• Default
  • Title
  • Date
السبت, 11 تشرين1/أكتوير 2014

تكوين الإنسان وفسلجته وخصائصة وأسراره كما يرد في بعض النصوص المندائية *

  د. قيس مغشغش السعدي
تقييم هذا الموضوع
(1 صوت )

تكوين الإنسان وفسلجته وخصائصة وأسراره
كما يرد في بعض النصوص المندائية *

أ. د. قيس مغشغش السعدي
ألمانيا

ترى المندائية أن الإنسان هو آخر حلقة في حلقات الخلق التي تمت سواء بعالم النور أو في العالم السفلي، وأن آدم الجسدي (آدم بغرا) قد جبل وتشكل بعد أن تكون نظيره ومثيله آدم الخفي (آدم كسيا) في عالم الحق والطهارة (مشوني كشطا). وربما أن هذا تم لكي يحظى الإنسان بالتكامل والتناسق والتبصر بعالمه ذلك أن الإنسان قد خلق بعقل (مانا) متميز ومزود بالقدرة على الإدراك والتعلم والنظر والبحث بما يحيط به حد التجبر، ومحاولة حل الأسرار، وسبر أغور ما بداخله هو ككيان حيث ما إنفك يبحث فيه تكونا وولادة، وبدنا ونفسا وعقلا وأعضاء وفسلجة، وميولا ورغبات ونزعات روحانية، وصحة ومرضا، وحياة وموت. وكذلك يبحث في عالمه المحيط القريب أرضا بما توافر فيها ماءا وهواءا وزرعا وحيوانا، ومن ثم عالمه الأوسع المحير. وأكثر ما يشغله هو مصيره ما بعد هذه الحياة. وربما يلوم إنسان اليوم من سبقه عصورا أنهم إنشغلوا دون إعمال العقل من أجل البدء بشكل مبكر لتوظيفه بكامل طاقاته للإبتكارات، ولكنا اليوم أسبق مما نمتلك في هذا العصر تأسيسا على ما توصلت له الحضارات الأولى وبخاصة حضارة وادي الرافدين والنيل والحضارة الإغريقية والصينية.
وتقدر قيمة الإنسان إنطلاقا من أن خلقه لم يكن عشوائيا أو إعتباطيا، بل كان بإعجاز وإرادة أمتحنت فيها الملائكة جميعا، وبخاصة الملاك فتاهيل (إله الفتح) الذي كان وراء كل الخلق المادي في هذا الكون وعوالمه، وفي سعي الملائكة معه، فمن خلال الإنسان فقط يمكن فهم العالم بل والخلق بمجمله حتى من حيث الإعتراف بالخالق. ومع ذلك فلم يتمخض عمل الملاك فتاهيل إلا عن صنع جسد هامد ظل مسجى لا حراك فيه، وهو بذلك يُذكـِّر بصناعة التماثيل التي يمكن أن يبرع فيها النحاتون، لكنها تبقى تماثيل صلصالا لا حراك فيها ولا حياة، ودليل في ذلك حينما صنع مايكل أنجلو تمثال موسى وكان من الإتقان حد أن صاح به مايكل (أنطق يا موسى!). ولم ينطق تمثاله لأن النطق بعض سر الحياة وهي (النيشمثا: النسمة) التي يتنسمها البدن من أنفه وبها يحيا، وهي التي لم تعرف لحد الآن، ويشار في كتاب الكنزا ربا بأنها ستبقى سرا لن يعرف، ويلتقي هذا مع ما يرد في القرآن (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي).

