• Default
  • Title
  • Date
السبت, 07 تشرين1/أكتوير 2017

هايدن الأخ

  ثائر صالح


للموسيقار الكلاسيكي النمساوي العظيم فرانس يوزف هايدن (1732 – 1809) أخ أصغر منه، كان موسيقياً بارعاً هو الآخر لكن شهرة يوزف غطت على شهرة أخيه الصغير لدرجة كبيرة. ولد يوهان ميخائيل هايدن في قرية روراو سنة 1837، حيث عمل ابوه في صناعة العجلات وكان موسيقياً هاوياً متحمساً يؤدي الموسيقى الشعبية، وعلم نفسه العزف على الهارب ودرّب أبناءه على الغناء. لذلك انتقل كلا الولدين الى فيينا للغناء والدراسة في كورس كاتدرائية القديس سطيفان – وهي نفس الكاتدرائية الرئيسية التي نراها اليوم في مركز مدينة فيينا. كان ميخائيل يحصل على دخل إضافي بمساعدة عازف الاورغن في الكاتدرائية والحلول محله عند الحاجة عندما بلغ سنه الثانية عشرة. ويقال أنه قدم أعمالاً من تأليفه خلال تلك الفرص. ترك الكورس بعد بلوغه، إذ يتغير صوت الأولاد عند البلوغ ولا يعود مناسباً للغناء لفترة، فعمل في مدن مختلفة قبل أن يحصل على وظيفة في زالتسبورغ ليبقى فيها 43 سنة، تعرف خلالها على موتسارت وعائلته، وكان فولفغانغ يقدر أعمال ميخائيل الموسيقية كثيراً. كان الموسيقار الألماني الرومانتيكي كارل ماريا فون فيبر والنمساوي انتون ديابلّي من بين تلاميذه في زالتسبورغ. ألف خلال عمله في زالتسبورغ نحو 350 عملا موسيقياً، بينها 43 سيمفونية و 12 كونشرتو لمختلف الأدوات، بعضها ثنائية في تجميع نادر لأدوات مختلفة، مثل الأورغن والفيولا أو الهورن والترومبون. ألف كذلك مجموعات من الرقصات (منويت) والمارشات، و19 رباعية و3 باليات. لكن أهم جزء من عمله هو الأعمال الدينية الغنائية، منها 47 قداساً و 7 أوراتوريات و19 من الأناشيد. وكان أخوه يوزف يعتقد أن الأعمال الدينية لميخائيل أفضل من أعماله.
هناك بعض الأعمال التي نسبت الى مؤلفين أخرين تبين لاحقاً أنها من تأليفه، مثل سيمفونيته رقم 37 في صول الكبير كانت تعد السيمفونية رقم 25 لموتسارت، وعلى العموم، تأثر موتسارت بأعمال هايدن الأخ. وله رباعية وترية نسبت الى أخيه يوزف هايدن.
في ظل شهرة فرانس يوزف هايدن، أبو السيمفونية الكلاسيكية ومجترح الرباعية الوترية، لا يزال حظ أخيه ميخائيل في الشهرة والتعامل مع تراثه الموسيقي بالشكل الذي يليق بفنه ومكانته الفعلية بعيداً عن المكان الذي يستحقه.

×××××××××××××××××××××××××××××× ××××××××××××××××××
كونشرتو للأورغن والفيولا

https://www.youtube.com/watch?v=uK1UZgYPk1E

سيمفونية رقم 39
https://www.youtube.com/watch?v=w2vBQiLx6tU

كونشرتو كلارينيت
https://www.youtube.com/watch?v=vZqimeUqMw0

أداجيو للهورن والترومبون
https://www.youtube.com/watch?v=xTEeGxjKd-w

ماغنيفيكات لخمسة أصوات
https://www.youtube.com/watch?v=_C1ZctsSMPE

 

 

في رحاب الموسيقى

Thaier Salih

 

مقالة أسبوعية (كل سبت)
بقلم ثائر صالح

 

شرعت في كانون الأول 2010 بكتابة مقالات اسبوعية عن المقطوعات الموسيقية التي أحبها، والتي أود أن يشاركني متعة الاستماع اليها أصدقائي ومعارفي متذوقي الموسيقى والمجموعة المندائية على الانترنت الياهو الذين أرسلت اليهم هذه الكتابات القصيرة بهيئة رسالة بالبريد الألكتروني. ثم اتفقت مع صحيفة المدى البغدادية على نشرها كزاوية اسبوعية في صفحة ثقافة، فأصبحت لي زاوية صغيرة فيها بعنوان موسيقى السبت منذ خريف 2011.

ولا أخفي سروري لهذه الفسحة في النشر والتوسع في نشر هذه الكتابات القصيرة المتنوعة، إذ أعتبر هذا مجهوداً بسيطاً أُسهم به في إشاعة مفاهيم الجمال ومقاومة انتشار القبح والسطحية والفن الركيك مقابل تراجع مساحة الفن الرصين في كل المنطقة العربية. وقد سعيت إلى أن تكون هذه الكتابات واضحة وبسيطة، وتحوي أقل قدر من المصطلحات الموسيقية التخصصية التي حاولت شرحها بطريقة مبسطة ومفهومة. وقد استعملت في كتاباتي التسجيلات الموسيقية الموجودة على الانترنت، وبنيت هذه الكتابات حول الأعمال الموسيقية المتميزة.

قراءة المزيد