• Default
  • Title
  • Date
  • عدي حزام عيال
    المزيد
      الجزء الثاني تزوج جدنا عيّال مرة ثانية من (مالية
  • عبد المنعم الاعسم
    المزيد
    بين عزيز سباهي وبيني سرّ ما يحدث للمندائيين هذه الايام،
  • رشيد الخيون
    المزيد
    يطلعك غضبان رومي في مذكراته، وبتفاصيل دقيقة، على سرعة تطور
الخميس, 03 آب/أغسطس 2017

المرحوم عيال نصاردهلة

  عدي حزام عيال
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

 

الجزء الثاني

تزوج جدنا عيّال مرة ثانية من (مالية سالم) عام 1927 وبعد عام واحد من زواج سعيد، ولدت "ماليه" طفلاً جميلاً اسماه فريد، لم يمر على فريد عام واحد حتى توفاه الله بسبب أحد أمراض الاطفال الشائعة حينذاك، فحزنت عليه الاسرة حزناً شديداً، ثم رزق ببنت أسماها "نعيمة" كان ذلك سنة 1929 وبعد ثلاثة سنوات، رزق بولد اسماه "نعيم".
كان عيال نصار في الخامسة والاربعين حين استأجــر متجر في محلة القشلة، مقابل مسكّن مدير شرطة البصرة، كما استأجر أيضاً مسكّن من ثلاثة غرف على الطراز الشرقي، قريباً من سوق الهنود، مركز العشار فانتقلت معه سمعته الجميلة واتسعت أكثر في محله الجديد.
في سنوات الثلاثينيات كان ابنه حزام شاباً وسيماً قوياً رياضياً، أكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة بنجاح وتفوق على اقرانه، ولعدم وجود مدرسة ثانوية للبنين في الناصرية، سافر الى البصرة وسكن في منزل ابيه لإكمال دراسته في البصرة.
بعد حدوث الأزمة الاقتصادية العالمية تأثرت البلدان الفقيرة من تلك الأزمة تأثيراً كبيراً، وتضرر الشبان الصابئة الساكنين في القرى والارياف، وهاجر كثير منهم الى البصرة للعمل في المعامل والمنشآت المدنية الانكليزية، وكانت اجور المبيت في الفنادق غالية جداً، فكان هؤلاء الشبان يذهبون الى أقاربهم، استضاف (عيّال نصّار)عدد من هؤلاء الشبان في منزله، فضاق بهم المنزل، لان العاملين في المنشآت، يسأل بعضهم البعض الاخر: أين قضيت ليلتك؟ فيقول لهم في منزل ابو حزام، وهكذا صارت لأبو حزام، وبيته شهرة كبيرة، وكانت داره لاتخلو يوماً من الضيوف القادمين من الناصرية والعمارة لقضاء حاجاتهم والتسوق من البصرة، لذلك كسب احترام المندائيين وحبهم، ولمكانته عند رؤساء العشائر والمسؤلين في دوائر الدولة ومن خلال تلك العلاقات كان يقضي حاجات العديد إخوانه المندائيين.
وهكذا تطورت أعماله تطوراً كبيراً وصارت زياراته الى اسرته في أوقات متباعدة. تخرج حزام من المدرسة الثانوية في البصرة بتفوق، ثم دخل دورة تربويــة للمعلمين في العشار، فتخرج منها، وعاد الى الناصرية مدينته، ليعمل فيها.
كانت هناك علاقة قرابة بين حزام و(وسيلة) فهي ابنة عمته، وكانت وسيلة طالبة في المدرسة المتوسطة بتاريخ 30-8-1942 تزوج حزام من الشابة وسيلة خريجة المتوسطة، وصارت السياسة غذائهما الروحي، حيث شارك الزوجان في سباق النضال، وقدما كل ما يمتلكانه للحركة الوطنية العراقية، كانت سمعتهم طيبة، يحبهم كل الناس، وكان حزام معلماً للرياضيات
عمل في الأرياف في بدء حياته الوظيفية، كبرت مسؤلياته الحزبية عند بدء تعيينه.
وفي بداية حكم نوري السعيد عام 1949حيث اصبح رئيساً للوزاء، ازداد العنف والتعذيب في كل السجون، واعدم قادة الحزب الشيوعي العراقي (يوسف سلمان وحسين الشبيبي وزكي بسيم) بالشنق، وبقيت اجسادهم معلقة في المشانق لارهاب الناس.
جاء بعدها مرتزقة التحقيقات الجنائية، فاعتقل (حزام عيال) وحكم عليه بالسجن خمسة سنوات، مع الإقامة الجبرية، والنفي الى قضاء بدرة.. فأرسل الى نكرة السلمان مكللاً بالحديد ليقضي سنوات حكمه فيها، ففقدت الاسرة معلمها وعميدها .