الإنسان عالم مصغر، والعالم إنسان موزع
ولقيمة الإنسان وقيمة العالم، بخلقهما وتكامل هذا الخلق وتناسقه وإتقانه، فإن المندائية تنظر إلى أن الإنسان وكأنه العالم مجتمعا، وبالمقابل فإنها ترى أن العالم بأكمله هو إنسان موزع. وهذا ما يرد في ديوان شرح الجسد (تفسير بغرا) حيث يشير إلى المشابهة بين الإنسان والعوالم التي يحددها من أدنى عالم وحتى أعلاه يناظرها الإنسان من أسفله وحتى أعلاه في الرأس. فالعوالم تتسلسل بدءا من الأسفل (بعالم المحيط والأرض الذي هو أدنى من عالم فتاهيل، وعالم فتاهيل أدنى من عالم مشوني كشطا، وهذا أدنى من عالم أباثر، وعالم أباثر وهو أدنى من عالم المياه الفاصلة، والمياه الفاصلة أدنى من عالم يوشامن، وهذا أدنى من عالم يوخابر كوشطا كنا، وهو بدوره أدنى من عالم ياور زيوا، وعالم ياور زيوا أدنى من عالم تروان نهورا، الذي هو أدنى من عالم ياور ربا، وعالم ياور ربا أدنى من عالم شارت أنانا، وهذا العالم أدنى من عالم كنـّات ربتي، وعالم كنـّات ربتي أدنى من عالم مارا اد ربوثا. ولكل عالم منها ضياءه الظاهر المتبادل بشكل سار وثابت، وأشعتها مشكلة بشكل متشابه لأنها جميعا من ضياء. وكل عالم يشكل جزءًا في الجسد الواحد، وبالمقابل فكل واحد منهم في الجسد هو عالم بحد ذاته. وحين تؤخذ هذه العوالم بشكل منفصل، فإنه يمكن النظر لكل واحد منها بمنظارين أحدهما وهو ضمن الجسم والآخر وهو بشكل منفصل.)
أما عن خلق الإنسان الجسدي الأول ممثلا بآدم وحواء فيرد في كتاب الكنزا ربا: ( وليكن رجل وأمرأة، اسمهما آدم وحواء)، وأن جسميهما من مادة الأرض بكل ما تتضمنه من عناصر ومواد وماء ( ومن التراب والطين الأحمر، والدم والمرارة.. ومن سر الكون، جُبل آدم وحواء.. وحلت فيهما نشمثا بقدرة ملك النور). وليس أجمل من وصف آدم للجسد كما يرد في القسم الأيسر من كتاب الكنزا ربا حيث يقول عنه:
وَلٰـكِـن٪، ]٪ كانَ ذٰلِكؑ ٱلجَسَد جمؑيٰلا. رَأسُا صَقيٰلا، وَشَعرًا أمْلَسؑ مَسْدوُلا. ]٪ عَدَّلوُهُ وَقَوّموُهُ، وَ]٪ أجؑـاد٪وٰا "ـِينؑ رَسَموُه. ٱلعَقْلَ وَهَبوُه، وَ﴿ِـكْمؑةَ ؐـمؑوُه. صَنَعوٰا لَهُ عَيْنَين اِثْنَتَين في ٱلنَّهٰارِ وَٱللَّيٰل مُبْصِرَتين. صَنَعوٰا لَهُ فَمًا يُسَّبِحُ + َّ &ـلَّ يَومٍ، وَيَدَين تَعْمَلأَنَّ، لا تَكلانَّ وَلا تَتْعَبٰان، وَرِ{ـلَين حَيْثُمَّا أَرٰادَ تسؑيرٰان.
ومع ذلك
لَقَد٪ كانَ جَميٰلا فَذَوىٰ، وَعٱليٰا فَهوَىٰ، وَمُنْتَصِبَٰا فانْطَوىٰ. انْطَفَأتْ ٱلعَيْنٰان، وَانْغَلَقَتْ ٱلكُوَّتان ٱللَّتٰان كانَتٰا تسؑمَعٰان، وَبِتَعٰٱلِيمِ+ ِّتَمْتَٰلئان وَانْطَبَقَ ٱلفَمُ ٱلذَّي كانَ يُسَّبِحُ للرَٰحَمن٪. وَتَيَبَسَتْ ٱليَدٰان ٱللَّتٰان كانَتٰا لَيْلاً وَنَهارًا تَعْمَلانَّ.

ويرد في مخطوطة شرح الجسم أن الرأس عالم، والرقبة عالم، والصدر عالم، وكل ساق عالم، والكبد والطحال والأحشاء والمعدة والكبد والعضو الذكري والرحم والجلد والأمعاء والمقعد (المخرج) والشعر والأظفار والظهر والأجزاء السفلية كل منهم عالم بذاته. وحين تتخاطب الأعضاء سوية يشابه خطابهم الحديث بين الأشخاص المتحابين بدون كراهية أو حزازة، ولا رفض أو خلاف. وإن كان بين هذه (العوالم) واحد متضخم أو آخر فيه نقص تكويني في الجسم، فإن الجسم بأكمله يتضرر لأن الأعضاء تتكامل وتتوازن فيما بينها والنفس (نيشمثا) تقطن بينهم. فإن لم يكونوا متكاملين ومتوازنين، فإن الخلل والفساد في أحدهما يفسد ويتلف الآخر، وسوف لن يكون بينهم وبين الجسد والنفس تآلف.

مكونات الإنسان الثلاثة
الجسد (فغرا) والنسمة أو النفس (نيشمثا) هما المكونان الأولان والأساسيان لكيان الإنسان. الأول وعاء والثاني حياة، ودلائل الحياة الروح (روها) التي تظهر من خلال الغرائز والأعلاق لتكون بذلك الروح الحيوية. هكذا تتسلسل مكونات الإنسان في بداية تشكله. أما في نهايته فالنيشمثا هي من يغادر وبمغادرتها ينتهي الجسد فتذهب حيوية الروح التي كانت مطلوبة له ولا موت إلا بهذه المغادرة.
أما الجسد فمادي فيزيقي ملموس جُبل من طين الأرض وإليه يعود. ولأن الأرض (تيبل) بالية في نهايتها حين يخرب الكون، كما يرد في المعتقد المندائي، حتى من حيث معنى تسميتها المندائية، فإن مؤشرات ذلك إنما في بلاء جسد الإنسان أيضا لأنه منها. ويرد أن كل ما موجود في الأرض وعليها موجود في جسم الإنسان، وقد جلبت له الريح والحرارة والماء من الكواكب التي ساهمت في تكوينه كدليل على أن الإنسان على صورة عوالم الكون. وأما النفس والروح فهما المكونان غير المرئيين في كيان الإنسان وإنما يلمس وجودهما من فعلهما حياة ونفسا مقترنا بوجود النيشمثا، وحركة وحيوية ممثلة بغرائز الروها وما تسحب إلى الإشباع. ويمكن تشبيههما بالكهرباء والمغناطيس اللذان لا يمكننا رؤيتهما ولكننا نلمس أفعالهما حين يكونا في مجال معين.

