسهاب والاطالة في الوصف " للاشياء التي ذكرناها لانها تترك الملل عند القارئ . وانما الاجدر بالكاتب ان يعبر عما يريد بأقل الكلمات اي بإيجاز . ان زمن الاقصوصة هو زمن قصير جداً فحوادثها تدور خلال ساعة او اقل واطول مدى زمني لها هو يوماً واحداً ، اما المكان الذي تدورفيه حوادث ومشاهد الاقصوصة فهو غالبا يتحدد بمكان واحد كأن يكون البيت او المحلة او الشارع او السوق والمقهى والبحر والغابة ..الخ ، اما الشخص المتحدث فيها فيكون إما على لسان الكاتب نفسه او على لسان شخص آآخرفيها ، والحوار غالباً يكون داخلياً " مونولوج " او مع انسان آخر في الاقصوصة او حتى مع حيوان كأن يكون الحصان او الكلب والقطة والطير ..الخ .

 

والجدير بالذكر أن القصة القصيرة واختها الاقصوصة لا تختلفان من نواحي التكنيك والقواعد ومتطلبات اللغة الادبية  لفن القصة ، وثقافة الكاتب ورهافة

 

حسه وتمكنه من فن كتابة القصة ، اما الاختلافات بين الاقصوصة والقصة القصيرة فيمكننا ان نلخصها بالنقاط التالية :

 

اولاً ـ الحدث في الاقصوصة يتركز حول مسألة واحدة ولا يتسع لتشعبات حادثية

 

او شخصيات عديدة ، اما القصة القصيرة فيمكن ان تتضمن عدة احداث وتشعبات

 

جانبية و حتى عدة شخصيات .

 

ثانياً ـ زمن الاقصوصة يتحدد بعدد قليل جداً من الساعات ولا يتعدى يوماً واحداً

 

اما القصة القصيرة فزمنها يتسع لأيام واسابيع .

 

ثالثاً ـ عدد الكلمات في الاقصوصة يتراوح بين 500 ــ 1200 كلمة ، اما القصة

 

القصيرة فعدد الكلمات فيها يتراوح بين 3000 ــ 5000 كلمة .

 

رابعاً ــ إن الخاتمة او النهاية في الاقصوصة  فتكون غالباً بشكل مفاجئة اي تغير

 

الامور فيها بصورة غير متوقعة تثير دهشة القارئ وتكون موجزة ومتجمعة في

 

بؤرة واحدة . اما الخاتمة في القصة القصيرة فإنها لا تكون مفاجئة للقارئ لانه بعد متابعته لسير الاحداث والشخصيات يصير عنده الاحساس بتوقع الكيفية التي

 

سوف تتم بها النهاية للقصة القصيرة . واخيراً نؤكد على أن للاقصوصة كما لإختها القصة القصيرة مشكلة اساسية هي الهدف الذي يسعى الكاتب القصصي

 

لإيصاله الى ذهن القارئ وهي الغاية التي بنى عليها قصته او اقصوصته .

 

 

الجزء الثاني

 

 

حول كتابة القصَّةِ القصيرةِ للناشئين ـ

 

 

 

 

 

 

 

أَودُّ أن أُوضحَ ما جاءَ في بعضِ الفقراتِ من موضوعي

 

 

 

السّابقِ وهيَ : ـ

 

 

 

أولاً ـ كتّابُ القصَّةِ ( النّاشئين ) من همُ ؟

 

 

 

إنَّ الذين أقصدُهم هم بالتأكيد ليس فئة الأولاد المراهقين أو

 

 

 

أو الشباب اليافعين ، بل الذين أقصدُهم هم الكتّاب المبتدئون

 

 

 

في كتابةِ القصَّةِ القصيرةِ بنوعيها والذينَ لهم محاولاتٍ قليلةُ

 

 

 

النَّجاحِ أو متعثِّرةٍ ، فهم في بدايةِ الطَّريقِ للوصولِ إلى المقدرةِ

 

 

 

والنَّجاحِ في مجالِ هذا الفنِّ الصَّعبِ ، وهم ربما يكونون في عمرِ الثّلاثين أو الأربعين أو أكثر . فهؤلاءِ الكتّاب النّاشئين

