• Default
  • Title
  • Date
الثلاثاء, 30 حزيران/يونيو 2015

تحت ظلال السنديان الايطالي ...مقالات في الثقافة والفنون الايطالية

  عزيز ساجت
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

قراءة نقدية وافية
صدر للفنان والكاتب المندائي المبدع موسى الخميسي كتاب بعنوان ( تحت ظلال السنديان الايطالي ... مقالات في الثقافة والفنون الايطالية ) عن : مندائية للنشر والتوزيع ، الطبعة الاولى / 2015 .ب 436 صفحة ، تصميم الغلاف من قبل الفنان جودت حسيب .
من شجرة السنديان ( شجرة البلوط ) رمز القوة والقداسة ، إبتدأ مشوار كتابه الجديد ، ومن الثقافة الايطالية تناثر عبير صفحاته الملونة الزاهية مثل بريق حضارتها وتراثها الخالد ، تمثلت بمدنها العريقة - / بومباي / صقلية / بولويتا الايطالية / مركز الكنوز الثقافية ودار أول جامعة أوربية / اوستيا / فلورنسا او الزنبقة الحمراء- مدينة الفنان ميخائيل انجلو / مدينة بسورين / كيوزي - مدينة الفرح الانساني / مدينة مونتالشينو – مدينة الزخرفة والتراث والحضارة الراقية والابداع .
ومن هذه السلة الوردية الى مسألة الأدب الايطالي /أدب صقلية/ أدب صقلية الكبير باشا / البيرتو مورافيا على أخلاق القرن العشرين / الشاعر بافيزي / الشاعر مونتالي / المجموعة الشعرية الكاملة الكاتبة إلسا مورانتي وسوسات بربرية في زمن التمدن / إيطاليا تحتفل بشاعرها كوازيمودو / قصيدة مرثية الجنوب / كتاب جديد لإيتالوكا / مئوية ميلاد الكاتب اينياتسيوسيلوني أجبني ... رواية جديدة للروائية سوزانا تامارو / ايطاليا تحتفل بمئوية الكاتب دينو بوزاتي .
اضافة الى مجموعته القصصية الجديدة بعنوان – اللاسكالا ، وقد استقى موضوعاتها من الاخبار والريبورتاجات الصحفية التي كان يكتبها للصحيفة 1954- 1958.
وتناول بأسلوبه المُتميز الجميل عن ، المسرح ، السينما ، الفنون ، معالم وظواهر ، مع منوعات .
في مقدمة موجزة بقلم سمير غريب عنوانها ( المجد للنور ... والجحيم للنار ) تطرق فيها عن حضور الخزين الفكري لدى الكاتب حيث يقول : ( ... هذا الكتاب الممتع الثري بمادته وافكاره ، سياحة ثقافية في ايطاليا ، قام بها مثقف عربي يتمتع بحس فني مرهف وثقافة فنية متميزة ، والسياحة هنا بمعنى الانتقال بين الموضوعات بما ترتبط به من مدن وازمنة واجواء . اما الثقافة فتبدو عنده من خلال فروعها في الفن والادب والتاريخ والاثار ) .
الى قوله البديع : ( ... نجد نورا عراقيا مستحقا غير نيران هولاكو الجديد الذي احرق بغداد في ربيع الاعوام الاولى من القرن الواحد والعشرين فالمجد للنور ، والجحيم للنار ) . نعم دمرت بغداد بل العراق كله كما فعلها من قبل نيرون بحرق وتدمير روما ، لكن تبقى بغداد أم الفن والادب والحضارة وارض المقدسات كما بقيت روما الى اليوم .
لقد بدأ موسى الخميسي سياحته الايطالية من الحضارة الاتروسكية ، السابقة على الحضارة الرومانية وتوقف عند اهم معالم روما الشاخصة الى يومنا هذا ، فيها ( الكولوسيوم ) - حلبة الموت الرومانية - ، كان يستخدم للترفيه ووسيلة لكسب المال اضافة الى ابراز الطاقات الجسدية القوية التي يستفاد منها في مجالات الحرب والحراسة والاعمار ، وما لاحظناه في فلم المصارع (GLADIATOR ) بطل روما القائد ( ماكسيموس ) ، قام بدور البطولة فيه الممثل النيوزلندي ( راسل كرو ) الذي فاز ب ( 5 ) جوائز اوسكار في المهرجانات السينمائية العالمية ، وحتى قبر الجندي المجهول ، مرورا بكنيسة سيستيا الفريدة في العالم كله وبساحة نافونا ، وذهب الى فلورنسا عاصمة عصر النهضة الاوربي كله وليس ايطاليا فقط ، وافرد مقالات لفنون عصر النهضة ، ومن الساحة في التاريخ الى السياحة في السنما والمسرح والفنون والادب .