ترك الاب (عيال) عمله في البصرة، وأعد عدته، فقام بعدة سفرات طويلة ومتعبة مع زوجة ابنه، الى سجن نگرة السلمان، في طريق صحراوي بعيد، وفي وسائل نقل رديئة وفي كثير من الأحيان تضل السيارة التى تقلهم في الطريق الصحراوي، او يحصل عطل فيها، ويبقون ساعات طوال في متاهات الرمال، وفي عدد من المواجهات لايسمح لهم المجرم (عبد الجبار أيوب) مدير السجن في المقابلة، فيطلب منهم العودة الى الناصرية، للحصول على توقيع احد المسؤولين، كطلب تعجيزي وهكذا تفشل السفرة التى تكلف الكثير من المال والجهد، اضافة الى الضرر الصحي لرجل كبير في السن مثل ابو حزام حيث بات يعاني كثيراً من الاجهاد بسبب السفر المستمر وكذلك تركه المتواصل لعمله في البصرة.
في ربيع عام 1950 بدأت معاناة ومأساة جديدة للاسرة، حيث أصيب أديب حفيد عيال، بمرض (التيفوئيد) الذي لا علاج له في ذلك الوقت، فتوفى، فترك الجد عمله، وبقي الى جانب زوجة إبنه الصابرة، التي واجهت مصيبة فقد الإبن وسجن الزوج....
أصبحت حالة الجد الصحية والنفسية سيئة جداً، خاصة بعد وفاة حفيده، حيث بقي مريضاً لعدة أسابيع بعد الحادثة، وانقطع عن عمله، لفترة طويلة، حتى ان أهله وأصدقاءه كانوا يزورونه في بيته للاطمئنان عليه، ومساعدته في تجاوز هذه الأزمة.
صار هم العائلة الأول هو متى وكيف يزورون (نگرة السلمان)، وصارت زياراتهم دورية، لنقل البريد الحزبي من والى نگرة السلمان، كانت نفقات النقل باهظة جداً، لايتحملها اي شخص، حتى ان الجد باع قطعة الارض التي اشتراها من اجل توسيع تجارته، في ساحة ام البروم، والتى أنشأ عليها سينما الحمراء فيما بعد، لتسديد تكاليف السفر المستمر، وكذلك اشترى بيت في البصرة القديمة قريباً من الكنيسة الجد لم يهتم باي خسارة فقد كان يحب ابنه حباً عظيماً وكان هو ايضاً من أصدقاء الحزب.
ونتيجة للظلم والقساوة والقهر والاضطهاد، انتفض الشعب العراق بسبب البطالة وقلة الغذاء، وأزمة السكن، وشيوع الجهل والأمية والفساد.
انتفض الفقراء عام 1952 فاستقالت الحكومة العراقية، وصدرت إرادة ملكية بتشكيل وزارة عسكرية، ونزل الجيش الى الشوارع، وامتلأت السجون بالأحرار، من خلال القبض على الكثير من الشباب المشاركين بهذه التظاهرات، فباع الجد كل شىء له في البصرة، المحل والمنزل، واشترى محلاً في بغداد، في خان الشابندرالخاص بالصاغة، واستأجر منزل في منطقة (قنبر علي) بجوار (ساحة زبيدة).. وسكن الجد مع زوجة ابنه، وحفيدته، وكانت زوجته "مالية" في سوق الشيوخ مع ابنتها المعلمة هناك.
وخلال هذه الحملة نقل حزام عيال وعدد من قيادي الحزب الشيوعي لنشاطهم المميز الى سجن الموقف العام في منطقة (العلوازية) وتأكد الناس ان هناك مؤامرة لقتل السجناء حيث نقل الجلاد عبد الجبار أيوب ليكون مدير سجن الموقف، وكان السجناء مضربين عن الطعام، ثم جاءت أوامر من وزارة الدفاع في وجوب فك الإضراب ولو بقوة السلاح، فانطلق الرصاص تنفيذاً للأوامر الصادرة من السلطات العليا، وكانت تلك مؤامرة كبيرة على السجناء السياسيين، وكان التركيز على قادة الإضراب الذي كان من بينهم السجين حزام عيال، المنقول حديثاً من سجن نگرة السلمان حيث أصيب بثلاثة عشر طلقة في أنحاء جسده، نقل الجرحى الى مستشفى مير الياس الواقعة الى جانب سجن الموقف .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصادر
كلمات من الماضي البعيد للكاتب نعيم عيال
الاستاذ وسام حسناوي كسار
الصور من أرشيف الاستاذ قيس حزام عيال
الدكتور سعدي السعدي
الاستاذ خالد ميران

الدخول للتعليق