فضيلة الريش أمه ستار جبار حلو رئيس طائفة الصابئة المندائيين في العراق والعالم المحترم
فضيلة الكنزبرا نجاح الكحيلي وأعضاء مجلس شؤون الطائفة في ايران المحترمين
فضيلة الريش امه صلاح الكحيلي رئيس المجلس المندائي الأعلى في أستراليا المحترم
رجال ديننا الأفاضل المحترمين
رئيس مجلس العموم الأستاذ داخل يوسف وأعضاء المجلس المحترمين
رئيس مجلس الشؤون الأستاذ أكرم سلمان وأعضاء مجالس المحافظات المحترمين
رئيس هيئة حكماء الطائفة الدكتور جبار ياسر الحيدر وأعضاء الهيئة المحترمين
البروفيسور صهيب غضبان رومي الرئيس الفخري لإتحاد الجمعيات المندائية
الأخوات والأخوة مستشاري وأعضاء مكتب السكرتارية في إتحاد الجمعيات المندائية في المهجر المحترمين
الأخوات والأخوة رؤساء وأعضاء الهيئات الإدارية للجمعيات والنوادي والتشكيلات المندائية الاخرى المحترمين

المندائيات والمندائيون الأكارم

بسم الحيّ العظيم

بمناسبة نهاية السنة الميلادية 2016 وحلول العام الميلادي الجديد 2017، يسرني ويسعدني ان أقدم لحضراتكم أحلى وأجمل
التهاني والتبريكات، أعاده الهيّي قدمايي علينا وعليكم وعلى جميع المندائيين بالخير والسعادة واليمن والبركة، داعياً الحي العظيم
لكم بالصحة والهناء والسلامة ، ولأهلنا في الداخل ودول الإنتظار والمهجر ، أن تكون السنة الجديدة سنة أمن واستقرار لبلدنا، وفرج
لعوائلنا المتواجدة في بلدان الإنتظار .
وأملنا كبير في هذه السنة بأن يتم تحجيم الخلافات على الساحة المندائية ، من خلال تقريب وجهات النظر المختلفة وصولا الى
حتى ولو الحد الأدنى من التوافق ، بمزيد من التفاؤل والأمل ، وبكثير من الثقة والتصميم في تخطّي المرحلة الحرجة التي تعصف
بطائفتنا في البلد الام ، نتيجة للتطهبر العرقي والفساد المالي والإداري، والقتل والسلب والتهجير، الذي طال أبناء الطائفة في الداخل .

الأخوات والإخوة الكرام
اسمحوا لي في بداية رسالتي هذه أن أترحم على نشماثا من رحل عنّا خلال هذا العام، مبتهلين للحي الأزلي ان يشملهم برحمته
وغفرانه وأن يسهل عروج جميع النشماثي الى عالم الى عالم الأنوار، وان يلهم أهلهم وذويهم ومحبيهم الصبر والسلوان.

لقد كان الإتحاد منذ بداية تأسيسه مؤمنًا بدوره الأساس في الساحة المندائية ، وفي بناء ودعم مؤسسات الطائفة الشرعية التي
تسعى لبقاء وإستمرارية المندائية وضمان مستقبل أبنائها وبناتها .
مباركتنا ودعاءنا للحي العظيم أن تتكلل مساعي رجال ديننا الأفاضل في تشكيل مجالسهم الروحانية من خلال أنظمة داخلية
تختص بإدارة وتنظيم شؤونهم وعلاقاتهم ومهامهم وأعمالهم ، وسنكون داعمين ومساندين لهم في مساعيهم، ونأمل أن تعمل
جميع المجالس الروحانية بدون تقاطعات اوخلافات ممكن أن تنعكس تأثراتها السلبية على الساحة المندائية والعلاقات المندائية ـ المندائية .
سيكون العمل مثاليا عندما يكون كل مجلس ممثلا حقيقيا لجمع المندائيين الذين يمثلهم بصورة حقيقية وفعلية ،حتى الوصول الى
توافق ولو في حده الأدنى للبدأ بمرحلة جديدة من العمل المشترك والموحد ، طالما جميعهم خادمي الكشطا وهدفهم الأسمى الحفاظ
على الشرشا .

لا يسعني إلاّ أن أقدم الشكر والثناء لكلّ من عمل بهمة على إنجاح تنفيذ وصايا ومقررات المؤتمرالسابع .
الأمر الذي يجب الاشارة اليه هو أن النجاح لن يتحقق على الأرض ، لولا العمل الجاد المثابر الذي قدمه العديد من المندائيات
والمندائيين للطائفة من داخل مؤسساتها ، أو من خارجها ، وهؤلاء يستحقون منّا تحية إجلال وإحترام وكل الشكر والتقدير،
وسوف لن ننساهم ، وسيستمر الإتحاد بتكريمهم ، كدليل على الشكر والعرفان لهم على خدماتهم خلال سنوات عطائهم، فبهم
ظلّت الطائفة صامدة ، قويّة ومتماسكًة. وبهم سنواجه التحديات ونبني مستقبل الطائفة.