 

 

 

بحاجةٍ ماسَّةٍ إلى الأرشادِ والتّوجيهِ المُبَكرِ لمعرفةِ الطُّرقِ والقواعدِ الصَّحيحةِ التي تمكنُهم من من صَقلِ موهبَتهم ، وقد

 

 

 

كتبتُ بعضَ المعلوماتِ حولَ الشِّروطِ والقواعدِ التي تتعلَّقُ بكتابةِ القصَّةِ القصيرةِ والأقصوصَةِ وقلتُ إن وجدوها نافعةً

 

 

 

لهم وفيها ضالَّتَهم إستفادوا منها وإذا كانت هذهِ لا تكفي

 

 

 

فبإمكانهم أن يبحثوا عن غيرها في مصادر أُخرى ، ولو إنني

 

 

 

متأَكدٌ إنَّ تلكَ المعلومات التي كتبتها هي الصَّحيحة والتي تنفعهم .. ولم أَقلْ إنَّهم لا يحتاجون الى القواعدِ التي تُرشدُهم

 

 

 

وتساعدهم ، والدليل القاطعُ على هدفي في مساعدتِهم هو

 

 

 

الموضوع الذي كتبتُهُ خصيصاً لهم ونشرتُهُ في مجلةِ ـ الصَّدى ـ

 

 

 

الغرّاء الصّادرةِ في السويد وكان بعنوان ـ لمحةٌ حول كتابةِ القصَّةِ القصيرةِ والأقصوصةِـ

 

 

 

ثانـياً ـ الـكاتبُ الـنّـاجحُ من هـوَ ؟

 

 

 

إنَّ الكاتبَ النّاجحُ الذي أَقصدُهُ هو بالتأكيد ليسَ من فئةِ كُتّابِ

 

 

 

القصَّةِ النّاشئين بل هو كاتبُ القصَّةِ الذي إجتازَ مرحلةِ النّاشئ

 

 

 

وصارَ في مرحلةِ النضوجِ التي تعني تمكنَّهُ من كتابةِ القصَّةِ بحرفيَّةٍ جيَّدةٍ وقد مارسَ الكتابةَ القصَصِيَّةَ شوطاً وأنجزَ قصَصاً

 

 

 

ناجحَةً ، وهو بالتأكيد متمكِّنٌ من اللُّغةِ التي يتكلَّمُ ويقرأُ ويكتبُ

 

 

 

بها سواءٌ كانت الأنكليزيَّةِ أوالفرنسيَّةِ والألمانيَّةِ والرّوسيَّةِ

 

 

 

أو العربيَّةِ .. الخ وأدواتهُ التي يحتاجها في الكتابةِ : هي اللُّغةُ

 

 

 

السَّليمةُ والعقلُ المستَنيرُ بالثَّقافةِ العامَّةِ وكذلكَ المشاعرِ والأحاسيسِ.. ولا أَقصدُ بإجادَتِهِ اللُّغةَ التي يكتبُ بها أَن يكونَ

 

 

 

أكاديمياً لتدريسِ اللُّغةِ العربيَّةِ أومتعمِّقاً في بحرِ اللُّغةِ ، وإنَّما

 

 

 

الذي أقصدُهُ إنَّهُ يجبُ أن يكتب بلغةٍ سليمةٍ خاليَةٍ من الأخطاء

 

 

 

اللُّغويَّةِ ُ، فلا يكتب بلغةٍ عاميَّةٍ او فصحى ركيكةٍ حافلةً بالأخطاءِ

 

 

 

الأملائيَّةِ والنحويَّةِ . إنَّ كاتب القصَّةِ بأنواعها يمكن أن يكون

 

 

 

محامياً او طبيباً أو مهندساً أو معلماً وحتى عاملاً .. الخ ولكن

 

 

 

بالتأكيدِ كلُّهم متعلمون ومثقَّفون ، وقارئونَ كثيراً من الأدبِ العالمي لِـحدِ العشقِ ، فليس هناكَ كاتبٌ ناجحٌ لدى أيَّ شعبٍ