وقد تميز الإنسان عن الكائنات الحية بحسب تسلسل رقيها فصار بالعقل (مانا) أرقاها. ويشار إلى العقل في الأدب المندائي بأنه بضعة من العقل الأول الذي هو الحي الخالق (مانا ربا قدمايي). وتقترن النيشمثا بالمانا ذلك أن كلاهما من منبع النور هبطا رغما ودون إرادتهما إلى الجسد، الذي يعتبرناه سجنا رفضا الدخول فيه لولا الوعد لهما بأن وجودهما سيكون إلى حين وأجل مسمى.
هذا الإنجدال بين هذه المكونات وهذا الإتقان هو وراء الإعجاز المحير للإنسان في تبصر وجوده وحياته ومماته. ومع إلتقاء العقل والنفس فإن كلا ًيسحب باتجاه، الأول إلى البحث والمعرفة بحكم وظيفته لسبر الغور الذي قد يصل إلى التجبر والكفر، والثاني حين تسحب النيشمثا إلى التسليم والإنقياد من خلال الدين وتأسيسا على معناه بعد الإيمان بقدرة الخالق العليا التي تسمو وترقى على الإنسان كمخلوق وعلى جميع الخلق السفلي والعلوي. ويظهر هذا في العديد من نصوص كتاب الكنزا ربا، فيرد على لسان النفس:
لِماذا أجيء
لِماذا أحل في هذا ٱلجذع ٱلدنيء
لِماذا أقيم فيه ٱلسنين وٱلشهُوَر
هُوَ لَنْ يصَعَدَ معي إلىٰ بَلَدَ ٱلنُّور

وأما المانا فيقول:
أنا مانا.. أنا آدم مانا، النقي الوقور، غرسة بلد النور
نقي أنا نقاء الأثريين، وإن أقمت في ثوب الطين
من الذي رماني في هذا العالم الفاني
من وضعني في هذا الدثار
وأسكنني مع الأشرار بين الماء العكر والنار

ومن أجل السكينة والوعد بالخلاص تتساءل نيشمثا:
متى ينتهي عمري؟ متى ينتهي هذا العذب المهين؟
متى أخرج من بيت الطين، وأعود إلى بيت أبي الأمين؟
ويأتيها المخلص فتقول:
خارجة أنا إلى الدار المتقنة، فأجلي قد حان

تشكل الجنين
أما عن طبيعة تشكل الإنسان فيرد في مخطوطة تفسير الجسد أن ذلك يكون من خلال سر الأبوين الأم والأب وما غرز فيهما تهيئة لدور الإنجاب حيمنا وبويضة. وتتم الإشارة إلى أن ذلك لا يكون بأي حال ما لم يتم التقارب بين العضوين الأساسيين وهما العضو الذكري والرحم. وعن الأول يرد (والعضو الذكري جبار في قوته وسلطته، فالجسم والأرض والسماوات وعوالم النور والظلام جميعها متلبسة بداخله لإنه أداة القوة. والسلطة التي بداخله تماثله لأن البدن بأكمله والأسرار بداخله تحرسه. وليس من شجر ولا طيور ولا حيوانات ولا قطعان ولا مياه جارية تستطيع أن تفر من شركه ومن سطوته مادام هنالك سبعة أسرار/ ملائكة متلبسة ومتداخلة فيه، تنتصب وهي مرتدية سبعة أردية وتكتب بسبعة حروف هي ( ﮔـ ، ا، ب ، ا ، ر، و، ت) جبروت. ويتباهون برجولتهم.
وترد الإشارة أيضا إلى أن العضو الذكري هو قناة الأسرار التي ينقل بها مادته، وهو عين الماء أو البئر التي منها يخرج الشعر. وبداخله تتواجد جميع الحاسيات والمشاعر لأنها مرتبطة بالروح وما جبلت عليه من غريزة جنسية. فيه السر العظيم للذين يحققون وظيفته والذين يقيمونه وينصبونه بشكل طاهر ولا يسرفون فيه. أما من يعتمده أداة فساد فسيرمى من الأعلى إلى أسفل سافلين، وسوف تكون عيونه عمياء لن تفتح ولا ترى كل العوالم.
وأما الرحم فيرد في الديوان أنه عالم عظيم، وليس هنالك (عالم) أعظم ولا أكثر قوة منه، وهو والعضو الذكري المسؤولان عن تكوين الجنين. فتسلسل التشكيل أنه حينما يتشكل الجسد فإن النفس تكون قد تشكلت وتأخذ شكلها في الجسد لتدب الحياة، وعندما يتم ذلك تتشكل الروح الحيوية (روها) ، وعندما كلاهما يتشكلان (الجسم والروح) فإن الرحم يتشكل.

