• Default
  • Title
  • Date
السبت, 07 كانون1/ديسمبر 2013

أنين العراقيين

  ماجد سعيد
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

قبل الإحتلال البريطاني للعراق سنة1914  يحكى كان رجل يلقب بأبي المراجل( لشجاعته ومروؤته وتعني أبو الرجال) يعيش مع عائلته وأهله في إحدى القرى في جنوب العراق وكان من شدة بأسه وقوته يخاف منه حتى الإقطاعي صاحب الأرض وحاول مرات عديدة للتخلص منه ولكن محاولاته فشلت ورضخ للأمر وإستدعاه ليكون الحارس الأول والمرافق له ويجزيه خيراً كثيراً وقبل أبو المراجل الصفقة بشرط أن لايعتدي على أبناء قريته بل يحميهم وقبل الشيخ وذاع صيته آنذاك لنبله وبسالته في الدفاع عن أهله وأبناء عشيرته التي تتباهى به وبمراجله  وعند الإحتلاال الإنكليزي الدنيء للعراق أبلى أبو المراجل بلاءاً حسناً ودافع عن أرضه وعرضه بكل شجاعة وذوَّق الإنكليز وجيشهم المرارة وفي كل يوم كان المستعمرون الإنكليز ومن معهم من الخونة لشعبهم يحسبون ألف حساب لأبو المراجل دون الوصول إليه ولم يمر يوم على الجيش المحتل دون عقاب من أبي المراجل ( دَوَّخهم ) ولكن ذوي النفوس الضعيفة والذين يعشقون الذل والهوان كان لهم رصيداً قذراً في خيانة أبي المراجل حيث وشوا به وأخبروا الإنكليز عن مكانه وأوقات تواجده فأمسكوا به ونال من العذاب والضرب وقتلوا زوجته حبيبته ودمروا بيته وشتتوا إخوته وأبناء عمومته لإضعافه وإستمر التعذيب لكي يعترف عن زملائه المشاركين في ضرب الإنكليز ولكن أبت نفسه لأن يشي بأيي واحد منهم لذا نال المزيد من التعذيب والإضطهاد داخل السجن وإستمرت الحالة حتى هزل جسمه وإنهارت قواه البدنية ولكن نفسه بقيت أبية ولم يستسلم لهم وهذه كانت مرجلة من مراجله العظيمة وبعد أن تمرَّض وضعف بدنه أطلقوا سراحه ولكن بحالٍ لايقوى حتى على الحركة البسيطة أو يرد على من يعتدي عليه  .... وراحت السنين تمر وثار الشعب العراقي البطل في الرابع عشر من تموز 1958  المجيدة ضد الطغاة والمستعمرين وإذا بأبي المراجل أحد الثوار الشجعان الثائرين بعد أن إستعاد عافيته وضمَّد جراحه !!!! فأبو المراجل لم يكن جباناً خلال تلك الفترة ولكن مالاقاه من تعذيب وحرمان وفقدان لعائلته جعلته لايقوى حتى على الرد ولكنه يبقى أبو المراجل والنخوة والصبر وعندما لملم جراحه وقوي بدنه عاد ليكون مع الثوار الأبطال !!! هذا هو الشعب العراقي البطل لقد مر ت عليه مظالم ونكبات : حروب دامية طويلة ، ثورات وإنقلابات ، حصار بشع من أمريكا وحلفائها ، إضطهاد سياسي ديني وقومي ، تشريد داخل وخارج الوطن ، سرقة ثروات الشعب ، غسل العقول ومحاربة كل القيم والأخلاق الحميدة والثقافة التي يتمتع بها الشعب العراقي ، حرمان المرأة من نيل حقوقها ، إذلال المثقفين والسياسيين والعسكريين الكبار وتقييد حرياتهم ووضعهم تحت سيطرة وإمرة ناس غير كفوئين بالمراكز والإدارة والتخطيط  ووضع مستقبل البلاد تحت أيادي وعقول غير أمينة !!! هذا الضيم كله مرَّ على شعبنا ومع هذا نطالب الشعب العراقي النبيل أن ينهض الآن ؟؟ شعب العراق الآن مريض ويئن من الآلآم الكبيرة الكثيرة المدمرة وكالغرقان يريد الإمساك بقشة الخشب عساها أن تنقذه من الغرق فتراه يقبل بالموجودعساهم ينقذوه من آلامه وأنينه— كان يحلم بالسلام والأمان والحرية والديمقراطية وتصوَّر ( أمريكا) ستجلب له ماكان يريد وستحقق ما كان يتمنى ولكن سرعان ما تبددت كل أحلامه  بل إزدادت نكباته وتعمقت جراحاته - ولكن الويل وكل الويل من الإستمرار بالعبث بهذا الشعب الثوري المعروف بعدم خناعته وإذلاله فسينهض يوماً ما وسيرجع أبو المراجل من جديد بعد أن يسترد عافيته وحتماً سينتبه وسينهض بقوة ويحطِّم كل ماهو مستبد وظالم وسارق وجاهل وعميل وخانع لقتلة شعبه !!! قرأت مرة عن لقاء أو مراسلة بين العلامة الدكتور مصطفى جواد والأديب الدكتور طه حسين حيث كتب د. طه  : لماذا شعبكم العراقي كثير الثورات والإنتفاضات بينما تجد شعبنا المصري قليل الثورات ؟؟؟  فأجابه د. مصطفى بأن الشعب العراقي شعب ثوري لايقبل الهوان والذل مهما كان الحكام وبطشهم وأعوانهم بينما الشعب المصري الشقيق شعب بسيط وقنوع راضي بنعمته وساكت ؟؟ [ خلي يشوفون الشعب المصري البطل بيعمل إيه الآن ] وأنين الشعب العراقي له حدود وستنتهي وحتماً سينهض .

 

الدخول للتعليق

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014