 

 

 

من الشعوبِ لا يُجيدُ لُغةَ وطنهِ قراءةًوكتابةً ويمتلكُ ثروةً جيِّدةً

 

 

 

من مفرداتِ اللُّغةِ ، فهذهِ هي أدواتهِ الرَّئيسيَّةِ التي يحتاجُها في

 

 

 

الكتابةِ ويستخدمُها في صياغةِ قصَصِهِ ونسجِ حَبكَتها على أكملِ

 

 

 

وجهٍ ويستحيلُ أن يكونَ كاتباً ناجحاً وهو يكتبُ بلغةٍ ركيكةٍ وحافلةٍ بالأخطاءِ ، فهل يكون كاتباً قديراً وهو يكتبُ عباراتٍ

 

 

 

وجملاً مثلاً هكذا : ـ

 

 

 

. أ ـ ذهبَ الشيخينِ المنداءيانِ الى النهري ليعمدو المندائيون

 

 

 

. ب ـ حظرت الفتاتينِ الفائزينِ بلجائزةِ

 

 

 

. ج ـ قابلتُ أخوك وصديقاكَ في المعرضِ

 

 

 

. هـ ـ صارَ الماءَ ثلجٌ صلباً في البحيرةِ

 

 

 

. و ـ أنتي قلتي هاذي وجهة نضري

 

 

 

. ز ـ أنتي لم تقرأين القصيدةَ جيدَنْ

 

 

 

ح ـ كانت هناكَ فتاتينِ جميلتانِ يجلسانِ قُربَ شجرةٍ

 

 

 

. يننضران ِ الى عصفورتانِ على إحدى الأغصانِ

 

 

 

 

 

 

 

أو يكتب الكلمات التاليةِ مثلاً بهذا الشكلِ الخطأ : ـ

 

 

 

 

 

 

 

أحسَنتِ يكتبُها أحسنتي

 

 

 

أسأَلكِ = أسئلكي

 

 

 

لـكِ = لـكـي

 

 

 

تائهاً = تائهً

 

 

 

حقيقةً = حقيقتاً

 

 

 

لـكـن = لاكـن

 

 

 

فوضى = فوضا

 

 

 

النًاقوس = النًاقوص

 

 

 

خدمـةً = خدمـتاً

 

 

 

درى = درا

 

 

 

كـسا = كـسى

 

 

 

نـجـا = نجى

 

 

 

إسوَةً = إسوتاً

 

 

 

تأَلقتِ = تألقتي

 

 

 

ورائي = وراءي

 

 

 

تساؤل = تسائُل

 

 

 

خاصَّةً = خاصتاً

 

 

 

هؤلاءِ = هاؤلاءِ

 

 

 

ذلكَ = ذالـكَ

 

 

 

وغيرها الكثير من الأخطاءِ .. إذن لا يمكننا أن نقولَ

 

 

 

أنَّ كاتبَ القصَّةِ لا يحتاج الى اللُّغةِ السَّليمةِ في كتاباته

 

 

 

. القَصَصيَّةِ ونسخرُ من هذا الرأي

 

 

 

 

 

 

 

ثالـثاً ـ لقد أشَرتُ في موضوعي السّابق إلى مسألةِ التَّطورِ

 

 

 

الذي حصَلَ في حياة الأنسان منذُ أن ابتعدَ عن الحياة الوحشيَّةِ

 

 

 

والهمجيَّةِ في الغاباتِ والكهوفِ المظلمةِ واستوطنَ في الأرضِ فتعلَّمَ الزّراعةَ وصناعة الأدواتِ وبناء المساكنِ ثمَّ تعلمَهُ الكتابةَ واللُّغةَ في بدايَةِ مشوارهِ الحضاري والتي أنارت له

 

 

 

الطريقَ لذلكَ المشوارالحضاري الكبير ، ولكن في إعتقادي

 

 

 

إنَّ كلَّ تطورهِ الحضاري هذا لم يمسْ أعماقَ ألأنسانِ ، فقد كانَ

 

 

 