الدم والعصارات وخصائصها
أما الدم الذي يجري بداخل الرحم فهو الشعاع النفيس، والدم الذي في القلب هو شعاع قيمّ سني، والدم الذي في الكبد هو شعاع نفيس وغزير، ذلك الذي يجري في جميع أنحاء الجسم. والدم الذي يجري في الشرايين هو ضياء جارٍ. هذه هي الأضوية الأربعة التي تنظم الجسم. فإن كانت ثلاثة فقط فإن الجسد لا يتأسس ولا يثبت ولا ينتظم. فإذا مصت منهم عصارة الكبد، فإن السوائل الأربعة ستختلط وتكون سائلا واحدا. السوائل التي تودعها البلازما هي مؤشر الصحة وتتجمع من العيون، وسوائل أخرى تتجمع من الأذنين، علاوة على سوائل ممزوجة تتجمع من الأنف والخياشيم.
أن هذه العصارات أو المرارات الأربعة تشابه الدم والماء، وكل مكون منها له كينونته الخاصة. ومنها تظهر أربعة طبائع وأربعة ألوان. فمن هذه االأخلاط الأربعة واحد أحمر، وثان أصفر، وثالث أبيض، ورابع أسود. ومن الأسود تنشأ الشوائب السيئة التي تؤذي الروح والنفس فيخشيان أمامها ويرتعبان.
كما أن هنالك أربعة خصائص أخرى تنبثق من الأخلاط المائية يتشارك من خلالها الجسم بأكمله. إحدى هذه الخصائص هي الحلاوة دليل الصحة والسرور من أجل أن تستقر النفس مع مجموعتها. والخاصية الثانية حادة لاذعة ورائحتها كريهة، والثالثة مالحة ومن طبيعة الملح الذي يجفف أسرار الجسم، والخاصية الرابعة هي المرارة المزعجة التي اسمها الصفراء.
ومن أجل تآلف هذه الأسرار فإنها تتآزر مجتمعة وتتماسك باتقان، كل واحد مع جميع أخوته. وتكون فيها أربعة رياح (قوى) محفوظة بداخلها. ولكل من هذه الخصائص الأربعة أربع سمات: وهكذا تتكون ستة عشر سمة، وكل سمة من هذه السمات الستة عشر لها إثنتان وثلاثون خاصية، ومن هذه الإثنتان والثلاثون خاصية ينشأ أربعة وستون نزعة أو صيغة تميز الجسم من حيث السخونة واليبوسة والتلف والإستهلاك. ولذلك فهي تدعى أربعة وستون خطيئة. وكل شخص تستطيع نفسه أن تتجاوز هذه النزعات وتسيطر عليها فإنه سيخلص ويكون في حل منها.

