• Default
  • Title
  • Date
السبت, 21 أيار 2016

فنلانديا

  ثائر صالح

فنلانديا هي قصيدة سيمفونية ألفها الموسيقار القومي الفنلندي الكبير جان سيبيليوس (1865 – 1957)، تعد بين أشهر أعماله. أتحدث عنها اليوم بسبب المفارقة "القومية" في الموضوع. لأن سيبيليوس فنلندي الجنسية لكنه ينتمي إلى القومية السويدية. فالساحل الغربي لفنلندا تسكنه منذ زمن طويل أقلية سويدية صغيرة العدد تشكل اليوم نحو 6% من سكان فنلندا. في الحقيقة نجد بين أسلاف سيبيليوس أجدادا فنلنديين وسويديين، لكن لغته الام وتربيته كانتا سويديتين. فهو لم يبدأ تعلم اللغة الفنلندية إلا في سن الثامنة. لكن سيبيليوس يعد في نفس الوقت أهم الموسيقيين القوميين الفنلنديين. وحقيقة لا يوجد تعارض هنا سوى لدينا نحن العراقيين والعرب بصورة عامة، بسبب طغيان التفسير المشوه للقومية خلال العقود الماضية وخلق فجوة أو حتى تعارض بين القومية والوطنية. لأن سيبيليوس كان فنلنديا بالدرجة الأولى، والانتماء الاثني عنده لا يعلو على انتمائه الفنلندي بحكم الجنسية.

ولد باسم يوهان يوليوس كريستيان سيبيليوس، وكان أقرانه يسمونه يان أو يانّه (على الطريقة السويدية)، لكنه بدأ يستعمل اسمه بصيغة جان الفرنسية حتى الأخير.

ألف سيبيليوس هذا العمل "القومي" في الفترة التي كان القيصر الروسي نيقولاي الثاني يهدد بتقليص صلاحيات دوقية فنلندا الكبرى. وتنتمي القصيدة السيمفونية إلى ثمان "لوحات" موسيقية تصور التاريخ الفنلندي، قدمت مع سيمفونيته الاولى سنة 1899 دعماً لصحيفة فنلندية اغلقت بسبب انتقادها السلطات القيصرية، وآخر اللوحات كانت بعنوان "فنلندا تستيقظ" حازت نجاحاً كبيراً فأصبح سيبيليوس بطلا قومياً فنلنديا على الفور. أجرى سيبيليوس بعض التغييرات على هذه القطعة لتصبح القصيدة السيمفونية التي نعرفها اليوم باسم فنلانديا. لم يعدها المؤلف أفضل أعماله، لكنها بالتأكيد أشهرها بسبب شحنتها القومية. ولعل كونشرتو الكمان أو سيمفونياته أو متتابعاته وقطعه القصيرة الاخرى تفوق فنلانديا في أهميتها.

×××××××××××××××××××××××××××××

فنلانديا

https://www.youtube.com/watch?v=5pQMW8UQYZw

 

كونشرتو الكمان:

https://www.youtube.com/watch?v=YsbrRAgv1b4 

من أعمال سيبيليوس الجميلة Andante festivo

https://www.youtube.com/watch?v=7VRw9N9OlPo 

إلى اللقاء السبت القادم

في رحاب الموسيقى

Thaier Salih

 

مقالة أسبوعية (كل سبت)
بقلم ثائر صالح

 

شرعت في كانون الأول 2010 بكتابة مقالات اسبوعية عن المقطوعات الموسيقية التي أحبها، والتي أود أن يشاركني متعة الاستماع اليها أصدقائي ومعارفي متذوقي الموسيقى والمجموعة المندائية على الانترنت الياهو الذين أرسلت اليهم هذه الكتابات القصيرة بهيئة رسالة بالبريد الألكتروني. ثم اتفقت مع صحيفة المدى البغدادية على نشرها كزاوية اسبوعية في صفحة ثقافة، فأصبحت لي زاوية صغيرة فيها بعنوان موسيقى السبت منذ خريف 2011.

ولا أخفي سروري لهذه الفسحة في النشر والتوسع في نشر هذه الكتابات القصيرة المتنوعة، إذ أعتبر هذا مجهوداً بسيطاً أُسهم به في إشاعة مفاهيم الجمال ومقاومة انتشار القبح والسطحية والفن الركيك مقابل تراجع مساحة الفن الرصين في كل المنطقة العربية. وقد سعيت إلى أن تكون هذه الكتابات واضحة وبسيطة، وتحوي أقل قدر من المصطلحات الموسيقية التخصصية التي حاولت شرحها بطريقة مبسطة ومفهومة. وقد استعملت في كتاباتي التسجيلات الموسيقية الموجودة على الانترنت، وبنيت هذه الكتابات حول الأعمال الموسيقية المتميزة.

قراءة المزيد