• Default
  • Title
  • Date
الأحد, 24 تموز/يوليو 2016

سكارلاتّي الأب

  ثائر صالح

كتبت ذات يوم عن المايسترو الإيطالي دومينيكو سكارلاتّي (1685 - 1757) الذي اشتهر بكتابة عدد كبير من سوناتات الهاربسيكورد (تشمبالو، سلف البيانو) زاد عن خمسمئة، وقلت أنه متفرد في هذا الانجاز إذ لم يكن قبله ولم يأتي بعده من ألف سوناتات بيانو(تشمبالو) في جمال وأناقة ورقة تلك التي ألفها سكارلاتّي. أما اليوم فقد حان الوقت للكتابة عن أبيه، الساندرو سكارلاتّي (1660 - 1725) الذي كان موسيقياً كبيراً اشتهر بأعماله الأوبرالية والكانتاتات (الأعمال الغنائية القصيرة). يعد الساندرو واحداً من مؤسسي الأوبرا النابوليتانية التي تعد نقطة البداية في فن الأوبرا الحديث حيث ابتدأ الاهتمام بإبراز العواطف والأحاسيس وتوظيف الموسيقى في خدمة هذا الاتجاه.
ولد الساندرو في باليرمو بصقلية، وانتقلت العائلة في 1672 على روما حيث درس هناك. ويعتبر أحد تلاميذ الموسيقار العظيم جاكومو كاريسّيمي (1605- 1674) في روما. بعد نجاح أولى أعماله الاوبرالية انتقل للإقامة في نابولي، حيث تأسس هناك ما يسمى بالمدرسة النابوليتانية في الموسيقى، وضمت أسماء رنانة مثل ليوناردو ليو وليوناردو فيتشي وجوفاني باتيستا برغوليزي العبقري الذي مات قبل الأوان. وكانت إحدى أخوات سكارلاتّي مغنية ناجحة، ويبدو أنها كانت جميلة كذلك، فقد أصبحت عشيقة أحد نبلاء نابولي. ولربما ساعد هذا أكثر في نجاح اوبرات الساندرو.
يعد الساندرو سكارلاتّي من أعضاء نادي المؤلفين غزيري الانتاج، فقد ألف 40 اوراتوريو (اوبرا دينية) و115 اوبرا بقيت منها 36 فقط، بالإضافة إلى 700 كانتاتا مع عدد ضئيل من الأعمال الموسيقية الصرفة. وتعد الكانتاتات من أهم إنجازاته، فقد تمكن من صقل هذا الشكل الذي كان دنيوياً عنده، ليصل به إلى الذروة التي تلقفها منه المؤلفون اللاحقون، مثل هندل. أما باخ فقد طوعها لخدمة الكنيسة البروتستانتية وحلق بها إلى ذرى أبعد وأعلى.

××××××××××××××××××××××××××××

كانتاتا الأشباح الصامتة والشمس

https://www.youtube.com/watch?v=tHQ62JMtlwU

 

كانتاتا الميلاد الريفية

https://www.youtube.com/watch?v=crLp_DFCk5w

 

ولمن له الوقت والصبر لسماع اوبرا تمتد لثلاث ساعات، هذه اوبرا تلماكو
https://www.youtube.com/watch?v=_mx1108NGpc

 

في رحاب الموسيقى

Thaier Salih

 

مقالة أسبوعية (كل سبت)
بقلم ثائر صالح

 

شرعت في كانون الأول 2010 بكتابة مقالات اسبوعية عن المقطوعات الموسيقية التي أحبها، والتي أود أن يشاركني متعة الاستماع اليها أصدقائي ومعارفي متذوقي الموسيقى والمجموعة المندائية على الانترنت الياهو الذين أرسلت اليهم هذه الكتابات القصيرة بهيئة رسالة بالبريد الألكتروني. ثم اتفقت مع صحيفة المدى البغدادية على نشرها كزاوية اسبوعية في صفحة ثقافة، فأصبحت لي زاوية صغيرة فيها بعنوان موسيقى السبت منذ خريف 2011.

ولا أخفي سروري لهذه الفسحة في النشر والتوسع في نشر هذه الكتابات القصيرة المتنوعة، إذ أعتبر هذا مجهوداً بسيطاً أُسهم به في إشاعة مفاهيم الجمال ومقاومة انتشار القبح والسطحية والفن الركيك مقابل تراجع مساحة الفن الرصين في كل المنطقة العربية. وقد سعيت إلى أن تكون هذه الكتابات واضحة وبسيطة، وتحوي أقل قدر من المصطلحات الموسيقية التخصصية التي حاولت شرحها بطريقة مبسطة ومفهومة. وقد استعملت في كتاباتي التسجيلات الموسيقية الموجودة على الانترنت، وبنيت هذه الكتابات حول الأعمال الموسيقية المتميزة.

قراءة المزيد