إجتماع آدم بحواء
أما عن الإجتماع بين آدم وحواء ومشابهتمهما فيرد أنه حينما يتحد آدم مع حواء فإن آدم يمثل النفس وتمثل حواء الروح، وهي بذلك تماثل الأرض في حين يماثل آدم السماء، والنهر هو الأب والأرض هي الأم. ولا يتكامل هذا الإتحاد ولا يتم إلا بعد عمر زمني مؤهل للنضوج العقلي الذي يملي المسؤولية. ومع وجود العضو الذكري ووجود الرحم، إلا أنهما لا يتأهلان للإتحاد بما يؤدي الدور في التكوين إلا بعد عمر محدد يقترن بمشاعر تسحب الجنسين باتجاه الشريك الآخر بقوة تصل حد السيطرة وبجبروت مكنون. ويلاحظ أنه لا يتم ذكر العضو الأنثوي وإنما يتم الحديث عن الرحم بإشارة إلى أن العضو الإنثوي هو مجرد قناة توصل إلى الرحم الذي هو البيت ومكان التربية، ولذلك يسمى "بيت ماربا". وحيث أن ماء الحياة لدى الرجل موجود دائم بعد الوصول إلى مرحلة البلوغ، فإن مادة الرحم (البيضة)، والتي يشار لها بالدم لأن مادتها هي الدم، قد تحددت بدورة شهرية أمدها ثلاثون يوما للتكامل ولعدم التزاحم. وترد الإشارة إلى أنه حينما تبذر البذرة، ويتم ذلك باتقان، وحين تسقط نافورتها على سر الرحم الذي بداخل المرأة، الذي يضطرم تهيوءا وسرعة في الإستجابة، فإن البذرة والدم (الحيمن والبويضة) يحب أحدهما الآخر ويسعون إلى مركبتهم التي هي النفس والبدن والروح. ومن هذه المركبة يخلق جميع الملوك والأمراء وكل من في العالم سواء. بمعنى أن لا تمايز بين المخلوقات من حيث الخلق الأول فجميعهم من حيمن وبويضة.
وترد الإشارة إلى أن الذكر والأنثى حينما يقابل أحدهما الآخر، فإن النفس والروح يفرحان بذلك السر، وحين تقترب بذرة الذكر من سر الرحم، فإن النفس تبتهج محييّة إياها بترنيمة تقول فيها:
في اليوم الذي انفتح فيه الضياء
وخرج من الضياء الداخلي
فإن مثيل الماء الجاري (اليردنا) شكـّل نفسه بمرآته
مثيله بمرآة الماء الجاري تشكل
وانبسط الماء في الأثير
وانبسط الماء بالضياء
والماء بالأثير تدفق
تدفق الماء في الأثير
وكشفت قوة النور عن نفسها
عن نفسها كشفت وتوسعت وعظمت
وأقامت تاجا، وجدلت إكليلا
مجدولا كان الإكليل، وفيه أوراق الآس مزهرة
مزهرة أوراق الآس
والأشجار حملت وأثمرت
والناصورائية حلت فيهم وجدلت طهارة الملائكة
من المبتدى وحتى المنتهى
وفي هذه الترنيمة إشارة إلى أن ماء الحياة الذي يخرج من الرجل كأنه من سر الماء الحي ونظيره الذي
يعمد سر الرحم وينجدلان تاجا وإكليلا (رمزا الرجل والمرأة) فيخضر الإكليل باوراق الآس ويتم الحمل
وتحل فيه الناصورائية الطاهرة. وبهذا تتعزز الإشارة إلى أن الملاك أنش أثرا كان قد سقى أنشبي اليصابات جرعة ماء فحملت بيحيى، كما يرد في الأدب المندائي.

ويستطرد في أماكن من ديوان تفسير الجسد أنه عندما يتم الإتصال ويحدث في عالم واحد هو بدن اللحم، فإن الدم والعظام تنتظم على وفق خطة، وإن كل خاصية أو سر تشتق منهما وبشكل فردي وتبدأ تجمع القوة منهما ومن الأسرار الثلاثة الأخرى التي هي الريح والنار والماء وتطبيعهم في الجسم الذي فيه محفوظون والذي يدعى أو يماثل الأرض (لمماثلة الأم ورحمها بالأرض). ويتشكل الجنين في تلك المياه السوداء، وهي سوداء لأنها دماء خارجية إذا خرجت لا ترجع إلى الجسم بل تطرح في الدورة الشهرية، وهي التي تكمن فيها قوة جنسية ملحة تبحث كل ثلاثين يوما أن تكامل نفسها بوعاء أو إناء حتى يقع عليها ماء الحياة الذي يدعى زرع الحياة. فإذا ما تم ذلك تشكل التشكيل، وبعد تسعة أشهر يندفع خارجا راكلا ومهددا الأرض والسماوات حتى يجبرها على فتح مخرج له ويخرج من وعائه وغلافه، ويأتي بالأعمال العظيمة في العوالم والأجيال. إنه التكوين الأول الذي هو أقدم من الضياء والإشعاع.

تكامل الجنين وتحدد جنسه
أما عن طريقة تكون الجنين وتكامله وأسراره فترد الإشارة إلى أن نطفة الرجل ونطفة الأم ينتظمان مع الروح والجسد. تتشكل المضغة التي تحمل سران هما سر الأب وسر الأم. وعلاوة على ذلك يخلق السران الآخران وهما الروح والنفس ويتشكلان، ذلك أن النفس والروح مدموجة في الأب والأم، وهكذا يتشكلان وهكذا يدعون الأسرار أو الخصائص الأربعة. وقد تكون في هذا الإشارة إلى أن الخلية بعد الإخصاب تبدأ بالتكاثر الإنشطاري فتنقسم إلى إثنين ومن ثم إلى أربعة... وهكذا.
وعلى هذا يرد أن كل نطفة تمسك بسر أو خاصية النطفة الأخرى ويبدأ التركيب (الجنين) يأخذ شكله. ويأخذ التصلب موقعه في الرحم.
وترد الإشارة إلى أنه ما من جسد يمكن أن يكون ما لم يولد من سرين أو خاصيتين، ويبنى على أربعة أسرار أو خصائص. فجميع الأبنية والأجسام والأشياء تتشكل من أربعة أركان، وتتضمن أربعة اسرار أو خصائص. وكل ما لا يتشكل من أربعة خصائص سوف لن يرتفع، بل سيفسد ويتلف.
وحينما تمنح الخصائص الأربعة التكوين الجديد شكله، تبرز منها سبعة وتنشطر إلى تسعة ومن ثم إلى إثنا عشر وتضيء بداخله.
وخلال ستين يوما سيختم بستين ختما. ثلاثون يوما يختم بها بختم الأب، وثلاثون ليلة يختم فيها بختم الأم حتى يكون جنسه من نصيب أحدهما. فإذا ختمها الأب بالماء الجاري (يردنا) فإن الجنس سيكون للأب أي ذكرا، وإذا ختمته الأم بالنار فإنه سيكون للأم أي أنثى. فجنس الجنين إذن يعود للذي قام بختمه (والختم هنا إشارة للصفة المتغلبة)، ومع ذلك فسوف لن يكون هنالك بغض ولا حقد ولا نزاع بينهما بخصوص ما قالا وما فعلا. وستوضع بينهما حدودا يتفق عليها بحيث لا يكون أحدهما معاديا للآخر.