تطوراً في القشرةِ الخارجيَّةِ لحياتِهِ ، فظلَّ هو الأنسان منذُ صيرورةِ آدم وشريكتُهُ حواء الى يومنا هذا وهو يرتكبُ الأخطاءَ والمعاصي ويوغلُ بها عصراً بعدَ عصر .. نعم إنَّ

 

 

 

التطورَ الحضاري الكبير الذي حصلَ في كلِّ مرافقِ حياتهِ

 

 

 

لم يستطعْ أَن يُغيِّرَ ما في داخلِ الأنسانِ ، فيجعلَ منهُ صانعاً

 

 

 

للمدينةِ الفاضلَةِ التي حَلِمَ بها الأنبياءُ والمصلحون وتخيَّلها

 

 

 

وكتبَ عنها الفلاسفةُ الخالدون وأرادوها للأنسانِ كجنَّةٍ على

 

 

 

هذهِ الأرضِ ولكنَّها لم تتحققْ ، رغمَ اعتناقهِ الأديانَ المتنوِّعةِ

 

 

 

والآيديولوجياتِ الفلسفيَّةِ والسّياسيَّةِ والأجتماعيَّةِ والتطور العلمي والتكنولوجي الهائلينِ ومجالات الثَّقافةِ الواسعةِ وامتلاكهُ كلَّ وسائلِ الرّفاهيَّةِ الماديَّةِ من مسكنٍ و ملبسٍ فاخرينِ

 

 

 

ووسائطِ النَّقلِ المتطورَةِ والكهرباء والتلفزيون وسفن الفضاءِ

 

 

 

والأقمار الصِّناعيَّةِ والمحمول والأنترنيت ، ولكنَّنا نجدُ أنَّ كلَّ

 

 

 

هذا الكم الهائلِ من التَّغيرِ في القشرةِ الماديَّةِ التي تحيطُ بالأنسانِ من كلِّ جانبٍ لم تُفلحْ بِإزالةِ معاناتِهِ المتزايدَةِ وهواجسه وهمومهِ وخوفِهِ الدائمِ من المجهولِ ومن كوارثِ

 

 

 

الطَّبيعةِ المدَمِرةِ ومن أخيهِ الأنسانِ ، كلُّ هذا ضلَّ يلازمهُ

 

 

 

بل ازداد عمّا كان عليهِ قبلَ مئاتِ السِّنين ، فالجَّرائم البَشِعةِ

 

 

 

بأشكالها وأسبابها تحدثُ كلَّ يومٍ بل وكلُّ ساعةٍ بينَ أبناء

 

 

 

البشرِ في كلِّ ناحيَةٍ من العالمِ ..القتلُ والتَّعذيبُ بكلِّ الوسائلِ

 

 

 

وحتى الذَّبحُ مثلَ الأغنامِ و الأرهابُ والفتنُ والنعراتُ القوميَّةِ

 

 

 

والدّينيَةِ والطّائفيَّةِ والحروبِ الأهليَّةِ و قتل الشعوبِ

 

 

 

والصراعاتُ والتّناحرُ بينَ الأحزابِ والكتلِ السِّياسيَّةِ وبين

 

 

 

الفئات ذات المصالح الأقتصاديَّةِ والمافياتِ الأجراميَّةِ ، حتى

 

 

 

إنَّنا نرى مثلَ هذا التّناحرِ موجودٌ مع الأسف الشَّديدِ عندَ

 

 

 

طائفتنا المندائيَّةِ رغمَ تشرُدها وتشَتِتُها .. كلُّ هذهِ الأعمالُ المُشينةُ يقومُ بها الأنسانُ وليسَ الذّئبُ أوالنمرُ والدبُّ ،

 

 

 

وكلَّما ازداد لأنسانُ علماً وثقافةً وحضارةً ازدادت معاناتُهُ وهواجسُهُ وعقدُهُ النَّفسيَّةِ فازدادت بالمقابلِ جرائمُهُ المختلفَةِ

 

 

 

فهذهِ الفوضى في حياةِ الأنسانِ هي التي يهتَمُّ بمعالجتها في

 

 

 

