• Default
  • Title
  • Date
الإثنين, 11 أيار 2015

مدخل الى مفهوم الارهاب وصناعة العنف

  امين كريم فرحان
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

الحلقه الاولى
لقد وردت مشتقات كلمة ( رهب ) عدة مرات في سور القران ، لتدل على معنى الخوف والفزع.
1. الاية 40 من سورة البقرة ، ( يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم واوفوا بعهدي اوفي بعهدكم وأياي فأرهبون . (
وتعني كلمة (( فأرهبون )) فخافوني من نقضكم العهد ولا تخافوا غيري .
2. الايه 116 من سورة الاعراف ،( قال القوا فكلما القوا سحروا اعين الناس واسترهبوهم وجاؤا بسحر عظيم).
وهنا تعني آسترهبوهم خوفوهم تخويفا شديدا .
3. الايه 154 من سورة الاعراف ، (ولما سكت عن موسى الغضب اخذ الالواح وفي نسختها هدى ورحمه للذين هم لربهم يرهبون. (
اي سبب رحمه للذين يخافون ربهم .
4. الايه 60 من سورة الانفال ، (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لاتعلمونهم الله يعلمهم ) .
وتكمل الايه 61 مضمون الايه 60 . (وإن جنحوا للسلم فأجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم ) .
وكلمة ترهبون تعني تخيفون .
5. الايه 51 من سورة النحل ، (وقال الله لاتتخذوا إلهين اثنين إنما هو اله واحد فأياي فأرهبون ) .
هنا فارهبون تعني خافوا عذابي
6. الايه 90 من سورة الانبياء ، ( فاستجبنا له ووهبنا له يحيى واصلحنا له زوجة انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا له خاشعين ) .
رغبا ورهبا تعني رجاء رحمتنا وخوفا من عذابنا .
7. الاية 13 من سورة الحشر ، ( لانهم اشدوا رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لايفقهون )
اشد رهبه تعني اشد تخويفا .
8. الايه 32 من سورة القصص ، ( وأضمم إليك جناحك من الرهب.. ) . اي من الخوف ،،،

كما وردت كلمة الرهبان في آيات أخر وتعني المنقطعين من العباده من النصارى .
ونجد في القران وفي الاحاديث النبويه بعض الكلمات التي تتضمن معنى الارهاب والعنف ، بمعنى استخدام القوة او التهديد لتحقيق اهداف معينه ، ومن هذه الكلمات ،، (القتل ، العقاب ، البغي ، العدوان . (
ان المتزمتين الاسلاميين يستندون في فهمهم للدين على افكار تجريديه وتبسيطات وخرافات ، تعكس التشوش الفكري لديهم في فهم التاريخ .
ويقينا انهم يستخدمون الاسلام ويتحدثون باسمه لاغراض سياسيه ، وانهم يتبعون منهجا مبنيا على تجريد النص الديني من مجموعة الظروف التي استوجبته ، وان هذه القوى ترمي الى تطبيق النص الديني حرفيا في ايامنا هذه .
وهذا يشكل مفارقه تاريخيه مأساويه ،،،
ان التزمت الديني ليس جديدا ، انه ظاهره تاريخيه ، وفي يومنا هذا كثيرا مايستند هؤلاء المتزمتون التكفيريون على نصوص وايات تدعوا الى استخدام العنف ضد الخصوم .
ومنها اية الجزيه واية السيف ، وفي المقابل يعتبر دعاة التسامح الاسلامي ان ماورد في تلك الايات هو استثناء لا قاعده.
تقول اية الجزيه 29 من سورة التوبه ، (قاتلوا الذين لايؤمنون بالله وباليوم الاخر ولايحرمون ماحرم الله ورسوله ولايدينون دين الحق من اللذين اتوا الكتاب حتى يعطوا الجزيه عن يد وهم صاغرون ) .
وتقول اية السيف الايه 5 من سورة التوبه ، ( فأذا انسلخ الاشهر الحرم فأقتلوا المشركين حيث وجدتوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فان تابوا واقاموا الصلاة واتو الزكاة فخلوا سبيلهم ان الله غفور رحيم ) .
ان وجود مباديء سمحه وفهمنا لها ضمن مرحلتها وحساباتها التاريخيه والاجتماعيه والسياسيه انذاك ، لايعني عدم ممارسة الارهاب والعنف غير المبرر من قبل الحكام المسلمين ضد معارضيهم
فقد لجأ هؤلاء الحكام الى حكم المسايفه لكي يسود الساحه ، وانه الخيار الديني الاوحد للتعامل مع الاخر وعبر تكفيره .
وقد يكون مجموع ضحاياهم من المسلمين اكبر من ضحاياهم غير المسلمين سواء من اهل الذمه او غيرهم من رعايا الدول غير الاسلاميه
ولقد برر الامويين بطشهم وارهابهم مستندين الى الفكر الجبري . فقد قال معاويه ..
( والارض لله ، وانا خليفة الله فما اخذت فلي ، وماتركته للناس فالفضل مني ) .
والكل يعرف ممارسات الحجاج بن يوسف الثقفي حيث كان له تاريخا اسودا حافلا بالقمع والبطش والجريمه ، لدرجة ان احد الفقهاء قال عن الحجاج ...
(( لو اتت كل امم الدنيا بأسوء مالديهم ، واتينا نحن بما قام به الحجاج لغلبنا كل امم الدنيا جميعا )).
وعلى نفس مسار الامويين سار العباسيين في التعامل مع خصومهم في ارهاب الناس لتثبيات حكمهم .
ويشير السيوطي في ( تاريخ الخلفاء ) الى ان ابو جعفر المنصور ( قتل خلقا كثيرا حتى استقام ملكه )
وفي العصور الاسلاميه شمل الارهاب افرادا وجماعات من داخل العوائل الحاكمه في العصرين الاموي والعباسي وايضا في حكم سلاطين الدوله العثمانيه .
ولقد كانت هناك فتاوى كثيره في فترات حكم العثمانيين تدعوا الى مباركة اعمال السلاطين الى درجه تبيح قتل اخوة السلطان وبعض ابنائه بحجة منع الفتن والتناحر .
لقد بلغ عدد الامراء الذين تم قتلهم في يوم واحد عند جلوس السلطان محمد الثاني (588 هجريه / 1456 ميلاديه )
40 اميرا ،،،،،،،،،،،،
وللتذكير في حقل ممارسة الارهاب عند المسلمين لابد لنا من ان نسترجع الذاكره في احداث وفاة السلطان مراد الثالث ( 982 هجريه )وخلفه ابنه محمد خان الثالث ،
وقتل هذا بمجرد اعتلائه العرش 19 فردا من اخوته وعشر جواري حاملات من ابيه ، وقتل اثنين من اولاده هو ..... ومع ذلك ظل الحديث عن هذا السلطان انه صالح عابــــــــــــــــد .......
نهاية الحلقه الاولــــــــــــــــى ،، يتبع في الحلقه الثانيه

الدخول للتعليق

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014