ايطاليا ذات الحضارة الرومانية التي اشرقت الفن والفلسفة والعلم والمعرفة والحضارة الى جميع انحاء العالم ، كفانا القول ان ابنها الوليد دانتي اليجيري آبان النهضة الاوربية وصاحب ( الكوميديا الالهية ) الخالدة ، والذي قال عنه الفيلسوف الالماني فريدريك نيتشه ان : ( دانتي اليجيري وشكسبير ) اقتسما العالم ولا ثالث لهما .
لقد ركز كاتبنا المقتدر على الفن الايطالي في عصر النهضة ورواده ، ليوناردو دافنشي كأعظم رمز للطموح العالمي والمعرفي في ذلك العصر ، كان جّل همه على تطبيق مبدأ علم المنظور والابعاد الثلاثة والتوليف بين العمارة والانسان والطبيعة، بين الغيبي والواقعي ، الخيال والعلم ، الجمال النبيل في الوجوه ووضعياتها وحركة الايدي والذوق الرفيع في التجانس الجمالي والروحي بين مجمل عناصر الحدث والمشهد التشكيلي ككل بما يتوافق والموضوع الديني المقدس : الملاك – العذراء – الطبيعة الثالوث يمجد الخالق ، والموضوع الديني كما وصفها كاتبنا القدير وصفا دقيقا من خلال كتابه هذا ، واهتمامه ايضا على النافذة المفتوحة في الاعمال الفنية عند دافنشي المرتبطة ارتباطا وثيقاً بنظريته حول الضوء والظل .
لقد وصَف دافنشي ب ( مُعلم المُعلمين ) كان رساما وباحثا بدراسته وتصويره لمختلف آثار الضوء والظل المتغيرة نتيجة تغيير المكان الذي ينبعث منه الضوء وطبيعة ذلك الضوء ، كما كان ملاحظ في لوحته ( العذراء بينوا ) ولوحة العشاء الاخير للسيد المسيح .
ان رواية شيفرة دافنشي للمؤلف الامريكي (دان براون) التي نشرت عام 2003م وهي رواية تشويق وغموض بوليسية خيالية تمزج الفن بالاسطورة ، تحولت الى فلم سينمائي يحمل نفس الاسم ، والذي يمثل كشف الرموز المفقودة في لوحة دافنشي في عام 2006م ، للمخرج العالمي رون هاوارد ومن بطولة ( توم هانكس ) ، وتدور احداث هذه الرواية حول اختراعات واعمال الفنان ليوناردو دافنشي الفنية الرائعة .
ياخذنا فنانا القدير الى عالم اخر عالم الحب والعشق والرومانسية ، عالم فالنتينا الراهب ، عالم السعادة ، عالم التضحية ، كان القس فالنتينوا أبا العشاق ، الذي قدم حياته ثمناً للمبادىء الانسانية النبيلة التي يحملها ، كان يعيش في احدى ضواحي روما القديمة أواخر القرن الثالث الميلادي تحت حكم الامبراطور الروماني ( كلاوديس الثاني ) الذي اصدر أمر بمنع زواج جنود امبراطوريته الذاهبين الى الحرب ، ويمثل اعدامه يوم العشاق احتفاءا بذكراه الخالدة .
في الخاتمة : هذه الرسالة الصادقة التي خطت بأنامل الكاتب المبدع محمود الحفيان قائلا :...، فالصديق موسى الخميسي مثلما عرفته يعمل على تأصيل حوار الاجوار وتعاونهم وتآنسهم بالتعارف وعلى استئصال شآفة المكر ، الذي لا يعرف كرما ، والتناكر الراكن الى الارض .. تلك هي الرسالة التي لا يجب ان تغيب عن ذهن القارىء لانها نجم اهتداء لا يعرف الافول لدى كاتبنا وهي الكنز الذي جاء به من بغداد - اثر دراسته لعلم الاجتماع - بعد ان حفظته له الثقافة العربية وحافظ هو بدوره عليه طيلة هذه السنين ؛ اعني درس مقدمة ابن خلدون في التعايش السليم والسلمي بين الناس .
تحية وامتنان الى كاتبنا وفنانا القدير على هذه الهدية الرائعة التي قدمها الى محبي الفن والادب والثقافة والتراث والحضارة في كل مكان والمعبرة عن سمو اخلاقه فوق سيل المعاناة .

الدخول للتعليق

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014