• Default
  • Title
  • Date
الأحد, 16 تشرين2/نوفمبر 2014

من ارشيف الشيخ دخيل الشيخ عيدان( مهتم زهرن بر ياسمن )

  عبد الحميد الشيخ دخيل
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

 

ولنا فيه اسوة رجل الدين .

هو رجل مؤمن بعقيدته ونذر نفسه لخدمة دينه وطائفته ، وكل رجل دين ناجح في خدمته لرعيته ، لابد ان يترك بصمة من اعماله ومنجزاته خلال الفترة التي عاش فيها .

الشيخ دخيل ، استطاع ان يكرس جهوده وثقافته وعلمه لخدمة الدين والطائفة، مؤمنا" مدافعا عن عقيدته الصادقة ومحافظا "على وحدة وسمعة الدين والمندائيين اينما كانوا .

لا يؤمن بالثراء وكسب المال من خلال الدين واستغلال موقعه الديني والاجتماعي المتميز ، فقد كان يعتمد بكسب المال على مزاولته للنشاط التجاري الذي كان يزاوله ، حاله حال كل رجال الدين من عائلته الدينية العريقة ، وبالتالي هذا العامل كان من العوامل التي ساهمت في قوته واندفاعه ، من اجل متابعة شؤون طائفته وبدون الحاجة الى مد يد العون من الاخرين.

وبالتالي حقق الكثير من المواقف الشجاعة والمنجزات لديمومة واستمرار طائفته ، واستطاع ان يكسب قلوب المندائيين وايمانهم له ، ورغم حاجته في السنوات الاخيرة من حياته وتعرضه للمرض والشيخوخة ، كان يأبى ان يطلب من الاخرين المساعدة وهو يتابع ويدافع عن حقوق الطائفة ، وهو بأمس الحاجة للمساعدة لسد حاجة رمق عائلته التي كانت تعيش على الكفاف .

لا يؤمن بالألقاب والدرجات الدينية والعائلية والعشائرية ، من خلال مراجعة ارشيفه ، لم اعثر على اي وثيقة او رسالة او مخطوطة في الرسائل والمخاطبات الشخصية والرسمية ( سوى الرئيس الروحاني لطائفة الصابئة ).

وهذا اللقب هو حصرا لشخصه وبموجب قرار ملكي ، الا هنالك من اشترك معه بهذا اللقب من رجال دين اخرين وهم الشيخ عبدالله الشيخ سام في بغداد والشيخ نجم الشيخ زهرون في البصرة ، وهذا الانفتاح يدل على قوة الشخصية والقدرة والثقافة التي كان يتمتع بها امام ابناء الطائفة والمسؤولين في الدولة ، فلم يضيف هذا اللقب له ، ما كان يتمتع به من علم وثقافة وقوة الشخصية وحب وايمان من قبل الصابئة وغير الصابئة ، سوى الاستفادة منه من اجل الدفاع عن الدين والطائفة ، وليس لتحقيق المنافع والمصالح الضيقة .....

لم اعثر على وثيقة تحمل ( لقب عشيرته ، الشيخ دخيل المندوي لا هو ولا ابناء عائلته من رجال الدين ) ... لم اعثر في المراسلات او المخاطبات على (الكنزورا الشيخ دخيل ) او ( الريش امة دخيل ) رغم استحقاقه لهذه الدرجة الدينية بامتياز وكما ذكرت تلميذته ابنة عمه الشاعرة لميعة عباس عمارة في مذكراتها.

ملتزما بمبادئ دينه ويحرم مزاولة ( الهرشي ) ، وللاسف الشديد ، مارسه البعض من رجال الدين ، انا لا اريد ان ابرر من زاول مهنة ( الهرشي ) ، حيث كانت قد تكون لها دوافع من اجل سد رمق العيش لرجل الدين في ذلك الوقت ، ولكن نجد اليوم من يزاول هذه المهنة من رجال الدين ، ليسوا بحاجة لسد احتياجاتهم ، وانما تعودوا على كسب الحرام .

لم يفرض اي مبلغ لقاء جهد او عمل لإنجاز اي طقس ديني وهذا متروك الى من يقدم له هذا الطقس وظروفه وما يوجد كرمه ، ولم يستغل بعض الممارسات او الطقوس الدينية من اجل الكسب المادي ، لم يمارس ( اعمال محرمة ، اخلاقية ودينية او الاستحواذ على ممتلكات الاخرين ) ، وللأسف الشديد قد مورست من قبل بعض رجال الدين سابقا ولاحقا.

لا يجامل احد على حساب مبادئ دينه واخلاقه ومبادئه وقيمه مثلما يحصل اليوم من قبل بعض رجال الدين ، فنلاحظ اليوم الشهادة والقول واداء اليمين ، يزور ويبدل ويحرف من قبل رجل الدين ، تبعا للمصلحة والفائدة والعلاقة والقرابة ، فالأبيض يبدل بالأسود ، وفقا لمقتضيات ( الدكان والتجارةالدينية )، وكما نلمسها اليوم وعلى مختلف الدرجات والمسؤوليات.

عند تعرض اي رجل دين لخطأ ديني ، او اعتداء عليه ، يهب مسرعا لنجدته ومساعدته من اجل المحافظة على مكانة وسمعة الدين والطائفة ، فهو لا يسمح الى اي اساءة قد يتعرض لها رجل الدين ، وهذا من صلب وواجبات مبادئ الدين والعهد الذي اقسم به من اجل الحفاظ على رجال الدين والدين والطائفة .

لم يتشبث بالسلطة الدينية ولم يسعى الى احتكارها او استغلالها ، وبغض النظر عن الكفاءة والثقافة والدراية لإدارة هذا الموقع كما يحصل اليوم ، اضافة الى ما ذكرت ، هنالك الكثير المبادئ والالتزامات التي سار عليها والتزم بها الشيخ دخيل ، وهذا ما جعله في المكانة والموقع المتصدر لدى ابناء الطائفة.

فلا اللقب او الموقع او الشهادة يستطيع رجل الدين من خلالها ان يكسب حب واحترام المندائيين ، وانما ما يتركه من بصمة في ذاكرة المندائيين .

واخيرا كان بودنا ان نهمس في اذان البعض ولكن قد وجدنا الصمت اجدى.

الدخول للتعليق