إن المؤلف، وهو يتابع تحليله، استناداً إلى البيانات والمعطيات والوقائع الحسية، يلحظ أن الرأسمالية باتت تفتقر إلى النمو والعمالة الكاملة والاستقرار المالي والأجور الآخذة بالارتفاع حقاً... كل شيء من هذه يأخذ بالتلاشي... إن شيئاً ما في الرأسمالية قد تغير وأدى إلى هذه النتائج المخيفة، ولا بد من أن يتغير شيء فيها إذ ما أريد لها البقاء... لكن ما هو هذا الشيء الذي لا بد أن يتغير... ومن دونه لا تعود الرأسمالية قادرة على البقاء؟ هذا ما يحاول المؤلف رصده، فعزاؤه الوحيد هو في كون الرأسمالية-كما يعتقد-لم تعد تجد المنافس القابل للحياة والنمو يمكن أن يترفع الناس نحوه حيث تخيب آمالهم... إذ الرأسمالية لا تدمر نفسها كما يرى. وإنما الخطر يكمن في الركود وليس في الانهيار التام على غرار ما حدث لأوروبا في القرون الوسطى.