مشابهات أخرى
ومن تشبيهات الإنسان بالعالم يرد هذا التشابه بين الأرض وجسد الإنسان:
(فالأرض هي الجسد والهواء هو النفس بداخلها. براعمها العظام، وأنهارها هي الشرايين، دمها ورحمها المحيط. أربطتها هي السماء والرأس. أرض النحاس هما الساقان اللذان يستند الجسم عليهما وأعمدتها الساندة تكون في الأرض، وفي الجسم وحجمه، وفي التقلص والإنبساط، وفي شعر الرأس، وفي الحواجب ورموش العين، وشعرالعانة والإبطين وشعر كل الجسم.
وأكثر من ذلك فإن كل طرف هو نهاية لأحد العوالم. اليمين عالم واليسار عالم، الثديين هما عالمان، والقدمان عالمان، الساقان عالمان والركبتان عالمان، الفخذان عالمان والجذع بأكمله عالمان.

كما إن البيضة تشابه البيت الذي يبنى، وعلى هذا نجد أن البيت في المندائية اسمه (بيتا) وأن البيضة اسمها (بيتا) أيضا. والأسم بيت لأن كل شيء يظهر منه ويتشكل فيه وبداخله. وهكذا فإن كل الأرض هي بيت، إنها بيت عظيم تحفظ بداخله الأسرار، وينتقى بإختيار. إنها بيضة الحياة أو بيت الحياة للأب العظيم. والبيضة هي أم جميع الأسرار، وليس هنالك شيئ أعظم من صيرورتها. فالبياض والصفار فيها يرمزان للأب والأم، وهما الروح والنفس، والقشرة هي الغلاف الذي يغطيهما. إنها الجسم وعلى ذلك فهي الأرض كلها. وبعد التلقيح وتكون الجنين في الرحم فإن النفس تكسى بتسعة أردية وتقوم بفقع الرداء تلو الآخر ولا تلتصق بها بل تزيل أغطيتها في كل شهر غطاءًا، وهي ترتقي كل ثلاثين يوما من عرش إلى عرش، تجلس عليه بثبات وإتقان من خلال تسعة عمليات مستترة.

وفي الحوار الذي يرد بين يثرون وابنه شلماي في كتاب الكنزا ربا يسأل يثرون شلماي قائلا:

° يا شلماي رب البيت، سؤال أتاني من بيت الحي: ما الأعلى؟ وما الأسفل؟
* قال : الرقيع والأرض.
° قال: فمن محبول به قبل من؟
* قال: يا أبي، الرقيع ينزل الندى والمطر، والأرض تفتح فمها وتشرب، فتخرج البذور والثمار.. يأكلها بنو آدم ولا يشكرون ربهـم.
° يا شلماي رب البيت، سؤال أتاني من بيت الحي: ما الخارجي؟ وما الداخلي؟
* قال: الخارجي هو الرجل، والداخلي هي المرأة.
° قال: فأيهما محبول به قبل الآخر؟
* قال: يزرع الزرع في جسم الرجل اثنين واربعين يوما، بعدها يعطيه للمرأة بذرا، وجنسا، وجذرا، ونكاحا، ويعقد معها المخ والعظام والأعصاب.
° قال: والمرأة، ماذا تعطي لجنينها؟
* قال: الدمن والجلد، والصورة، والشعر
° قال: فكيف يكون الجنين في أمه؟ وكيف ينمو؟
* قال: يكون وينمو بسبعة أسرار أبيه وأمه.
° قال: فمن أين يتغذى؟
* قال: غذاؤه من جوف أمه.
° قال: فكيف يولد؟
* قال: بأوجاع الخاصرة، وبالقوة الناصرة.