الدرجَةِ الأولى الكاتبُ الحقيقي والناجح ، عميقُ الأدراكِ والحسّاسُ الذي يمتلِكُ روحاً كالتي عندَ الأنبياءِ والمصلحين

 

 

 

فهو يبحثُ عن الدّوافعِ والأسبابِ التي وراءَ الحودثِ والمشكلاتِ التي تصيبُ الأنسانَ وتؤثِّرُ في مجرياتِ حياتهِ

 

 

 

فيصوغُ منها موضوعاتِهِ القَصَصيَّةِ ، فهو إذن يستلهمُ مادَّتَهُ

 

 

 

لكتابةِ القصَّةِ القصيرَةِ والأقصوصَةِ من فوضى وصخبِ

 

 

 

وتعقيداتِ حياةِ النّاسِ التي يعترضُ عليها الكاتبُ لِأَنَّهُ يريدُ

 

 

 

حياةً للأنسانِ خاليةً من تلكَ التشويهاتِ والعشوائيَّةِ التي

 

 

 

تحفلُ بكلَّ أنواعِ الفسادِ والجريمةِ وحبِّ التَّسلُّطِ والظلمِ والقهرِ

 

 

 

وسيطرةِ الأقوياءِ على الضعفاءِ ..إنَّهُ يُريدُ حياةً أكثرَ امتلاءاً

 

 

 

بالقِيَمِ الأخلاقيَّةِ الجَّميلَةِ التي يبتعدُ بها الأِنسانُ عن الحيوانيَّةِ

 

 

 

والأنا المتضَخِّمَةِ ، نعم إنَّ الذي يُشغِلُ بالَ الكاتبِ النّاجحِ

 

 

 

المقتَدرِ ويستحوذُ على كلِّ اهتمامه ليسَ هو تقدمُ وسائطُ النَّقلِ

 

 

 

أو المطارتِ والعماراتِ والقصورِ أو البلاجاتِ والجسورِ والشَّوارعِ المعبَّدَةِ أو الأبراجِ والمصانعِ والمستشفياتِ أو

 

 

 

المدارسِ والمعاهد ودور السّينما ..ليسَ هذهِ الأشياء وغيرها

 

 

 

من قشورِ الحضارةِ الماديَّةِ ، إنما هـموم ومشاكلِ ومآسي الأنسانِ في مجتمعهِ أو في العالمِ عموماً هي وحدها التي

 

 

 

تُشغلُهُ وتستحوذُ على اهتمامهِ فهو يَشعرُ أنَّهُ ابنُ الحياةِ

 

 

 

والأنسانيَّةِ جمعاء .. كما قالَ سقراط: ـ أَنا مواطن من العالمِ

 

 

 

وكلُّ العالمِ وطنـي ـ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

في مجالِ كتابَةِ القصَّةِ القصيرَةِ ظهرَ من بين أبناءِ طائفتِنا 

 

 

 

المندائيَّةِ بضعَةٌ من كُتّابِ القصَّةِ القصيرةِ عدَدهم لا يتعدى 

 

 

 

عدَدَ أَصابعِ اليَدِ ، ومن أبرَزِهم ـ الأخ نشأَتْ المندوي ، وألأخ 

 

 

 

هـيثم والي ، والأخ نعـيم نصّار ، وآخرون عندَهم محاولات 

 

 

 

ناجحةٌ ولكن قليلةٌ ، مثل الأخت العزيزة الفنانَةُ التشكيليَّةِ سوسن سيف 

 

 

 

والأخ الأستاذ مديح الصّادق والأخ نصيرسيف والأخ فارس السليم

 

 

 

وربما هناكَ آخرون لم نطَّلِعْ على نتاجَهم القَصَصي ، فتحيَّةً لهم 

 

 

 

 

 

 

 

..جميعاً راجياً لهم التقَّدم والنَّجاح المستَمر 

 

 

 

بالتاكيدِ إنَّ كلَّ أُدباء وكُتّابِ العالمِ ، الذينَ ظهروا واشتهروا 

 

 

 

بنتاجاتهم في مختلَفِ صنوفِ الأدبِ منَ الشعرِ والرِّوايةِ والمسرحيَّةِ 

 

 

 