كما أتقدم بالتهنئة والتبريك الى كافة المندائيات والمندائيين الذين قدموا الإنجازات العلمية خلال هذه السنة وللذين تخرجوا ونالوا
شهاداتهم العلمية وبكافة التخصصات ، إضافة الى المبدعين على المستوى الأدبي والعلمي والثقافي، وللباحثين في دراسة وفلسفة الدين المندائي .
إن نجاحاتكم وإنجازانكم هي نجاح للطائفة ، وإننا سنعلن لكم عن تكريم وتثمين لإنجازات المتميزين منكم حال إكتمال الإحصاءات .

ومن خلال رسالتي هذه أوجه دعوتي الى الجميع ، إلى بذل المزيد من الجهد ومن التنسيق وعلى مختلف المستويات، لتحقيق نجاحات
أخرى جديدة ، وصولاً إلى أهداف أخرى أكثر طموحاً ، خاصة وأنناّ أمام مرحلة تقتضي عملاً منظماً، من شأنه تعزيز مكانة
مؤسساتنا المندائية لضمان مستقبل أبنائنا ، والإستفادة من خبرة المؤسسات المندائية التخصصية مثل منظمة حقوق الإنسان
المندائية "محام"، التي أوصلت القضية المندائية الى أعلى المستويات العالمية، من خلال عملها المهني المنظم ، فيما يخص
قضايا اللاجئين المندائيين. إضافة الى النجاح الكبير الذي حققه مشروع الأيادي البيضاء ، مشروع الطائفة الإنساني الأول الذي قدم
الإسناد والدعم لمئات العوائل المندائية في العراق وإيران ودول الإنتظار ، فألف تحية وشكر وتقدير لكل المساهمين والداعمين لهذا المشروع.

المندائيات والمندائيون الكرام
لا شك أنكم تتابعون تفاعلات وتجاذبات السّاحة المندائية ، بين من يسعى صادقاً لتعزيز لغة الحوار البنّاء ، وبين من يرمي إلى زرع
بذور الشكّ والقلق في أوساط المندائيين . وإن إتحاد الجمعيات المندائية الذي لم يغيّر موقفه ، يدرك تمام الإدراك أنّ الاحتكام للحوار
ولغة العقل في كلّ القضايا هو السبيل الأسلم للحفاظ على المندائية وديمومتها ، السبب المباشر لديمومة وقوة مؤسساتها .
لهذا فإن سياسة الإتحاد ستبقى متواصلة في إطار هذه التوجهات ، لأنّها تحمل رؤى واقعية لخدمة الطائفة وأبنائها .
إن التحديات التي تواجهنا اليوم تحديات كبيرة ، لكن الإرادة في تخطّيها أكبر، ولهذا فإنني بهذه المناسبة أدعو الجميع مندائيات
ومندائيين ، للتحلّي بروح المسؤولية التّي تجعل (مصلحة الطائفة فوق المصالح الشخصية للجميع)، وإنني أؤكد على أن الإتحاد يؤمن
بالحوار والنقاش الهادئ، ولم يغلق أبوابه يوماً في وجه أية فكرة أو مبادرة تهدف إلى خدمة الطائفة وتعزيز مستقبلها ، مع التأكيد
على أننا لا نتعاطى مع الأمور بمنطق ازدواجية المعايير.

كما أود أن أنتهز هذه المناسبة لكي أستهجن السلوك الإعلامي الذي يمارسه البعض من المندائيين الذين تبنّوا لغة الخطاب
العدائي ، تجاه الإتحاد والعاملين المخلصين في مؤسساته .
خطاب يسّقّط من حساباته كلّ ما تحقّق من إنجازات وفي مختلف الميادين ، دون أدنى اعتبار لما يمكن أن ينجر عن مثل هذا
الخطاب من عواقب يعرف المندائيون نتائجها ، وأدعو إلى الكف عن المهاترات والاتهامات الفارغة ، والتفكير بما يخدم مستقبل الطائفة .

في الختام ، أتمنى أن تستمر نشاطاتكم الانسانية النبيلة كلٌ من موقعه لتعزيز مكانة الطائفة ، ولأجل ديمومة بقائها ،
والحي يحفظكم ويبقيكم.

أخوكم
حيدر يعقوب يوسف خصاف