المصادر:
الكنز ربا، الكتاب المقدس للصابئة المندائيين
ديوان تفسير بغرا: مخطوطة شرح الجسم، مخطوطة مندائية
ديوان ترسر وألف شيالي: مخطوطة ألف وإثنا عشر سؤالا، مخطوطة مندائية
القرآن الكريم
كتاب صحيح مسلم
أبو إسحق الصابي: درر النثر وغرر الشعر. د. قيس مغشغش السعدي

 

 

1* لقد تم تناول الموضوع في ضوء ما ورد في ديوان/ مخطوطة تفسير بغرا: شرح الجسم وكذلك بعض ما ورد في كتاب الكنزا ربا، وألف ترسر شيالي، وليس ما يرد هنا يتطابق بالضرورة مع معطيات العلم الحديث من حيث التفاصيل، لكننا وجدنا في التصورات المكتوبة مطابقات أصيلة وسابقة لعصرها ويمكن أن تؤخذ بالبحث الفسلجي والطبي بشكل أكبر للوقوف على مواد التكوين وطرائقها وخطواتها ومراحلها والمشابهات بما يبرز ما يرد في المعتقد المندائي من قيمة للإنسان وخلقه.
وهذا التسلسل له دلالاته في أسمائه ومعانيها ورقيه وعمر تشكله.

2 يظهر هذا التشبيه المتميز أن الإنسان على صورة العالم الشامل بعوالمه الضمنية، وتفاصيل ومعاني كل عالم من عوالم النور وما له من تميز ومعنى وتسلسل بما يحتاج إلى تفصيل آخر. ولكن الإشارة هنا إلى أن الإنسان بمجموعه يماثل العالم بشكل مصغر، والعالم هو صورة إنسان موزع. وحين تكون العوالم مجتمعة في الإنسان فبينها تآزر وتكامل مطلوب يظهر في تداعي الجسم عامة لتداعي عضو فيه، وبالمقابل يمكن تناول كل عضو وكأنه عالم بخصوصيته. وفي الميدان الطبي يكون هذا في التخصصات الطبية بدءا بأعضاء الجسد والتي أملت بخصوصيتها التخصصات الطبية وتفرعاتها في كل عضو، وكذلك في تخصص الصحة العامة التي تشمل الكيان الإنساني بشكل كامل ومتكامل.

3 يتكرر الكبد مرتان وربما هو خطأ نسخي وقد يكون المقصود الكلية " كوليثا" أو أن تكون الكلية مشمولة في عالم الأجزاء السفلية. كما يتطلب البحث في عدم ذكر اليدين وكذلك لماذا ورد أن كل ساق من الساقين عالم.

4 يرد الإسم بمفردة " كَبروتا" بإشارة إلى جبروت الفعل والدور، وليس بلفظ " دندنا" التسمية المعروفة للعضو الذكري فسلجيا.

5 لقد عبر الأديب أبو إسحق الصابي عن قيمة الجسد والنفس في جسم الإنسان حين قال:
جملة الإنسان جيفة....وهيولاه سخيفة فلماذا ليت شعري...قيل للنفس شريفة إنما ذلك فيه...صنعة الله الطيفة

6 معروف أن المندائية تستخدم الحروف بدلا من الحركات، وبالتالي فحركات الضم والكسر والفتح المعروفة في العربية تكتب بشكل أحرف في المندائية وتحسب أحرفا أيضا.

7 قيمة وفائدة الشعر كبيرة في المندائية ولذلك يعتبر تاجا للرأس، ومن هنا حرمت المندائية قص وقطع شعر الطزء العلوي من الجسم: الرأس واللحية والإبط.

8 في هذا إشارة إلى أن الخلق الأول وهو جسد آدم، وعليه درج خلق وتشكيل جسد الذرية، إنما يتكون فيه البدن أولا، ومع أن النيشمثا هي قبس نور من الخالق، فإنها تخصص للبدن بعد تشكل جسده تماما مثلما جاءت إلى آدم من بيت هيي وأدخلت بسر من قبل مندا اد هيي بجسده. والجسد والنفس هما مادة الإنسان وحياته، لكن هذه الحياة سوف لن يكون لها طعم وتمايز وفاعلية واندفاع وتحقيق ما لم تزود بالروح الحيوية (الروها)، التي تمثل الميول والرغبات والأعلاق وكل ما وراء الإندفاع لإشباع الحاجات البايولوجية ومن ثم الحاجات الإجتماعية وصولا إلى تحقيق الذات .self actulaization وفي الروح الحيوي يظهر الشكل السلوكي للإنسان، فإن كانت أقل حيوية كان الإنسان خاملا، وإن زادت الحيوية سحبت إلى الجشع وكل ما يؤدي إلى الصراع. من هنا إتهمت الروها بأنها الشر والضرر والظلام.

9 يمكن أن يكون هذا هو عصارة المرارة الملتصقة بالكبد.

10 يمكن أن تكون هذه الطبائع إشارة إلى الأمزجة النارية والترابية والهوائية والمائية، فالنار للحرارة والجفاف واليبوسة، والترابية للبرودة والجفاف، والهوائية للحرارة والرطوبة، والمائية للبرودة والرطوبة. وقد نقلت هذه العناصر إلى جسم الإنسان وفي تكوينه فصار الدم للحرارة والجفاف، والبلغم للبرودة والرطوبة، والمرارة الصفراء للحرارة والجفاف، والمرارة السوداء للبرودة والجفاف. وبتوازنها في الجسم يكون الإعتدال وتتحقق الصحة.

