أَود بــدايةً أَقــول أَيها الإِخوةُ لا يـغيب عـن بالنا إِنَّ مـواقع الأَنترنيت المندائية هي قَـنـواتٌ وُجِــدَتْ بالأَساس وبالحريةِ المتاحة للإِنسان في دول اللجوء كوسيلـةٍ للتواصلِ والتفاهم وتقويةِ اللُّحمـةِ بين جميع أَبناء الطائفةِ المندائية
دون تـمييز ، للتعبير عـن مشاعـرهم وتطلعاتهم وأُمنياتهم ، بمختلفِ أَساليب التعبيرِ ، سواء كانت موضوعاتهم بسيطةً أَم ذات مستوىً عـالٍ من الجودةِ ، نثراً أَم شعراً .. فـحرية التَّـعبير للإِنسان المندائي كماهي لغير المندائي تتنافى
تماماً مع وضع الشروط والقيود والرقابةِ ، ولـغة التعبيرتكون غير مقبولةٍ وتنال الشَّجب والإِستنكار في حالةٍ واحدةٍ فقط إِذا كان فيها خـروجاًعن الإِحترام وتحتوي الإِساءَةَ للآخـرين .. إِنَّ حـرية الكتابة في هذهِ المواقع
بالتأكيد ليست حِـكراً على الـنُّخبةِ عاليةِ الثقافةِ ، بل هي لكلِّ الإِخوةِ المندائيين بمختلفِ مستوياتهم الثقافية والفكرية ، للعامل والطالب والموظف البسيط كماهي للأُستاذ والطبيب والمهندس والمفكر الكبير .. كـلٌ مـنّـا يستطيع أَن يَـمنعَ نـفسَهُ من قـراءةِ أَيَّ مـوضوع لا يستسيغه ولكن ليس من حقهِ أَن يـمنعَ أَحـداً من الكتابةِ والـتَّـعبير ( أَعطني حـريَّتي واطلقْ قَلمى ) ـ فالموضوع الذي لايعجبني ولا يعجبك ، لـكنه يـعجبُ وينال استحسان أُخـوة آخرين ، فلماذا يُـحرمون من هـذا الحق .. فـمسأَلة قبولنا للموضوعات أَو عـدم قبولنا لها هي مسأَلةٌ نسبية ، تتعلَّقُ بالمزاج والمستوى الثقافي ، فكيف
نـريد للناس أَن يكونوا بمستوى واحـد ؟ ! كيف نجعلهم في قالبٍ واحـد ؟
فياأُخوة ، لِـمَ نـفرض على بعضنا البعض قيوداً في طـرقِ الكتابةِ والتَّعبير
عـن أَفكارنا ، وأَهـدافنا ومشاعـرنا ما دامت تصبُّ جميعها بالنهاية في نهرٍ ثقافي يرتوي منه الجميع ، فالكلُّ ينهلُ من الكل .. لماذا لا ندع شبابنا من الجنسين يكتبون في شتى الأَصناف الأَدبية والفكرية ، يُـعَـبِّـرونَ فيها عن مشاعرهم ورؤاهم وما يختلج في نفوسهم من هموم وآلامٍ خَـلَّفتها لنا جميعاً
المحنة القاسية التي تـمـرُّ بها طائفتنا المعـذَّبة المظلومة من تشتت وضياع
في أَجـواء الغـربة ، نعم لماذا نضع العراقيل أَمام جـيلـنا الـفَــتِـي ، ونـتَصيَّـد الأَخطاءَ لهم لكي نُـثَـبِّـط لـهم الـعزائم ونقتل البراعم الأَدبيةِ وهي في أَكمامها
قبل أَن تتفتح وتُــزهِــر؟ ! نـعم فـلنشجِّع ونـرعى هـذهِ النشاطات الأَدبية
الـشّابةِ ، دون مُـثَبـِّطات السخرية والإِنتقاص ، وتـصّـيِّـد الأَخطاء وغـرس حالة
الخوف والتردد من الكتابةِ عـندهم .. أَنت تكتب وأَنا أَكتب وكـل أُخـوتنا يكتبون ، كـلٌ حـسب ثقافته وعـمره في الكتابةِ .. نعم الكل لـه الـحق أَن يكتب
ويـُـعَـبِّـر ، فالكتابة ليست حكراً على فئةٍ مـختارة أَنـزلها الله من عليائِه ، ولكن على شرط أَن يكون اسلوبنا وهـدفنا في الكتابة بعيداً عـن لغة
.. السباب والتَّـسقيط ، والغرور والتعالي ، و لا يـصح إِلاّ الصَّحيح