• Default
  • Title
  • Date
السبت, 18 نيسان/أبريل 2015

الماس ، معدن نفيس ومثير

  نزار ياسر الحيدر
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

ليس في الدنيا اثارة تداني اثارة لبس الماس ، الماس يحبه الرجال وتعشقه النساء حول العالم ، ولقد ظل دائما الاطراء الأمثل لجمال المرأة واعظم تعبير عن مكانتها المتميزة . وخلال آلاف السنين كان الماس اختيار العظماء والمشاهير ، ومنذ اقدم العصور كان مثار التنافس والتقدير لدى الملوك والأمراء ، لقد ألهب المشاعر بخواصه الساحرة الأخاذة وقيل انه يجلب حسن الحظ وله القدرة على الشفاء ، وفوق كل ذلك اعتبر عبر القرون اجمل الهدايا واكثرها جاذبية على الاطلاق .
ما أكثر الدلالات التي ارتبطت بالماس ، حتى ان الكثيرين يؤمنون بأنه كلما زاد نقاء الماسة وبريقها كلما زاد الحظ وحسن الطالع الذي تجلبه لمن يلبسها ، ومن حسن حظ النساء اليوم وبسبب التقدير المتزايد لجمال الماس انهن أصبحن قادرات على التحلي بالمصوغات الماسية التي كانت في الماضي القريب ابعد من احلام الكل بأستثناء بعض القادرات المحظوظات .

الماس ، وقد تخلق في فجر الزمان هو اقدم الحجارة الكريمة في مجموعتنا الشمسية، كثير من الماس ولد في اعماق الارض قبل مايزيد على ثلاثة بلايين سنة ، وهو اقسى مادة عرفها الانسان ، ما من مادة طبيعية تكافئ صلابة الماس الذي يزيد 2000 مرة عن صلابة الياقوت والزفير ، ويزيد 3000 مرة عن صلابة المادة المقلدة التي صنعها الانسان مثل الزركونيوم المكعب التي تعرف خطأ بالماس الأمريكي . ولأن الماس نادر جدا ومحير فالتنقيب عنه اصعب بكثير من التنقيب عن اي حجر كريم آخر ، والواقع انه كلما زاد حجم الماس كلما زادت ندرته ، ولهذا نجد ان ماسة وزنها ثلاثة قراريط مثلا بسبب ندرتها ، تكلف سبعة اضعاف ماسة بوزن قيراط واحد بنفس اللون والنقاء .
تتحدد قيمة الماس على عوامل اربعة مهمة يُطلق عليها بالانكليزية (C 4) وهي (الوزن Carat) و (اللون Color ( و (النقاء Clarity ) و (القطع Cut ) ولكل واحدة ميزة ودرجات ، فكلما ازداد الوزن تضاعفت القيمة والسعر ، وكلما كان اللون مائلا للصفرة كلما قلت القيمة والسعر ، وكلما كانت الماسة نقية وصافية كلما زاد وتضاعف سعرها ، وتنحدر قيمتها حسب نوع وموقع وشكل الشوائب بداخلها ، اما القطع فكلما كان منتظما حسب نسب معينة مثبتة تساعد على انتظام انعكاس الضوء داخل الماسة ولاتتشتت الاشعة كلما زادت قيمتها . كل هذه المواصفات تقاس بشكل نسبي محسوب بأجهزة دقيقة ونواظير مكبرة يتراوح تكبيرها بين 10- 20 ضعف تدخل الخبرة والمهارة والتخصص في تحديد هذه النسب لتقييم هذه المواصفات وتمازجها فيما بعض لتحديد ثمنها .
يعتبر الماس من الاحجار الخالدة حيث انه تكون من الازمنة السحيقة وسيبقى الى الابد . ومن هنا تاتي قيمته خاصة اذا علمنا ان مناطق تواجد الماس في العالم محدودة ولاتتجاوز الخمسة والعشرين منجما في جميع بقاع الارض وفي مناطق محدودة تسمى الانابيب ، حيث ان هذه الانابيب تتوغل الى عمق اكثر من 70 كيلومتر في اعماق الارض ، وان حركة تربة الارض في هذه الانابيب حاملا الماس ولآلاف السنين يخرج الماس الى مناطق قريبة من سطح الارض كأن الارض تهدي اثمن ماعندها للأنسان ، وهذا هو احد اسرار هذا المعدن الثمين الذي تكون من كرافيك تحت ظروف درجات حرارة عالية جدا او ضغط عالي جدا ولزمن طويل جدا ، ساعدت الكرافيك بالتحول الى ماس .
فلا تبتئس عزيزي القارئ اذا ماعرفت ان الماس اصله فحم او كرافيك كقلم الرصاص الذي نكتب فيه. لهذه الاسباب حاول الانسان ان يقلد الطبيعة ويكسر احتكارها لهذا المعدن الثمين المثير بتهيئة كل الظروف المطلوبة بتحويل الكرافيك الى ماس . فاخترع جهاز يستطيع رفع درجة الحرارة الى الحد المطلوب والضغط الى اعلى مايستطيع التحويل الى ماس وكرر المحاولات وكانت تجارب كبيرة ومعقدة حتى وصل الى حلول لتوفير كل الظروف ويختصر الزمن وكان دافعه في هذا السعي المحموم سباق التسلح خلال الحرب الباردة بين القطبين الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفيتي السابق ، وكان اشده خلال السباق في مجال حرب النجوم حيث سعى السوفيت لتهيئة مرايا لتثبيتها ولتغليف اجزاء من منظومة الصواريخ المثبتة في الفضاء لأفشال منظومة الليزر التي جهزت بها الصواريخ الامريكية لعكس هذه الاشعة فلم يجدوا افضل من الماس ، نعم الماس لحماية منظومة الصواريخ السوفيتية ، ولعدم امكانية تجهيز هذه الكميات الكبيرة من الماس الطبيعي ، نشط البحث عن اختراع وسائل لصناعة الماس وبكميات كبيرة لهذا الغرض وقد نجحوا في هذا المسعى ولكن بكلفة ثلاثة اضعاف سعر الماس الحقيقي !! وقد قبلوا بذلك مضطرين لحاجتهم له . فتصور عزيزي القارئ كم كانت تكلفة هذا البرنامج المدمر الخيالي .
ولكن لاتبتئسي ياسيدتي من انك قد تشترين ماسة في يوم وتكون هذه الماسة غير طبيعية صناعية ، لسببين مهمين اولهما ان الماس الصناعي فيه صفات الماس الطبيعي 100% وثانيهما هو انك اكيد قد اشتريتِ ماسة طبيعية 100% لسبب بسيط هو انه لايوجد تاجر غبي يبيعك ماسة بسعر اقل من كلفتها مرتين . ألم نقل انه معدن نفيس ومثير؟ حقا انه ذلك .

الدخول للتعليق

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014