والقصَّةِ القصيرةِ، قد بدأوا صغاراً ولم يولدوا وهم أُدباء كما أتَّفَقَ عليهِ 

 

 

 

الكثيرُ من مؤَرخي ونقّادِ الأدبِ وخبراءِ الفنونِ الأدبيَّةِ .. فبالنسبةِ 

 

 

 

الى فنِّ كتابةِ القصَّةِ بنوعيها ( القصَّةُ القصيرةُ والأقصوصَةُ ) يَبدَأُ 

 

 

 

عِندَ كتّابها برغبةٍ شديدَةٍ أَشبهُ بالعشقِ لِقراءَةِ القصَصِ والرِّواياتِ 

 

 

 

لِمختَلَف الكتّابِ في العالم ثمَّ بعدَ ذلكَ ونتيجَةلهذهِ القراءاتِ الكثيرةِ 

 

 

 

تتَولَّدُ عندَهم الرغبةَ والتَّصميمَ لِممارَسَةِ هذا الفنِّ الجميلِ ، وبعدَ 

 

 

 

نضوجِ موهِبةِ الكتابةِ للقصَّةِ القصيرةِ يأتي التَّفرغُ التّام لممارسَةِ 

 

 

 

هذا الفنِّ إذا أَرادَ الكاتبُ أن يكونَ ناجحاً في هذا الفنِّ الأدبي  فلا 

 

 

 

يشتِّت نشاطَهُ الأدبي في مجالاتٍ أدبيَّةٍ أُخرى عديدَةٍ .. أَمّا الأدباء 

 

 

 

والكتّاب العالميين في الرِّوايةِ والقصَّةِ والمسرَح الذينَ أرى على 

 

 

 

: كتّابِ القصَّةِ المندائيين النّاشئين اَن يقرأوا لهُم جميعاً فهم 

 

 

 

 ـ فكتوهيجو ، جارلس  ديكنز ، دانتي ، تولستوي ، ديستوفسكي 

 

 

 

 اسكندردوماس ، شكسبير ، مولير ، سومرست موم ، وليم 

 

 

 

سارويان ، أوسكار وايلد ، هرمان هيسه ، أميل زولا ، جورج 

 

 

 

أمادو ، جين أوستن ، أرنست همغواي ،جاك لِندن ، ماركيز ، 

 

 

 

أجاثا كريستي ،صاموئيل بيكت ، تشيخوف ،غوغول، تورجنيف ، 

 

 

 

مكسيم غوركي ، بوشكين ، ليرمنتوف ، شولوخوف ، أميلي 

 

 

 

برونتي ، شارلوت برونتي ، جان بول سارتر،  أرسكين 

 

 

 

كالدويل ، جون شتاينبك ، أنطوان أكزوبري ، باولو ، وغيرهم 

 

 

 

أَمـّا من الكتّاب العرب فهم ـ نجيب محفوظ ، يوسف السباعي ، 

 

 

 

توفيق الحكيم ، محمود تيمور ، يوسف إدريس ، سهيل إدريس 

 

 

 

حنّا مينا ، ميخائيل نعيمة ، جبران خليل جبران ، ومن كتّابِ القصَّةِ 

 

 

 

العراقيين ـ غائب طعمة فرمان ، فؤاد التكرلي ، جواد الأسدي 

 

 

 

، عيسى الصَّقر

 

 

 

وهناكَ الكثير من الكتّاب العالميين مع الأسف لم تُسعِفُني الذاكرةُ من تذَكُرُّهم 

 

 

 

.. فأَرجو المعذرَة  

 

 

الدخول للتعليق

مسابقة القصة القصيرة جداً

فارس السليم - حال الدنيا - 2.4%
إلهام زكي خابط - حبات اللؤلؤ - 4.9%
عزيز عربي ساجت - اليمامة - 0%
جمال حكمت عبيد - لمسة إصبع - 17.1%
فاروق عبد الجبار - موسيقى - 56.1%
هيثم نافل والي - الراقص - 19.5%
د. نصير عطا - حادثة تحصل يومياً - 0%

Total votes: 41
The voting for this poll has ended on: حزيران/يونيو 15, 2014