• Default
  • Title
  • Date
الأحد, 01 أيار 2016

كورَلّي، شيخ موسيقيي زمانه

  ثائر صالح

لا يتكرر اسم أركانجلو كورَلّي (1653 – 1713) كثيراً في الوقت الحاضر، ألا أنه كان في زمانه أشهر المؤلفين قاطبة. فهو عازف كمان بارع ومربي ماهر اخترع ما يسمى بـ "كونشرتو غروسّو"، وهي شكل خاص من أشكال الكونشرتو، عندما تتبارى مجموعة من الأدوات الموسيقية مع باقى الاوركسترا، لكن ليس مثلما يحدث مع الأدوات المنفردة، بل كمجموعة موسيقية واحدة في مقابل باقي الاوركسترا. أسهم كذلك في تطوير شكل السوناتا وموسيقى الحجرة على العموم بشكل كبير. وتتجلى أهمية كورَلّي كذلك في نشاطه التربوي، فإليه يعود الفضل في تعليم عدد كبير من الموسيقيين فنون العزف على الكمان ليصبحوا عازفين وموسيقيين مشهورين مثل فرانشسكو جمنياني (1787 - 1762) وبييترو لوكاتلّي (1695 – 1764) وبييترو كاستروتشي (1679 – 1752) وكلهم من الموسيقيين الكبار الذين ألفوا للكمان أعمالاً جميلة وخالدة.
أثر كورَلّي على كل معاصريه من الموسيقيين وحتى على الجيل التالي، ومنهم هندل الذي ألف كونشرتات غروسّو على النمط الذي ابتكره كورَلّي، وقد التقى هندل وكورَلّي سنة 1708 في نابولي (حينها عزف هندل بعض أعماله وقاد الفرقة وقتها الساندرو سكارلاتّي). وحول باخ بعض أعمال كورَلّي لتعزف على الاورغن. ألف له الموسيقار الفرنسي كوبران خصيصاً عملاً موسيقياً في مديحه، وهو سوناتا لثلاثة أصوات.

12 كونشرتو غروسّو عمل رقم 6 (فابيو بينودي وفرقة أوروبا غالانته)


https://www.youtube.com/watch?v=UNsrdjzLrzM

12 سوناتا للكمان عمل رقم 5 (أندرو مانزي وريتشارد إيغار)


https://www.youtube.com/watch?v=M5ce15s4NYc

كوبران: في مديح كورَلّي


https://www.youtube.com/watch?v=YOxch7loIHM

 

في رحاب الموسيقى

Thaier Salih

 

مقالة أسبوعية (كل سبت)
بقلم ثائر صالح

 

شرعت في كانون الأول 2010 بكتابة مقالات اسبوعية عن المقطوعات الموسيقية التي أحبها، والتي أود أن يشاركني متعة الاستماع اليها أصدقائي ومعارفي متذوقي الموسيقى والمجموعة المندائية على الانترنت الياهو الذين أرسلت اليهم هذه الكتابات القصيرة بهيئة رسالة بالبريد الألكتروني. ثم اتفقت مع صحيفة المدى البغدادية على نشرها كزاوية اسبوعية في صفحة ثقافة، فأصبحت لي زاوية صغيرة فيها بعنوان موسيقى السبت منذ خريف 2011.

ولا أخفي سروري لهذه الفسحة في النشر والتوسع في نشر هذه الكتابات القصيرة المتنوعة، إذ أعتبر هذا مجهوداً بسيطاً أُسهم به في إشاعة مفاهيم الجمال ومقاومة انتشار القبح والسطحية والفن الركيك مقابل تراجع مساحة الفن الرصين في كل المنطقة العربية. وقد سعيت إلى أن تكون هذه الكتابات واضحة وبسيطة، وتحوي أقل قدر من المصطلحات الموسيقية التخصصية التي حاولت شرحها بطريقة مبسطة ومفهومة. وقد استعملت في كتاباتي التسجيلات الموسيقية الموجودة على الانترنت، وبنيت هذه الكتابات حول الأعمال الموسيقية المتميزة.

قراءة المزيد