في البدايه أود ان اطرح في هذه المقالة ألقصيره عن مبدأ متعارف عليه في الحياة الا وهو ألعمل في سبيل تحقيق الامل
ومن ثم سوف أتطرق الى المبدأ الاكثر شمولية وهو ألعمل من أجل تحقيق الامل الشامل
من الملاحظ ان هناك ميزات وفروق اساسية تميز بين اجيالنا السابقة والاجيال الحاليه فقد كان لمعظمنا امال واهداف
كنا نعمل جاهدين من اجل تحقيقها وكانت هناك معايير لكل منا تحرك مسيرة حياته وتوجهها في سبيل ا لوصول
الى تلك المقاصد بالرغم من وجود الكثير من المعوقات التي كانت تقف حائلا دون الوصول الى النتائج المرجوه
التي تم التخطيط لها الا ان الاصرار والعزيمه والمواصله كانت دائما هي المحرك والدافع لتذليل تلك العقبات
ومن الملاحظ ان الاجيال الجديده تعوزها تلك المعايير فتراهم يتخبطون في مسيرة الحياة دون اهداف محددة
فالكثير منهم لا يرغب في مواصلة الدراسه ويفضل العمل بدلا منه واخرين تراهم مرغمين على الاستمرار بالدراسه
دون نتائج مشجعه وبالتالي ترى هذه الاجيال تتخبط في مسيرتها
وفي سياق هذا الحديث تمر في بالي بعض من ذكريات الماضي التي تلقي الضوء على هذا الموضوع
عندما كنا أطفال عندما سألنا المعلم عن آمالنا في المستقبل فكان جواب البعض كلآتي :جعفر كان أمله أن يكون مهندساً وأصبح ومؤيد معلماً وأصبح أستاذاً في الجامعة وأحمد قال أملي أن أصبح شرطياً في باب الروضة حتى أخوّف الجهال وفعلاً أصبح عميداً في جهاز الإستخبارات العسكرية ؟! والزميل حسين جابر أجاب المعلم بانه يريد أن يصبح صياداً مثل ابيه وفعلاً أصبَحَ من الصيادين الماهرين المعروفين في شارع أبي نؤاس ومعظمنا حقق ماكان يأمل به(الآمال الصغيرة والكبيرة) سواءاً بشكل مباشر أو بطرق غير مباشرة صعبة تبعاً للظروف التي مر بها والمهم معظمنا كان يعمل لتحقيق الأمل وهذا سرنجاحنا --
ان تحقيق الامال الفردية شئ وتحقيق الاهداف والامال التي ترتبط بالمجتمع والشعب والوطن مسالة اخرى
والحديث هنا عن وطننا العراق فالكل يعرف ما يمر به هذا الوطن المبتلى من محنة كبرى تكاد ان تغير معالمه
وخارطته الاثنية والسياسية الى الابد ومن هذا المنطلق وبدات الأحزاب والمنظمات والطوائف تتحدَّث عن المعاناة وتشجب مايجري على الساحة العراقية فاقيمت الندوات والمؤتمرات واللقاءات وإلقيت الخطب وكان من نصيب أستراليا التظاهرات المستنكرة للتقسيم والإعتداء على العراق وشعبه وحرماته وتراثه وحضارته وقد حضرت واحدة من تلك الندوات وكان معظم المتحدثين متألمين حزينين لما يجري للعراق أرضاً وشعباً ومستاءين متشائمين من المستقبل الذي لاأمل فيه الذي ينتظر العراق وإذا باحد أخوتنا وهوالمهندُّس الشاعر فهيم عيسى السليم العراقي الأصيل يصدح بصوته ويقول كلي أمل في أن العراق سيسترجع عافيته وسيزيل الهمَّ ويكسح الضالين وسيتوحد بروابط أخوية قوية أقوى من السابق بعد أن مرَّ بالتجربة المرّة والكل فرح لهذا الأمل وأنا هنا أقول لتحقيق هذا الأمل يجب العمل من خلال الإعلام والتآخي الحقيقي وتقديم العون لشعبنا العراقي في كافة المجالات الممكنة وأملنا كبير في تحقيق الأمل المنشود في ترك الخلافات السياسية والدينية والطائفية والإنتباه لتوحيد صفوف الشعب العراقي وإلشراكه في الحكومة المرتقبة ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب دون تمييز ولا تحيّز ووضع المخلصين من أبناء الشعب في إدارة الدولة والعمل الجاد لتحقيق الأمل في توحيد العراقيين والخلاص من كل أزماته .