11 المقصود هنا الجسم والروح، فالنفس لها الحلاوة لأنها حلوة ونقية المنشأ والوجود.

12 معروف أن الملح مادة حافظة ويمكن أن تحافظ على الجسم. وهي تحمل سر الحفظ ولذلك يوضع في الأركان الأربعة لبيت المندي والشحنتا (المسكن) الذي يعتمد في مراسيم تكريس رجل الدين المندائي كمية من الملح، وتوضع فوق الملح جوزة إشارة أنها تمثل المخ عضو العقل لتشابه شكل ثمرة الحوز مع شكل المخ، ولقيمة مادة الجوز أيضا.

13 هذه التسمية أفضل من تسمية السائل المنوي لأن كلمة سائل يمكن أن تشترك فيها سوائل أخرى لا تصل في خصائصها إلى مواصفات وخصائص الماء الجاري وهو الذي يحمل المني ويذيب المكونات الأخرى المطلوبة للتغذية في داخله، ويساعد في الجريان في القنوات ولا يلتصق بجدران الرحم حتى لا تعاق مسيرته وهو محمل بملايين الحيامن.

14 يماثل مصطلح النافورة ما يرد في القرآن " فلينظر الإنسان مم خلق، خلق من ماء دافق" سورة الطارق الايتين 5 و 6. ويسمى ماء الحياة لأنه يشار إلى أن نسبة 90% منه هي من الماء وما تبقى هو الحيوانات المنوية التي تشكل 1-5% والمكونات الأخرى وهي الفوسفات والسترات والبوتاسيوم والكلوكوز والفركتوظز وحامض اللاكتيك واليوريا والبروتينات والكالسيوم والمغنيسيوم والزنك. ويشار إلى الماء الطبيعي هو أصلح المذيبات للمواد المطلوبة والمساعدة للحيامن على الحصول على الغذاء من المكونات الموجودة معها والتي تحتاجها في حركتها ومسيرتها حتى تلقيح البويضة.

15 غالبا ما يتم التشكل الأثيري من خلال النظر في الماء وكأنه مرآة الحدث، فهو ليس المادة ولكنه المثيل، فإن كان النظر في المياه الحية الطاهرة كان المثيل نقيا أيضا، أما إن كان في المياه الآسنة فيكون الناتج غير مكتمل الطهارة كما حصل حينما نظر الملاك أباثر في المياه السوداء فكان ابنه بثاهيل كيانا ناقصا منقطع الضياء.

16 يمكن أن تكون في هذه المواد الثلاثة إشارة إلى أن الريح تمثل الهواء الذي يتنفسه الجنين من الأم فهو ريح وليس هواء مباشر، وكذلك النار التي يمكن أن تشير إلى الحرارة الحية المطلوبة لنمو الجنين وبدرجة خاصة وثابتة، والماء الذي يحتاجه الجنين مما يؤخذ من رحم الأم.

17 هنا يبرز أن هذا الكيان طالما هو أقدم من الضياء والنور والإشعاع فهو تأكيد على أنه من الخالق، لأن الخالق هو الأقدم من الأشياء جميعها. والمدة التي يُخلق بها الإنسان وهي تسعة اشهر مماثلة للمدة التي خلق بها مارا اد ربوثا نفسه وتجسد وأخذ شكله في تسعة اشهر كما يرد في كتاب ترسر والف شيالي: ألف وإثنا عشر سؤالا.

18 في هذا يمكن أن تكون الإشارة إلى إلتقاء الكرومسومات الذكرية والأنثوية.

19 وأمثلة ذلك تظهر في الحيوات الأربعة في عالم النور، وفي المكونات الأربعة للطبيعة والإتجاهات الأربعة والرياح الأربعة وغير ذلك الكثير من المبدأ الرباعي في الحياة.

20 ومشابهة لهذا يرد في التراث الأسلامي أن النبي محمد أشار إلى أن ماء الرجل غليظ أبيض وماء المرأة رقيق أصفر فمن أيهما علا أو سبق يكون الشبه. ( صحيح مسلم 469). ويبدو أن الجنس يمكن أن يتحدد بهذا الوقت أما بروزه عضويا فيظهر بعد تكامل الأعضاء وإلى حد الشهر الخامس.

21 هذا التشبيه ينطلق من أن الجسد الإنساني إنما جُبل وتشكل من الطين أي من الأرض بكل ما فيها وما تتكون منه قبل تكون الجسد.

22 إشارة إلى الشمال والجنوب والشرق والغرب.

23 ربما الإشارة هنا من الأمام ومن الخلف.

 

 

 

 

الدخول للتعليق