يستعمل الموسيقيون شوكة رنانة للحصول على صوت نغمة ليستعملوه في نصب (دوزنة) الأدوات الموسيقية. والتردد الذي تصدره هذه الشوكة هو 440 هرتس (ذبذبة في الثانية). لكن تثبيت تردد صوت نغمة لا على 440 هرتس لم يتم إلا في سنة 1953. ففي السابق كان الموسيقيون يستعملون طبقة صوت محددة في كل منطقة، واختلفت هذه من مكان لآخر، وتغيرت كذلك حتى في نفس المنطقة بمرور الزمن.
ومع تزايد العلاقات بين الموسيقيين في القرن السابع عشر وانتقالهم للعمل أو الدراسة في بلدان اخرى، ظهرت مشكلة الاختلاف في الدوزان للعيان. فكان الموسيقيون في ايطاليا مثلا يدوزنون أدواتهم على تردد 465 هرتس، للحصول على صوت قوي وبرّاق. أما أقرانهم في فرنسا فدوزنوا أدواتهم على تردد واطيء هو 415 هرتس.
وعندما استقدم الألمان موسيقيين من ايطاليا لتقديم الموسيقى الكنسية دخل معهم تردد 465 هرتس العالي، لكن مع قدوم الأدوات الموسيقية الفرنسية ظهر الفارق جلياً، لكن الألمان بطبيعتهم العملية حلوا التناقض باستعمال الترددين، اطلقوا على التردد العالي اسم "صوت الكورس Chorton" للاستعمال في الكنيسة، وعلى الثاني "صوت موسيقى الحجرة Kammerton".
علاوة على ذلك كانت الأدوات المختلفة تدوزن بما يوافق صوتها، وبما يود المؤلف أو العازف الوصول اليه من تأثير. فكان الفرنسيون يدوزنون الفلوت على طبقة واطئة في 395 هرتس أحياناً للحصول على صوت عميق رخيم، أما باغانيني عبقري الكمان فكان ينصب أوتار كمانه بنصف صوت أعلى من المعتاد للحصول على صوت رنان وقوي (وكانت الأوتار تصنع من أمعاء الحيوانات في ذلك الوقت، قبل أن يجري استعمال الأوتار المعدنية لاحقاً). في القرن التاسع عشر، وبظهور قاعات الموسيقى والأوبرا الضخمة، باتت الحاجة لتقوية الصوت بشكل كبير، وكان الحل في الارتفاع بالتردد أعلى فأعلى فوصل حد 450 هرتس.
لكن العقبة الأساسية أمام الاستمرار في الارتفاع بالتردد كانت حناجر المغنين التي لا يمكن تغيير دوزانها مثل وتر الكمان. لذلك بدا الموسيقيون يميلون لتثبيت تردد صوت لا على 440 هرتس، وأقروا ذلك لاحقاً. ومع ذلك، مع تزايد الموسيقيين الذين تخصصوا في تقديم الموسيقى القديمة على الأدوات الأصلية وباتباع التقنية القديمة، أخذ عدد منهم استعمال تردد 415 هرتس المميز لعصر الباروك، وتردد 430 هرتس لتقديم الموسيقى الكلاسيكية (هايدن وموتسارت) عندما نبذوا الاسلوب الرومانتيكي في تقديم أعمال عصري الباروك والكلاسيكي.
×××××××××
هذا تسجيل مناسب لتوضيح ما قلته أعلاه، فقد قدم العازف شاكون من بارتيتا الكمان لباخ موزعة للتقديم على الكيتار بأربعة دوزانات هي 432 القريب من التردد الكلاسيكي، و415 الباروكي، و440 القياسي المعاصر، وبتردد أعلى هو 445 هرتس. انتبهوا إلى تغير طعم هذه القطعة الموسيقية الرائعة مع كل تغيير في الدوزان.
http://www.youtube.com/watch?v=Ts8RhA5j2do
لملاحظة الفرق هذه كيارا بانكيني قائدة فرقة اسمها يحتوي على الرقم 415 دلالة على التردد الأشهر في عصر الباروك، انسمبل415 مع فيفالدي وسوناتا على لحن الورقة الاسباني الشهير(اعلن عن حل الفرقة في 2012):
http://www.youtube.com/watch?v=lz2rhu-0Mmg
نفس السوناتا تقدمها فرقة Sonatori de la Gioiosa Marca لكن بالتردد القياسي الحديث.
http://www.youtube.com/watch?v=ES3sJy-IPdI